دخل لاعبو نادي فنربخشة التركي لكرة القدم أرض الملعب مرتدين قمصانا سوداء كتب عليها: "أوقفوا الجرائم ضد الإنسانية"، وذلك خلال الإحماء قبل مباراتهم أمام
فاينورد الهولندي في الدور التمهيدي الثالث من دوري أبطال أوروبا٬ في مدينة روتردام٬ في مشهد لافت يؤكد موقفه الثابت من القضايا الإنسانية.
وفي بيان نشره النادي عبر منصاته الرسمية، قال: "نحن لا نرتدي مجرد قمصان، بل نحمل الضمير. خرجنا إلى الإحماء في مباراة خارج أرضنا مرتدين قمصانًا سوداء نقول فيها: Stop crimes against humanity.
نحن لا نصمت، لا نتجاهل. أينما تنزف الإنسانية، هناك يكون موقفنا. لأن الإنسانية تخسر عندما تصمت."
أثارت الخطوة تفاعلاً واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشاد النشطاء بموقف النادي الشجاع في تسليط الضوء على ما يجري في قطاع
غزة من جرائم وانتهاكات مستمرة بحق المدنيين.
تضامن متجذر مع فلسطين
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يُظهر فيها
فنربخشه تضامنه مع القضية الفلسطينية. ففي مايو/أيار 2021، وعقب تصاعد العدوان الإسرائيلي على القدس المحتلة وحي الشيخ جراح٬ خرج لاعبو الفريق يتقدمهم النجم الألماني من أصل تركي آنذاك مسعود أوزيل، إلى أرضية الملعب وهم يرتدون قمصانا تحمل شعار "فلسطين حرة"، وطبعت عليها أعلام ورسائل دعم للشعب الفلسطيني، وذلك قبل مباراة في الدوري التركي.
وقوبلت تلك المبادرة حينها بترحيب واسع في الأوساط التركية والعربية، واعتُبرت من أبرز مشاهد الدعم الرياضي العالمي لفلسطين، خصوصا في ظل ما كان يتعرض له حي الشيخ جراح في القدس المحتلة من محاولات تهجير قسري على يد الاحتلال.
ويشكل موقف فنربخشه رسالة رياضية وإنسانية تُذكر بأن الرياضة ليست بمنأى عن المآسي التي تعيشها الشعوب، بل يمكن أن تكون منبرا لإعلاء صوت الضحايا والمظلومين في وجه الجرائم والانتهاكات.
ويستمر النادي التركي العريق، من خلال هذه المبادرات الرمزية، في ترسيخ حضوره كواحد من أبرز الأندية الأوروبية التي لا تتردد في اتخاذ مواقف إنسانية علنية في القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.