كشف وزير الزراعة الإسرائيلي آفي
ديختر، في مقابلة خاصة مع صحيفة "
معاريف" العبرية، عن ملامح خطة
تهجير واسعة النطاق لسكان قطاع
غزة إلى الخارج، زاعما أن الغزيين "سيسعدون بالمغادرة" إذا تم توفير الدعم الدولي اللازم، ومشيرا إلى إمكانية توطينهم في دول مثل
ليبيا.
وفي حديثه عن فكرة تحويل غزة إلى "سنغافورة الشرق الأوسط"، سخر ديختر من هذه الرؤية قائلاً:
"هذا هراء. لا أعرف كيف أوقّع على 'سنغا'، لكن 'فور' بالتأكيد ستكون".
وأشار الوزير الإسرائيلي إلى أن سكان غزة سيقبلون مغادرة القطاع إذا تدخل المجتمع الدولي وقدم لهم البدائل، على غرار ما جرى مع لاجئي سوريا، وفق قوله. وأضاف: "التوق لبناء حياة جديدة خارج غزة جنوني. أرى ذلك بوضوح على الشبكات الاجتماعية. الناس هناك يعرفون أنه لا يوجد شيء ليعودوا إليه".
واقترح ديختر ليبيا كوجهة محتملة لإعادة توطين
الفلسطينيين، قائلاً: "ليبيا دولة ضخمة، فيها مساحات واسعة، وشاطئ مشابه لغزة. وإذا استثمر العالم عدة مليارات لإعادة تأهيل الغزيين هناك، فإن الدولة المستضيفة ستستفيد اقتصاديا أيضا".
"غزة ليست أرضهم"
وفي تعبير صادم، زعم ديختر أن سكان غزة لا يملكون حقًا في أرضهم، قائلاً: "غزة ليست أرضهم، بل هنا، في إسرائيل. ومن فقد بيته في غزة، يمكنه أن يحصل على قطعة أرض في أي مكان آخر. هذا ليس مجرد موضوع اقتصادي، بل وجودي".
وأضاف: "إذا كنت بلا منزل، بلا عمل، وبلا أفق – فكل دولة أخرى ستكون بديلاً جيدا".
وتطرق ديختر إلى الهجوم الذي وقع في 7 تشرين الأول/أكتوبر، واصفا إياه بأنه غيّر المعادلة في الشرق الأوسط، ليس فقط بسبب ما جرى، بل بسبب الرد الإسرائيلي بعده.
وأوضح: "ما فعلناه بعد 7 أكتوبر في لبنان وسوريا وحتى إيران، غيّر قواعد اللعبة. حتى إن لم تكن كل هذه العمليات مباشرة، فإن الردع تغير".
ملف الأسرى غير مهم
رغم استمرار معاناة عشرات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، قلل ديختر من أهمية هذه القضية مقارنة بما وصفه بـ"الفرص المستقبلية"، قائلاً: "علينا إنهاء قصة غزة، لأنها ليست الأهم، بل الأكثر إيلاما. في النهاية نحن نسيطر على القطاع من كل الجوانب".
وأضاف: "إذا انفتحت السودان على السلام، فسنحصل على خط جوي إلى أمريكا الجنوبية. نحن اليوم نعيش في أبعاد مختلفة كليا".
وأعرب ديختر عن تفاؤله بما سماه "الفرص النادرة" التي تواجه الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات العشر القادمة، مشيرا إلى إمكانيات كبيرة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، رغم استمرار النزيف الناتج عن الحرب في غزة.
وقال: "فقط علينا إغلاق الملفات النازفة في غزة، وبعدها سنشهد تطورات مذهلة على كل المستويات".
وعندما سُئل عن الجانب الاجتماعي داخل الاحتلال الإسرائيلي، أجاب باختصار: "عندما يكون الوضع جيدا اقتصاديا وسياسيا، فإن الاجتماعي أيضا يتحسن".
وتعكس تصريحات ديختر توجّها واضحا لدى بعض دوائر صنع القرار في الاحتلال نحو الدفع بخطة تهجير جماعي لسكان غزة، عبر أدوات ناعمة تستند إلى "الإغراءات الاقتصادية" و"الدعم الدولي"، دون الاكتراث بالحقوق الوطنية للفلسطينيين أو بحقهم في العودة والبقاء.
كما تشير المقابلة إلى أن الأهداف الإسرائيلية من الحرب الحالية تتجاوز حدود غزة، لتطال رسم خرائط جديدة للمنطقة ترتكز على مفاهيم "الفرص الإقليمية"، وتصفية القضية الفلسطينية من بوابة "الهجرة الجماعية"، تحت ستار "إعادة التأهيل" و"السلام الإقليمي".