أعاد افتتاح مركز
احتجاز
المهاجرين الجديد في الولايات المتحدة، والذي أطلق عليه "أليجيتور
ألكتاتراز"، تسليط الضوء على لجوء
ترامب إلى الحيوانات المفترسة على الدوام
لتهديد المهاجرين.
واختار ترامب مركز
الاحتجاز الجديد، والذي حمل اسمين مثيرين للترهيب، الأول أليجيتور ويعني التمساح،
إضافة إلى ألكاتراز، وهو اسم السجن الفظيع والمعزول بجزيرة وسط البحر، في خليج سان
فرانسيسكو، وتحيط به أسماك القرش، والذي خرج عن العمل قبل عقود.
وقال المسؤولون في ولاية
فلوريدا إن "منشأة احتجاز المهاجرين ستكون فعالة ومنخفضة التكلفة لأن الطبيعة
الأم ستوفر الكثير من الأمن"، فيما ذكرت الشبكة أن ذلك يشير إلى اعتمادهم على
التماسيح والثعابين، ناهيك عن الحرارة الشديدة لردع المهاجرين الذين سيتم احتجازهم
هناك عن محاولة الهروب.
خنادق تماسيح ترامب
المنشأة ليست
الأولى التي يستخدم فيها ترامب، الحيوانات المفترسة، لتهديد المهاجرين، وتخويفهم
من القدوم إلى الولايات المتحدة، وكان جزءا من ترسانته الدعائية منذ فترته
الرئاسية الأولى، لوقف موجات الهجرة إلى أمريكا.
وكانت صحيفة
نيويورك تايمز، كشفت في 2019، أن ترامب اقترح خلال اجتماع خاص مع مساعديه في البيت
الأبيض، فكرة حفر خندق على طول الحدود مع المكسيك، وملئه بالتماسيح والثعابين لمنع
المهاجرين من اجتياز الحدود إلى أمريكا.
وأشارت إلى أن
ترامب أكد في طلبه من مساعديه، على رغبته في وسائل ردع قصوى، حتى أنه اقترح بناء
جدار مكهرب مع شفرات حادة من الأعلى، لكن مقترح التماسيح كان الأكثر إثارة لذهول
لمساعديه.
ورغم أن البيت الأبيض حينها، لم
ينكر ما جرى تداوله، وصفها مسؤولون بالتعبير المجازي، لكن ترامب، خرج في تغريدة
وقال: "ربما سأكتب كتابا عن التماسيح.. فكرة جيدة".
ألكاتراز يعود من الموت
ويبدو أن ترامب اختار اسم
ألكاتراز، ضمن اسم مركز الاحتجاز، للإشارة إلى السجن الرهيب، في خليج سان
فرانسيسكو، المقام على جزيرة معزولة، تحيطها مياه البحر الباردة المليئة بأسماك
القرش، والتي تجعل الهروب أمرا مستحيلا.
ويعد هذا السجن من أكثر الأماكن
رهبة في التاريخ الأمريكي الحديث، حيث كان موقعا عسكريا في القرن التاسع عشر، لكنه
تحول إلى سجن فيدرالي، عام 1934، بحراسة مشددة، لاستضافة أعتى المجرمين في
الولايات المتحدة.
وكان السجن يخضع
لنظام صارم، وتؤمن زنازينه أقصى درجات العزل بين السجناء، ويمنع الاختلاط فيه أو
الترفيه، فضلا عن الرقابة المشددة طيلة اليوم في ظروف تنعدم بها الحياة الاجتماعية
أو أعادة التأهيل للسجناء.
لكن رغم الظروف
المشددة، والرعب المحيط به، من وجود سمك القرش في المياه حوله، إلا أن عدة محاولات
هروب جريئة وقعت فيه، وبلغت 14 حالة، قتل فيها بعض السجناء، لكن أشهر المحاولات، والتي
بقيت غامضة إلى اليوم، حين قام فرانك موريس والأخوان أنجلين، بحفر فتحة الصرف داخل
زنازينهم، بواسطة الملاعق، عام 1962، مستغلين ثغرة في التصميم، وتمكنوا من الهروب
والاختفاء ولم يعرف مصيرهم منذ ذلك الحين.
غابة التماسيح
لكن يبدو أن ترامب، بقي مصمما
على فكرة التماسيح، ,وقامت وزارته للأمن الداخلي، بموافقة الحكومة الفيدرالية على نشر صورة، بالذكاء الاصطناعي، للعديد من التماسيح ترتدي قبعات إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية، خارج مركز المهاجرين الجديد.
موقع مثير للرعب
يقع مركز احتجاز "أليغيتور
ألكاتراز"، في أعماق غابات ومستنقعات نائية وشاسعة في إيفرغليدز بولاية
فلوريدا، في منطقة استوائية شديدة الحرارة صيفا، فضلا عن الطقس العاصف والأمطار
الغزيرة التي تهب عليها.
وأقيم المركز على أرضية مطار
قديم في المنطقة، استخدم للتدريب سابقا، وتحيط به غابات ممتدة وحولها مستنقعات
مليئة بالتماسيح والثعابين السامة، فضلا عن الحيوانات البرية المفترسة.
وقال المسؤولون إن الإجراءات
الأمنية ستكون منخفضة حول المركز، لأن المكان محصن بالطبيعة، وأشاروا إلى أن أي
شخص في حال حاول الهرب، سيكون هناك الكثير من التماسيح التي سيضطر لمواجهتها، ولن
يذهب أحد أبعد من ذلك المكان.
وسيكون عند اكتمال البناء، أكثر
من 5 آلاف مهاجر غير نظامي، في الولايات المتحدة، محاطين بالتماسيح المفترسة، في
انتظار النجاة بأرواحهم وترحيلهم من أمريكا إلى بلدانهم.
معسكر اعتقال
وأثار المركز غضبا حقوقيا، بسبب
الموقع وطريقة الاحتجاز، وقالوا إن وضع آلاف البشر في منطقة شديدة الحرارة في
فلوريدا منتصف الصيف وبموسم الأعاصير داخل خيام، فكرة يجب معارضتها وإيقافها على
الفور.
ووصف نشطاء حقوق المهاجرين،
المركز بأنه مهين للإنسانية، وأشبه بمسرحية للقسوة.
وقالت ماريا أسونسيون
بيلباو، منسقة حملة فلوريدا في مجموعة الدفاع عن الهجرة "لجنة خدمة الأصدقاء الأميركيين
"عندما نتحدث عن الناس كما لو كانوا حشرات.. الموقع، والطريقة التي يتم بها ذلك،
واللغة المهينة لا يوجد شيء في معسكر الاعتقال هذا ليس قاسيا وغير إنساني".