سياسة عربية

"مجزرة زيكيم".. حماس تتهم الاحتلال باستخدام المساعدات أداة للقتل الجماعي

ما يجري في قطاع غزة هو جريمة كبرى تُستخدم فيها أدوات القتل والتجويع والتعطيش، في إطار سياسة ممنهجة للتطهير العرقي والإبادة الجماعية.. الأناضول
أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي شمال قطاع غزة، ووصفتها بأنها جريمة إبادة جماعية تُنفذ عبر استغلال حاجة السكان الماسّة للمساعدات الإنسانية.

وقالت الحركة، في بيان صحفي تلقّت "عربي21" نسخة منه، إن "المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإرهابي بحق المدنيين المجوّعين في نقطة توزيع المساعدات قرب منطقة زيكيم شمال غزة، والتي أسفرت عن أكثر من 60 شهيداً وعشرات الجرحى، تعكس إمعان الاحتلال في حرب الإبادة الجماعية ضد أبناء الشعب الفلسطيني".

وأضافت الحركة أن "ما يجري في قطاع غزة هو جريمة كبرى تُستخدم فيها أدوات القتل والتجويع والتعطيش، في إطار سياسة ممنهجة للتطهير العرقي والإبادة الجماعية"، مطالبة المجتمع الدولي بـ"تحرك فوري لوضع حدّ لهذه المأساة الإنسانية".

وتساءلت الحركة في بيانها: "كيف يصمت العالم عن وفاة أكثر من سبعين طفلاً بسبب سوء التغذية؟ وكيف تبقى آلاف الأطنان من المساعدات متكدّسة خلف معبر رفح، فيما يموت الناس من الجوع والعطش؟".

وحملت "حماس" الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، مشككة في "الآلية الأمريكية-الإسرائيلية لتوزيع المساعدات"، التي قالت إنها تحوّلت إلى "وسيلة للقتل الممنهج للمدنيين".

ودعت الحركة الأمم المتحدة وكل المؤسسات الإنسانية إلى التحرك العاجل لوقف الكارثة، وطالبت بفتح معبر رفح فوراً لإدخال المساعدات بعيدًا عن تحكّم الاحتلال.

كما ناشدت الدول العربية والإسلامية لتحمّل مسؤولياتها الدينية والقومية والإنسانية، وبذل كل ما يلزم لفكّ الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 140 يوماً، مؤكدة أن "صمود الشعب الفلسطيني لا يجب أن يُقابل بالتواطؤ أو الصمت".

وجاء في ختام البيان توقيع رسمي باسم حركة "حماس"، مؤرخًا بيوم الأحد، 25 محرم 1447هـ، الموافق 20 تموز/ يوليو 2025م.




وفي غزة قال المكتب الإعلامي الحكومي إن القطاع أصبح على أعتاب مرحلة "الموت الجماعي"، بعد أكثر من 140 يوما من إغلاق المعابر إثر سياسة التجويع الإسرائيلية المتعمدة ضد الفلسطينيين البالغ عددهم في القطاع 2.4 مليون شخص.

جاء ذلك في بيان صدر، الأحد، عن المكتب، الذي وصفه بأنه "خطير وعاجل".

وحذر البيان من أن غزة "على أعتاب مرحلة الموت الجماعي بسبب إغلاق الاحتلال (الإسرائيلي) لجميع المعابر منذ أكثر من 140 يوما".

وأشار إلى تعمد إسرائيل ممارسة سياسة التجويع كجزء من حرب الإبادة التي تشنها ضد سكان غزة عبر "منع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية، وحليب الأطفال، والوقود، وتشديد الحصار بشكل كامل، في ظل نفاد الغذاء والدواء".

وجدد البيان التذكير بأن القطاع "يتجه نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة، مع تواصل الإبادة بالقتل والتجويع الجماعي ضد أكثر من 2.4 مليون إنسان بينهم 1.1 مليون طفل".

وأضاف مستنكرا: "العالم يتفرج على ذبح غزة وقتلها بالتجويع والإبادة دون أن يحرك ساكنا"، مبينة أن القطاع الفلسطيني "أمام أكبر مجزرة جماعية في التاريخ الحديث"، بحسب المصدر ذاته.

يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه وزارة الصحة في غزة مساء السبت وصول أعداد غير مسبوقة من الفلسطينيين من مختلف الأعمار إلى المستشفيات بحالة إعياء شديدة.

ومنذ 2 مارس/ آذار 2025، تغلق إسرائيل جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.

ولم يعد بمقدور الفلسطينيين توفير الحد الأدنى من مقومات البقاء، حيث فقد غالبيتهم الدقيق اللازم لصناعة الخبز، بينما ترتفع أسعار الكميات القليلة المتوفرة منه في السوق السوداء، بشكل لا يمكن الفلسطينيين المجوّعين الحصول عليه.

وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة ، السبت، من أن القطاع يمر "بحالة مجاعة فعلية، تتجلى في النقص الحاد بالمواد الغذائية الأساسية، وتفشي سوء التغذية الحاد، وسط عجز تام في الإمكانيات الطبية لعلاج تبعات هذه الكارثة".

وبدوره، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الجمعة، إن عدد الأطفال الذين توفوا بسبب سوء التغذية ارتفع إلى 69 طفلا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لافتا أن عدد الوفيات في صفوف الفلسطينيين بسبب نقص الغذاء والدواء ارتفع أيضا إلى 620 شخصا منذ التاريخ ذاته.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 199 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.