استقبل ولي العهد السعودي محمد
بن سلمان، الخميس، في مدينة
جدة، نائب حاكم إمارة أبوظبي ومستشار الأمن الوطني
الإماراتي،
طحنون بن زايد آل نهيان، في لقاء يأتي في ظل تصاعد التباينات بين البلدين بشأن عدد من الملفات الإقليمية الحساسة.
وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام"، نقل طحنون خلال اللقاء تحيات الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان إلى العاهل السعودي وولي العهد، متمنياً للمملكة المزيد من التقدم والازدهار.
وأكد طحنون في تصريحاته أن زيارته تأتي في إطار "التشاور المستمر بين قيادتي البلدين حول التطورات الإقليمية، والتنسيق حول قضايا الأمن والاستقرار"، مشدداً على أهمية العمل العربي المشترك والتواصل الدائم لمواجهة التحديات الراهنة.
وبحسب "وام"، بحث الجانبان خلال اللقاء سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية في مجالات حيوية، بما يخدم مصالح البلدين ويعزز ازدهار المنطقة.
غير أن اللقاء يأتي في سياق إقليمي معقد، تشير فيه مصادر سياسية وإعلامية إلى فتور متزايد في العلاقات بين الرياض وأبوظبي، نتيجة اختلافات في مقاربات السياسة الخارجية وصراع النفوذ في عدة ساحات عربية.
تباينات في اليمن وسوريا والسودان
ومن أبرز مظاهر التباين بين الحليفين الخليجيين، الخلافات المتصاعدة بشأن الملف اليمني، لا سيما حول مستقبل محافظتي حضرموت وشبوة، حيث تميل السعودية إلى تعزيز سلطة الحكومة اليمنية، بينما تُتهم الإمارات بدعم فصائل محلية منفصلة عن تلك السلطة.
كما أظهرت التطورات الأخيرة في الملف السوري تباعداً واضحاً في المواقف، إذ بادرت السعودية إلى دعم الإدارة الانتقالية الجديدة في دمشق، عقب انهيار نظام بشار الأسد، بينما بدت أبوظبي أقل حماسة لهذا الانخراط رغم حفاظها على قنوات التواصل مع القوى المحلية والنظام المنهار.
وفي السودان، تصاعدت الخلافات بشكل جلي، حيث دعمت الإمارات قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، في حين أبدت السعودية دعماً للجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، ما كشف عن تصورات مختلفة تجاه مستقبل الحكم في الخرطوم.
نزاع حدودي يعود إلى الواجهة
وفي تطور نادر، عادت قضية "جزيرة الياسات" البحرية المتنازع عليها إلى الواجهة في نيسان/ أبريل 2024، حين قدمت السعودية شكوى رسمية إلى الأمم المتحدة ضد الإمارات، متهمة إياها بفرض سيادة أحادية على المنطقة من خلال إعلانها محمية طبيعية في عام 2019.
واعتُبر ذلك أول خلاف علني بهذا الحجم منذ سنوات طويلة، ما يسلّط الضوء على هشاشة التوافق بين البلدين رغم الخطاب الدبلوماسي الإيجابي.
رسائل ناعمة.. ووشاح أزرق
وفي سياق لافت يحمل أبعاداً رمزية، نشر رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية، تركي آل الشيخ، صورتين للقاء عبر منصة "إكس"، وعلق قائلاً: "حيا الله الشيخ طحنون بن زايد، ونورت الدار".
وأثارت صورة طحنون مرتدياً وشاحاً أزرق يحمل شعار نادي الهلال السعودي، تفاعلاً كبيراً، إذ وصفها آل الشيخ بأنها "لفتة جميلة" احتفاءً بوصول الهلال إلى ربع نهائي كأس العالم للأندية، حيث واجه لاحقاً نادي فلومينينسي البرازيلي.
وأضاف آل الشيخ في منشوره: "الأزرق لايق عليك الله يحفظك... ويلومونا في حب عيال زايد"، مشيداً بشخصية الشيخ طحنون قائلاً: "أبوسعيد من الرجال النادرة ذات الاطلاع الواسع التي تفرض احترامها وتقديرها ومحبتها".
تفاعل وإشارات دبلوماسية
لاقى اللقاء تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأى البعض فيه مؤشراً على رغبة الطرفين في تهدئة التوترات الأخيرة، فيما اعتبره آخرون "لقاء بروتوكولياً" لا يرقى إلى معالجة الخلافات الجوهرية المتزايدة في ملفات السياسة الإقليمية والطاقة والاقتصاد.