كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"
العبرية، اليوم الجمعة، أنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين
نتنياهو وجّه وفد تل أبيب
المفاوض والمتواجد حالياً في العاصمة القطرية
الدوحة، بعدم العودة إلا بالتوصل
لاتفاق مع حركة
حماس بشأن وقف إطلاق النار في
غزة وعقد صفقة جديدة لتبادل
الأسرى.
وذكرت الصحيفة نقلا عن مصادر مطلعة على
المحادثات، لم تسمها، أن "نتنياهو أبلغ مقربيه بأن وفده المفاوض سيبقى في
الدوحة حتى التوصل إلى اتفاق مع حماس".
وتجري في العاصمة القطرية مفاوضات غير
مباشرة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة
الأمريكية.
وبهذا الصدد قالت الصحيفة: "تستمر
المناقشات التي يشارك فيها ممثلون عن إسرائيل وحماس، مع إحراز تقدم في عدة قضايا،
على الرغم من وجود فجوات كبيرة".
ونقلت عن مصادر لم تسمها بأن
"نتنياهو أبدى مرونة ملحوظة بشأن القضية الخلافية المتعلقة بالخرائط التي
توضح انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من مناطق معينة في قطاع غزة، بما في ذلك إسقاط
طلب إسرائيل بالحفاظ على الوجود في ممر موراج (يفصل مدينتي خان يونس ورفح) بعد وقف
إطلاق النار".
وقالت: "أكد مسؤولون إسرائيليون
تقارير عن التوصل إلى اتفاقات أو شبه اتفاقات بشأن بعض تفاصيل خريطة الانسحاب"، مضيفة: "يتناول المفاوضون الآن المسألة الحساسة المتمثلة في
عدد ومن سيُطلق سراحهم (من الأسرى) في صفقة محتملة".
وفي وقت سابق، أكدت حركة حماس أنّ
"الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة تكشف عن فشله الذريع على
مختلف المستويات"، معتبرة أن ما يجري يمثل "منعطفًا تاريخيًا" في
الصراع مع الاحتلال، و"مرآةً لهشاشة كيانه المتصاعدة"، وسط تصعيد عسكري
وإنساني متواصل للشهر العاشر على التوالي.
وشددت على أن المقاومة تواصل إرباك
حسابات جيش الاحتلال من خلال "ثباتها وتنوع تكتيكاتها" التي تنتزع زمام
المبادرة، مشيرة إلى أن الاحتلال "يفشل يوميًا في التصدّي لهذه التكتيكات رغم
الحصار والتجويع".
واتهمت تل أبيب بارتكاب "جريمة
متعمّدة ضد الإنسانية" عبر فرض المجاعة على القطاع، داعية إلى "تحرك
شعبي ورسمي عاجل" على المستوى الإقليمي والدولي، لإنقاذ مئات الآلاف من
السكان المحاصرين الذين يواجهون خطر المجاعة.
وفي ملف الأسرى، أكدت حماس أن الاحتلال
فشل في تحرير أسراه بالقوة العسكرية، ولم يعد أمامه سوى التوجه إلى "صفقة
تبادل" وفق شروط المقاومة، وعلى قاعدة "استرداد الحقوق الوطنية
والإنسانية"، وعلى رأسها رفع الحصار المفروض على غزة منذ سنوات.
يأتي هذا البيان في وقتٍ يشهد فيه قطاع
غزة تصعيدًا عسكريًا مكثفًا من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وسط تدهور حاد في
الأوضاع الإنسانية، وتزايد الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، وإجراء مفاوضات جدية
للإفراج عن الأسرى وإنهاء الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يرتكب
الاحتلال بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا،
متجاهلاً النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 198 ألف فلسطيني
بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات
آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.