سياسة دولية

نيجيريا تحكم بالسجن حتى 30 عاما على 44 من "بوكو حرام" بتهم "الإرهاب" والقتل

تُعد جماعة "بوكو حرام" من أكثر الجماعات المسلحة تطرفا في إفريقيا، حيث تسبب نشاطها في مقتل أكثر من 40 ألف شخص، ونزوح نحو مليوني مدني، وفق إحصائيات الأمم المتحدة.. الأناضول
أصدرت محاكم نيجيرية خاصة، أول أمس السبت 13 يوليو/تموز 2025، أحكامًا بالسجن تتراوح بين 10 و30 سنة مع الأشغال الشاقة بحق 44 عنصرًا من جماعة "بوكو حرام"، بعد إدانتهم بتمويل أنشطة إرهابية.

وأفاد المتحدث باسم مركز مكافحة الإرهاب، آبو مايكل، أن هذه الأحكام صدرت ضمن سلسلة محاكمات جرت داخل قاعدة عسكرية في بلدة كاينجي بولاية النيجر (وسط نيجيريا)، وشملت 54 متهماً، أُدين 44 منهم، فيما أُرجئت 10 قضايا لمواعيد لاحقة.

وأضاف مايكل أن هذه المحاكمات تمثل جزءًا من حملة قضائية موسعة بدأت قبل خمسة أشهر، حيث تم البت في أكثر من 785 قضية تتعلق بتمويل الإرهاب وجرائم أخرى متصلة به، أُدين خلالها نحو 200 متهم بأحكام تراوحت بين الإعدام والسجن المؤبد، إلى جانب أحكام بالسجن تصل حتى 70 عامًا.

وشملت التهم التي وجهت للمحكومين ارتكاب جرائم بشعة، من بينها الاعتداء على النساء والأطفال، والقتل العشوائي، وتفجير دور العبادة، وتدمير البنية التحتية المدنية، في سياق الهجمات التي شنها التنظيم في شمال شرق نيجيريا منذ أكثر من 16 عامًا.

وتُعد جماعة "بوكو حرام" من أكثر الجماعات المسلحة تطرفا في إفريقيا، حيث تسبب نشاطها في مقتل أكثر من 40 ألف شخص، ونزوح نحو مليوني مدني، وفق إحصائيات الأمم المتحدة، وسط تحذيرات متزايدة من توسع رقعة الجماعات المسلحة في منطقة الساحل وغرب إفريقيا.

هل تريد أيضًا إضافة فقرة تعريفية مفصلة عن جماعة "بوكو حرام" وأبرز قياداتها وأطروحاتها الفكرية والسياسية، لزيادة عمق التقرير؟

من هي جماعة بوكو حرام؟

جماعة "بوكو حرام" هي تنظيم جهادي مسلح تأسس في نيجيريا عام 2002 على يد محمد يوسف في مدينة مايدوغوري، شمال شرق البلاد. ترفع الجماعة شعار رفض التعليم الغربي واعتباره محرماً، وتهدف إلى إقامة "خلافة إسلامية" تطبق الشريعة الإسلامية بشكل صارم، مع رفض النظام العلماني والديمقراطي في نيجيريا. تحولت الجماعة إلى تنظيم مسلح بعد مقتل مؤسسها محمد يوسف في 2009، وتوسعت حملاتها العنيفة التي شملت تفجيرات، اختطافات، وعمليات قتل تستهدف المدنيين والمؤسسات الحكومية.

من بين أبرز قيادات الجماعة، جاء أبو بكر شيكاو الذي تولى القيادة بعد مقتل يوسف وأعلن الولاء لتنظيم داعش في 2015، ما دفع الجماعة إلى تبني اسم "ولاية غرب إفريقيا الإسلامية". بعد سنوات من القتال، دخل التنظيم في انقسامات دامية، أبرزها بين شيكاو وأبو مصعب البرناوي، الذي يمثل جناح داعش الموالي للجماعة، حيث تركز على استهداف القوات الأمنية.

تتبنى "بوكو حرام" خطاباً متطرفاً يقوم على تكفير الدولة والنظام، وتعتبر الديمقراطية "نظاماً جاهلياً"، كما تعادي بشدة القوى الغربية، خصوصًا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، معتبرة إياها جزءًا من مؤامرة ضد الإسلام.