نشر موقع "
ساينس أليرت" الأمريكي تقريرا تحدث عن إطلاق التحديث الأخير من "تشات جي بي تي" الذي يُعتبر قفزة نوعية في الذكاء الاصطناعي مع قدرات متقدمة في البرمجة والكتابة والرعاية الصحية.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن شركة "أوبن إيه آي" أعلنت يوم الخميس عن طرح جيل جديد طال انتظاره من "تشات جي بي تي"، مؤكدة تحقيق "تطورات كبيرة" في قدرات الذكاء الاصطناعي في وقت تتسارع فيه المنافسة العالمية على هذه
التكنولوجيا. وذكرت الشركة أن "تشات جي بي تي-5" سيتاح مجانًا لجميع مستخدمي الأداة التي يستخدمها نحو 700 مليون شخص أسبوعيًا.
وقد أشاد المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي، سام ألتمان، بهذا الإصدار الجديد واصفًا إياه بأنه "نموذج يتمتع بذكاء عام بشكل واضح"، لكنه حذّر من أن الطريق ما زال طويلًا للوصول إلى مستوى "الذكاء الاصطناعي العام" الذي يفكر كما يفعل البشر. وأوضح ألتمان أن "هذا النموذج لا يتعلم باستمرار من المعلومات الجديدة التي يكتشفها، وهو أمر أراه ضروريًا ليكون جزءًا من الذكاء الاصطناعي العام، لكن مستوى قدراته يمثل قفزة هائلة".
وأشار الموقع إلى أن محللين في القطاع يرون أننا ندخل عصرًا جديدًا للذكاء الاصطناعي، حيث ستعيد الحواسيب العبقرية تشكيل طريقة عمل البشر وأساليب حياتهم. وهذا ما أكده الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا" مارك زوكربيرغ في مذكرة حديثة بقوله إنه "مع تسارع وتيرة تقدم الذكاء الاصطناعي، أصبح تطوير الذكاء الفائق في الأفق… وأعتقد أن هذا سيكون بداية عصر جديد للبشرية".
وحسب ألتمان فإن الطريق نحو الذكاء الاصطناعي العام ما زال يحمل "قفزات ضخمة" قادمة، مضيفًا أنه "من الواضح أنه يجب الاستثمار في قدرات الحوسبة بمعدل مذهل لتحقيق ذلك، ونحن نعتزم الاستمرار في هذا المسار". فمنذ الإطلاق المثير للإصدار الأول من "تشات جي بي تي" في أواخر 2022، تضخ شركات التكنولوجيا الكبرى مثل أمازون وغوغل وميتا ومايكروسوفت وإكس إيه آي (المملوكة لإيلون ماسك) مليارات الدولارات في تطوير الذكاء الاصطناعي. وقد أثارت شركة ديب سيك الصينية الناشئة ضجة في القطاع مطلع هذا العام بإطلاق نموذج يقدم أداءً عاليًا باستخدام شرائح أقل تكلفة.
خبير بمستوى الدكتوراه
مع احتدام المنافسة العالمية على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، قال سام ألتمان إن "تشات جي بي تي-5" يتصدر المشهد في مجالات البرمجة والكتابة والرعاية الصحية وغيرها الكثير. وأضاف أن "إصدار جي بي تي-3 كان أشبه بالتحدث مع طالب في المرحلة الثانوية، قد تحصل على إجابة صحيحة وقد تحصل على إجابة غريبة. أما جي بي تي-4 فكان كالتحدث مع طالب جامعي، بينما جي بي تي-5 هو المرة الأولى التي أشعر فيها حقًا أنني أتحدث مع خبير بمستوى الدكتوراه في أي مجال". ويتوقع ألتمان أن تصبح القدرة على إنشاء البرامج حسب الطلب، المعروفة باسم "البرمجة بالإحساس"ـ جزءًا أساسيًا من عصر "تشات جي بي تي-5" الجديد.
وفي تدوينة كتبها خبير الذكاء الاصطناعي البريطاني سيمون ويليسون، الذي حصل على وصول مبكر للنظام، قال: "خلاصتي إنه جيد في كل شيء تقريبًا. لا يبدو كقفزة هائلة عن النماذج اللغوية الكبيرة الأخرى، لكنه يبدي كفاءة عالية — نادرًا ما يخطئ، وغالبًا ما يثير إعجابي". لكن إيلون ماسك كتب على منصة "إكس" (تويتر سابقًا) أن نموذج الذكاء الاصطناعي "غروك 4 هيفي" الخاص به "أذكى" من "تشات جي بي تي-5".
ذكاء اصطناعي صادق؟
حسب أليكس بيوتل، رئيس أبحاث السلامة في "أوبن إيه آي"، فقد تم تدريب "تشات جي بي تي-5" ليكون جديرًا بالثقة، ويقدم أجوبة مفيدة قدر الإمكان دون دعم أي مهام قد تُستخدم لأغراض ضارة. وقال بيوتل "طورنا تقييمات لقياس مدى انتشار الخداع ودربنا النموذج على الصدق". وأضاف أن "تشات جي بي تي-5" مهيأ لإنتاج "إجابات آمنة" تقتصر على معلومات عامة عالية المستوى لا يمكن استخدامها لإحداث ضرر.
وذكر الموقع أن الشركة طرحت هذا الأسبوع نموذجين جديدين للذكاء الاصطناعي يمكن تنزيلهما مجانًا وتعديلهما من قبل المستخدمين في خطوة لمنافسة العروض المماثلة من الشركات الأخرى. ويأتي إصدار "النماذج اللغوية مفتوحة المصدر" في وقت تواجه فيه "أوبن إيه آي" ضغوطًا لكشف آليات عمل برمجياتها، انسجامًا مع روح تأسيسها كمنظمة غير ربحية.