سياسة عربية

"القدس الدولية تنعى المؤرخة بيان نويهض الحوت.. "شمس القدس التي لم تغب"

اختارت بيان أن تمضي حياتها في الكتابة والتأريخ والنضال الثقافي والسياسي، فكانت من أهم من وثّق تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية في القرن العشرين..
نعت مؤسسة القدس الدولية المؤرخة والباحثة الفلسطينية الكبيرة الدكتورة بيان نويهض الحوت، إحدى أبرز الأسماء التي ساهمت في وضع اللبنات الأولى للمؤسسة، ورسم معالم دورها المعرفي والبحثي في الدفاع عن المدينة المقدسة وهويتها.

وأصدرت المؤسسة بيان نعي جاء فيه: "ببالغ الحزن والأسى، والتسليم الخالص لقضاء الله وقدره، تنعى مؤسسة القدس الدولية الدكتورة بيان نويهض الحوت، التي كانت عضواً فاعلاً في مجلس إدارتها التأسيسي، جسّدت بجهدها وتفانيها الإيمان بوحدة تيارات الأمة تحت سقف القدس لأجل تعزيز صمودها وحماية هويتها، وصولاً إلى تحريرها".

وأكدت المؤسسة أن بيان نويهض الحوت، ابنة المؤرخ القومي الكبير عجاج نويهض، وزوجة المناضل الفلسطيني الراحل شفيق الحوت، كانت أول من أرسى أساسات الإنتاج البحثي والمعرفي داخل المؤسسة، حيث تولّت تحرير سلسلة أبحاث القدس عام 2002، وأسهمت في تأسيس البرامج البحثية والنواة الأولى للموقع الإلكتروني للمؤسسة عام 2004.

وتابعت المؤسسة: "ما زال أثر عطائها المعرفي مستمرًا مع كل إصدار جديد من إصداراتنا، وكل عمل من أعمالها. وقد فقدنا برحيلها شخصية جليلة، وباحثة فذّة، ومناضلة صادقة حملت القدس في وجدانها ومسيرتها حتى اللحظة الأخيرة".

إرث متجذّر في القدس والنكبة

وُلدت الدكتورة بيان في مدينة القدس، ونشأت في كنف أسرة مقدسية عربية قومية، فوالدها عجاج نويهض كان من أوائل المدافعين عن العروبة في فلسطين، ومن الشخصيات التي ساهمت في تشكيل الوعي القومي المبكر في المنطقة. عايشت نكبة 1948، وكانت شاهدة على تهجير عائلتها من القدس، وهي التجربة التي صهرت وعيها السياسي والبحثي.

اختارت بيان أن تمضي حياتها في الكتابة والتأريخ والنضال الثقافي والسياسي، فكانت من أهم من وثّق تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية في القرن العشرين، خصوصًا في كتابها المرجعي الكبير: "شفيق الحوت.. من يافا إلى بيروت"، كما ساهمت في توثيق النكبة وأدبياتها وشهاداتها، وفي الدفاع عن حق العودة بوصفه مركز الهوية الفلسطينية.

عن مؤسسة القدس الدولية

تأسست مؤسسة القدس الدولية عام 2001 كمؤسسة مدنية مستقلة تُعنى بحماية مدينة القدس ودعم صمود أهلها، والتصدي لمخططات التهويد والاستيطان عبر الأدوات البحثية والإعلامية والسياسية والشعبية.

جاء تأسيس المؤسسة نتيجة توافق عربي وإسلامي واسع، وشاركت في إطلاقها نخبة من الشخصيات الفكرية والسياسية البارزة، من بينهم: العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، المفكر العربي محمد سليم العوا، المفكر فتحي يكن، السياسي والداعية الكويتي الدكتور عبد الرحمن العوضي، السياسي والمفكر التونسي عبد الفتاح مورو،  الوزير اللبناني الراحل غازي العريضي، القاضي الشرعي الفلسطيني تيسير التميمي وآخرون من دول عربية وإسلامية مختلفة

وقد ساهمت المؤسسة خلال أكثر من عقدين في إنتاج مئات الأبحاث والدراسات والتقارير الدورية حول الانتهاكات الإسرائيلية في القدس، وأطلقت عدة حملات عالمية لنصرة المسجد الأقصى، إضافة إلى تنظيم ملتقيات ومؤتمرات دولية مخصصة للقدس في بيروت وإسطنبول والدوحة وكوالالمبور.

ومن بين من شاركوا في بلورة هويتها البحثية منذ البداية كانت الدكتورة بيان نويهض الحوت، التي ربطت الهوية المعرفية للمؤسسة بالمكانة الثقافية والتاريخية للقدس في الوعي العربي والإسلامي.

واختتمت المؤسسة بيانها بالقول: "نُعزي أنفسنا وعائلتها وكل محبيها في لبنان وفلسطين والعالم العربي، ونرفع الدعاء بأن يتغمّدها الله برحمته ورضوانه، وأن يجعل إرثها المعرفي والنضالي نورًا في طريق تحرير القدس وأرضها المباركة".