تصدّر
الرد الذي سلمته حركة المقاومة الإسلامية
حماس للوسيطين المصري والقطري بشأن مقترح
وقف إطلاق النار في قطاع
غزة وعقد صفقة جديدة لتبادل الأسرى، اهتمام وسائل الإعلام
الإسرائيلية، التي أكدت أن تل أبيب تدرس الرد في المرحلة الحالية.
وذكرت
صحيفة "
يديعوت أحرونوت" العبرية في تقرير ترجمته "
عربي21"، أنّ
حركة حماس تصر على أن تكون الضمانات الأمريكية "مكتوبة" بشأن عدم تجدد
القتال في غزة، مؤكدة أن الوسطاء نجحوا في تضييق بعض الفجوات بين إسرائيل والحركة.
ووصفت
الصحيفة رد حماس بأنه "إيجابي" وتمكن من تضييق الفجوة التي أدت إلى
انهيار المفاوضات قبل شهر تقريبا، مبينة أن "المقترح يستند إلى خطة ويتكوف،
ولكن جرى إدخال عليه تعديلات طفيفة قد تُفضي إلى توقيع اتفاق جزئي".
وتابعت:
"الكرة أصبحت الآن في ملعب إسرائيل"، منوهة إلى أنه قبل ثلاثة أسابيع
ونصف طالبت حركة حماس بالإفراج عن 200 أسير مؤبد، ووافقت تل أبيب على 125 أسيرا،
والآن خفضّت "حماس" عدد أسرى المؤبدات إلى ما بين 150- 130 أسيرا، بفارق
25 أسيراً فقط.
مرونة "حماس"
ولفتت
إلى أن "حماس أبدت مرونة بشأن مساحة المنطقة العازلة، ووافقت الآن على مساحة
تتراوح بين 800 و1000 متر، بينما كان المطلب الإسرائيلي يتراوح بين 1200 و1000 متر"،
مستدركة: "مع ذلك لا يتناول المقترح الجديد المطالب التي أقرها الكابينيت في
اجتماعه الذي وافق أيضا على احتلال مدينة غزة، وتشمل نزع سلاح حماس".
واستكملت
الصحيفة بقولها: "عمليا قد يؤجل هذا المقترح، مسألة اليوم التالي للحرب إلى
مفاوضات الستين يوما"، لافتة إلى أن "حماس تطالب بضمانات مكتوبة من
الولايات المتحدة بشأن عدم عودة إسرائيل إلى القتال، ولا يزال من غير الواضح ما هي
الضمانات التي يرغب الأمريكيون في تقديمها ومن سيكون الضامن".
وأشارت
إلى أن "بقية تفاصيل المقترح معروفة ومتفق عليها: ستفرج حماس عن نصف الأسرى
الأحياء والأموات (10 أحياء و18 جثة) مقابل وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما"،
مضيفة أنه "ستجرى في هذه الفترة مفاوضات لإنهاء الحرب، وهذا الجزء مطابق
تماما للاتفاق الأصلي".
وفي سياق
متصل، أكد الصحفي الإسرائيلي بن كاسبيت في مقال نشرته صحيفة "
معاريف"
وترجمته "
عربي21"، أنه منذ ما يقارب من عامين، كانت الرغبة السياسية
الرئيسية لنتنياهو هي إطالة أمد الحرب قدر الإمكان وتأجيل الانتخابات، معتبرا أن
"صفقة الأسرى تتعارض مع هذه المصلحة، لأنها قد تؤدي إلى تفكك الائتلاف".
بعد "يوم الإضراب"
ولفت بن
كاسبيت إلى أن رد "حماس الإيجابي" أمرٌ غريب، خصوصا أنه جاء بعد أقل من
24 ساعة من المظاهرة التاريخية والمؤثرة في تل أبيب، وبعد "يوم الإضراب"
في جميع أنحاء "إسرائيل"، متسائلا: "كيف يُعقل أن تتراجع حماس في
اليوم التالي؟"، على حد زعمه.
وتابع:
"من سيكون المحظوظ الذي سيتسلل إلى غرفة المفاوضات ليُفسد الاتفاق مجددا في
اللحظة الأخيرة، على وقع هتافات بن غفير وسموتريتش؟ ما العذر الذي سيلجأ إليه
نتنياهو؟ وكيف يمكننا حل هذه الحلقة المفرغة للمرة الألف؟".
وأردف
قائلاً: "قائمة شروط حماس القاسية اختفت وضاقت الفجوات بشكل كبير"،
مستدركا: "هذه القائمة لم تكون موجودة أصلا وهذه اختراع زائف من
نتنياهو". وشدد على ضرورة أن يتزامن مع الضغط عسكري مبادرة سياسية وإرادة
سياسية.
وأوضح أن
"نتنياهو كانت رغبته الرئيسية هي إطالة أمد الحرب قدر الإمكان وتأجيل
الانتخابات"، مبينا أن "نتنياهو جعل الائتلاف الحكومي أهم من عودة
الأسرى (..)، ونتنياهو بحاجة إلى إعادة اختراع نفسه"، بحسب تعبيره.
إيجابية ومرونة
وكان عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس عزت الرشق، قد أكد أن "المقترح الذي وافقنا عليه يركّز على صفقة جزئية، ويفتح المجال للتوصّل إلى اتفاق شامل يحقّق وقفاً كاملاً للحرب وانسحاباً تامّاً"، مضيفا أن "رد الحركة جاء بعد مشاورات موسّعة مع الفصائل الفلسطينية".
وشدد على أن هذا الرد "يمثّل الجميع ويعبّر عن روح المسؤولية الوطنية"، مؤكدا أن "حماس" والفصائل الفلسطينية تعاملت بكل إيجابية ومرونة، بهدف وقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في أسرع وقت ممكن.
وتابع الرشق قائلا: "أعربت حماس والفصائل عن أملها في أن يمهّد هذا الرد الطريق للتوصّل إلى اتفاق، وألا يضع نتنياهو العراقيل والمعوّقات التي تحول دون إنجازه".