صحافة إسرائيلية

أمين سر نتنياهو.. ينوي الاستقالة لفشله في إنجاز صفقة تبادل

رون ديرمر لديه أعداء كثر في حزب الليكود- الأناضول
بعد تمهيده الطريق في واشنطن للهجوم على إيران، وبعد ستة أشهر دون تحقيق أي إنجازات كرئيس لفريق التفاوض لإطلاق سراح المحتجزين، أعلن رون ديرمر وزير الشئون الاستراتيجية في دولة الاحتلال، أنه ينوي اعتزال الحياة السياسية، وهي خطوة، إن تمت، فإن أيا من أفراد عائلات الأسرى، ولا شركاؤه في حزب الليكود، ولا الديمقراطيون في الولايات المتحدة، لن يذرفون دمعة واحدة على غيابه.

يوفال كارني مراسل الشئون الحزبية بصحيفة يديعوت أحرونوت، نقل عن "ديرمر، أنه لأسباب شخصية، سيتخذ قراره بترك منصبه الحكومي، والاعتزال، مع أن مصطلح الاعتزال غير دقيق، لأنه لم يترشح قط عن حزب الليكود، وليس عضوا في الكنيست، ولا مسؤولا منتخبا، وهو متردد بالانخراط في النشاط السياسي داخل الحزب، ووجوده السياسي العام بأكمله تحت رعاية راعيه نتنياهو، وهو لا يدين لأي أحد سواه، لأنه مستشاره الأقرب، ويحمل لقب وزير".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "مسؤولي الليكود الذين تحدثوا مع ديرمر، ذكروا أن استقالته المرتقبة مرتبطة بأسباب عديدة، أهمها الأكثر دراماتيكية، وتتمثل في فشله بمفاوضات إطلاق سراح الرهائن، فالضغط الذي مارسته عليه عائلاتهم هائل، وقد قرر نتنياهو في فبراير إقالة رئيسي الموساد والشاباك من قيادة فريق التفاوض، وتعيين ديرمر مكانهما، لكن وفقا لبعض العائلات، فإن الوزير لا يتعجل مقابلتهم، مما وضعه في مركز الاهتمام الإعلامي الذي يكرهه".

ونقل عن عائلات الأسرى أن "ديرمر مسؤول عن إعادة الرهائن منذ ستة أشهر، والنتيجة صفر، حيث لم يعد أي مختطف أحياءً، ولم يعد أي مختطف في الصفقة، ورغم أنه يُجري مقابلات مع وسائل الإعلام الدولية، لكنه يتجنب العائلات لمدة 22 شهرا، وعندما يوافق على اللقاء، يُجري اختيارًا بينهم، حيث يختار العائلات التي سيلتقي بها، والتي سيستبعدها، وليس من الواضح ما إذا كان غير قادر على مواجهتها، والاعتراف بفشله أمامها، بل إن هناك من يتهمه بنسف الصفقة، وترك المختطفين في غزة".

وأوضح أنه "رغم أن العديد من عائلات الأسرى تدّعي عدم تأثير ديرمر في الصفقة، لكن مصدرا رفيع المستوى في الليكود أكد أن نتنياهو لن يسمح له بالمغادرة قبل استنفاد صفقة المختطفين التالية، إذا بدأت في الأسابيع المقبلة، فيما ينفي مصدر مقرب منه مزاعم تجنّبه لقاء عائلاتهم، زاعما أنه عقد أكثر من 90 اجتماعًا منذ بداية الحرب، حضر بعضها عدة عائلات، لكن في الآونة الأخيرة، انخفض عدد اللقاءات بشكل طفيف بسبب ازدياد سفره للخارج، والحرب مع إيران".

وأكدت أوساط "العائلات أنه ليس لديها أي توثيق للقاءات المزعومة مع ديرمر، لأنها تطلبها بشكل فردي، كما طلبوا رسميًا عقد اجتماع مشترك لجميع العائلات، ولم يحصلوا على الموافقة بعد، فيما زعم مصدر سياسي أن ديرمر يفضّل البقاء خلف الكواليس، وعدم الظهور، لكن دور رئيس فريق التفاوض أخرجه من الظل، فهو غير معتاد على كل هذه الضجة حوله، ولا يحتاج إليها، ولا يُحبّها حقًا".

ونقل عن "إيتمار آيخنر المراسل السياسي للصحيفة، أن مسؤولين أمريكيين أعربوا عن خيبة أملهم من أداء ديرمر في مفاوضات إطلاق سراح الرهائن، من حيث تباطؤه الملحوظ، مما دفعهم لأن يفقدون صبرهم، كما أن استبداله بقائدي الموساد والشاباك، فقط لأنه مقرب من نتنياهو، أضرّ بالمحادثات، مما كشف عن تغيير واضح في الأولويات الإسرائيلية، لأن ديرمر يتحدث بدرجة أقل مع قطر ومصر".

وأوضح أن "علاقة ديرمر ونتنياهو بدأت حين عاش الأخير عزلة سياسية بعد خسارته انتخابات 2006 أمام إيهود أولمرت، وكان متحمسًا جدًا للشاب اليهودي الأمريكي الذي أصبح مستشاره السياسي، حيث أرسله لاحقًا إلى واشنطن كرجل ثقة، في البداية كمبعوث اقتصادي، ثم سفيرا لسبع سنوات، ودفعت إسرائيل ثمنًا دبلوماسيًا وسياسيًا باهظًا بعد الموقف الأحادي الذي اتخذه ديرمر لصالح الجمهوريين، ولذلك فإنه بالنسبة للديمقراطيين غير مرغوب فيه".

وأضاف أنه "بعد الانتخابات الأخيرة، عيّنه نتنياهو في منصب محوري في الحكومة، كانت الفكرة هي تكليفه بوزارة الخارجية المرموقة، حتى أن سارة قالت لكبار مسؤولي الليكود عشية تشكيل الحكومة أن ديرمر هو وزير الخارجية القادم، مما أثار غضب كثيرين في الحزب، وفشل التعيين بسبب الانتقادات الداخلية، واحتجاجات من تطلعوا للوزارة".

وأكد أنه "لهذا السبب فإن عددا من أعضاء الكنيست والوزراء لا يحبون ديرمر، كونه غريب الأطوار في الحكومة، ولم يتواصل مع أي وزراء، بل ذئب منفرد، ربما بسبب شخصيته الأمريكية، لديه قدر كبير من الغطرسة، واحتقار للهوية الإسرائيلية، ليس اجتماعيًا، بل حاد الذكاء، وكتوم، ولعل هذه الصفات التي بحث نتنياهو عنها، صحيح أنه الآن وزير الشؤون الاستراتيجية، لكنه عمليًا وزير خارجية نتنياهو".