قال الناشر والكاتب الصحفي
المصري هشام
قاسم إن المملكة العربية
السعودية وباقي دول الخليج ضاقت ذرعا بسياسات نظام رئيس النظام المصري عبد الفتاح
السيسي، خصوصا فيما يتعلق بطلباته المتكررة للحصول على دعم مالي، دون إصلاحات أو ضمانات حقيقية.
وفي مقابلة تلفزيونية على قناة مكملين الفضائية المعارضة، أشار قاسم إلى أن ولي العهد السعودي محمد
بن سلمان بات على قناعة تامة بأن أي أموال تُمنح للنظام المصري "تذهب هباء"، بسبب تفشي الفساد واستمرار المشاريع الفاشلة التي يصر السيسي على تنفيذها دون جدوى اقتصادية.
وأضاف: "السعودية لم تعد وحدها منزعجة، بل هناك نفور خليجي عام. حتى في الكويت، ورغم ما بدا من حفاوة شكلية خلال زيارة السيسي، كان الهدف الأساسي استرداد وديعتين بمجموع 4 مليارات دولار أودعتا في البنك المركزي المصري.
وعندما تبين أن الأموال صُرفت، بدأ الجانب الكويتي يطالب بمقابل، كأصول في القاهرة، خشية ضياعها بالكامل".
بن سلمان أغلق صنبور الدعم
وأكد قاسم أن ولي العهد السعودي قد حسم أمره بعدم تقديم أي دعم مالي جديد لنظام السيسي، قائلاً: "الأمير محمد بن سلمان يرى أن تمويل مصر في ظل إدارة السيسي بمثابة رمي للمال في حفرة لا قاع لها، خاصة في ظل غياب الشفافية واستمرار النهب المنظم".
وأوضح أن "الخليج بات يسخر من أوروبا التي ما تزال الجهة الوحيدة تقريباً التي تقدم قروضاً للقاهرة، بينما أغلقت عواصم الخليج خزائنها".
السيسي تحول إلى "سمسار أراضي"
وفي سياق متصل، كشف قاسم عن معلومات تفيد بأن السيسي بات يتعامل بشكل مباشر في عمليات بيع الأصول، ويشرف بنفسه على تسعير الأراضي وتخصيصها، مستشهداً بما قيل عن نقل تبعية أراضي مخصصة لصالح مستثمرين سعوديين إلى رئاسة الجمهورية بشكل مفاجئ.
ورغم تحفظه على تأكيد الواقعة، لفت قاسم إلى أن ما يحدث يعكس نمطاً واضحاً من إدارة الدولة، مضيفاً: "مشهد كهذا يؤكد أن السيسي يتربح من موقعه كرئيس للدولة، وهذا ليس سراً، فكل شيء يُدار بشكل مركزي بعيداً عن أي مؤسسات أو رقابة حقيقية".
الإعلام الرسمي.. شاهد زور
وانتقد هشام قاسم الأداء الإعلامي في مصر، مؤكداً أن انهيار منظومة الإعلام الرسمي ساهم في طمس الحقائق ومنع التحقق من الأحداث الجارية.
واستشهد على ذلك بتصريحات رئيس الوزراء مصطفى مدبولي الذي نفى حرق مبنى سنترال عمداً لبيعه، قائلاً: "هذا هو دور الإعلام الذي خُرّب على يد النظام. لم نعد نعرف ما إذا كانت هناك وقائع حقيقية أم تلفيقات. عندما يُتهم النظام بحرق مبنى لبيعه، ألا يُذكر ذلك ببيعه جزيرتي تيران وصنافير؟ من باع أرضاً لن يتردد في بيع سنترال".
كما سخر قاسم من تركيز السيسي في خطاباته على قضايا هامشية تعكس تخبطاً في الرؤية الاقتصادية، قائلاً: "في أحد مؤتمراته، أصرّ على الحديث عن إنتاجية الأبقار في مصر مقارنة بأبقار أوروبا، وأعلن استيراد أنواع جديدة. لكنه تجاهل أن مناخ مصر لا يناسب تربية هذه الأنواع، وهي نفس التجربة التي فشلت سابقاً في عهد يوسف والي، وزير الزراعة الأسبق".
واختتم هشام قاسم حديثه بالإشارة إلى أن العزلة الإقليمية التي يعاني منها النظام المصري اليوم ليست وليدة اللحظة، بل نتيجة حتمية لحكم فردي مركزي يفتقر للرؤية والشفافية، ويستنزف الموارد بلا حساب. وأضاف: "السعودية اليوم لا تُمارس ضغطاً للإصلاح فقط، بل تقول علناً إنها لن تدفع مزيداً من الأموال لنظام أثبت أنه غير قابل للإصلاح".