تترقب أوساط مختلفة تفاصيل ما سيجري خلال الأيام القليلة الماضية، في أعقاب تصريحات بثها رئيس حكومة الاحتلال حول أحداث "مهمة" ونافذة فرص جديدة ستجري الأسبوع القادم ، قد تشمل اتفاقا حول
غزة، أو تطبيعا مع دول عربية جديدة.
وعلى ضوء هذه التصريحات، أقنع
نتنياهو المحكمة المركزية في القدس، الأحد، والتي وافقت على طلبه لتأجيل الإدلاء بشهادته لمدة أسبوعين، في إطار محاكمته الجارية بتهم فساد، وذلك إثر مداولات خاصة عقدت في جلسة مغلقة.
وحضر نتنياهو الجلسة شخصيًا وقدم للقضاة، في مداولات سرية، الأسباب التي تحول دون تمكنه من المثول في المواعيد المحددة، زاعمًا أن قضايا "مصيرية" تتطلب انخراطه الكامل في الفترة الحالية، وسط تساؤلات عن الأسباب الحقيقة وراء طلب نتنياهو، وموافقة المحكمة.
وتاليا ترصد "عربي21" سيناريوهات لما سيحدث بعد تأجيل محاكمة نتنياهو:
صفقة في غزة واستعادة الأسرى
عاد الحديث عن امكانية عقد صفقة ووقف إطلاق النار في غزة إلى الواجهة مجددا، في أعقاب تصريحات أمريكية، عن وقف للحرب في غزة خلال أيام في إطار صفقة شاملة.
ونقلت القناة 12 العبرية عن مصادر الأحد، قولها، إن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو أرسل رسائل بأنه معني بإنهاء الحرب على غزة خلال 10 أيام.
لكن مصادر سياسية إسرائيلية، نفت الأحد، حدوث أي "تقدّم جوهري" في المحادثات غير المباشرة مع حركة حماس بشأن صفقة تبادل أسرى، رغم تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي أثارت موجة تفاؤل حذرة، بحسب ما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية.
وانتهى أيضا اجتماع مجلس وزراء الاحتلال المصغر "الكابينت" دون اتخاذ قرارات، فيما قالت مواقع عبرية، إن الوزراء حصلوا على إحاطة في الاجتماع أن لا تقدّم حتى الآن في المفاوضات مع حماس.
تطبيع مع سوريا
كشفت قناة "
مكان" الرسمية، أن حوارا مباشرا بين سوريا و"إسرائيل" يتمحور حول انسحاب إسرائيلي من جنوب سوريا، دون التطرق حاليًا لملف الجولان، وسط مؤشرات على تقارب استراتيجي قد يفضي إلى
التطبيع بدعم أمريكي وخليجي.
وقالت القناة في تقرير لها، إن الاثنين، إن جلسة محاكمة نتنياهو والتي شارك فيه قادة المؤسسة الأمنية لتأجيل المحكمة هذا الأسبوع، كان يتعلق بإمكانية التوصل لاتفاق لتطبيع العلاقات مع سوريا.
ضربة في اليمن
توقعت أوساط إسرائيلية أن تذهب الحكومة إلى شن حملة واسعة وغير مسبوقة على اليمن، بهدف إضعاف جماعة أنصار الله، الحوثي، والتي تواصل ضرب أهداف إسرائيلية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
وقالت مواقع عبرية إن تأجيل محاكمة نتنياهو قد يرتبط فعليا بحملة عسكرية جديدة وغير مسبوقة على اليمن، أسوة بالحرب المفاجئة التي جرى تنفيذها في إيران فجر 13 حزيران/ يونيو الجاري.
تجدد القصف على إيران
لم يستبعد
محللون إسرائيليون أن تعود الضربات الإسرائيلية، بمشاركة أمريكية أقوى إلى إيران، في أعقاب
تقارير عن محدودية الهجمات التي وجها أساسا لتدمير البرنامج النووي الإيراني.
وما يعزز هذا التوجه تصريح لافت لوزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قال فيه إن "الجيش" سيعد خطة تنفيذية ضد إيران تشمل، الحفاظ على التفوق الجوي الإسرائيلي، منع تقدم المشروع النووي الإيراني، وإنتاج الصواريخ، والرد على إيران بسبب دعمها لنشاطات ضد "إسرائيل".
وبينما يحاول نتنياهو الترويج لفكرة إنهاء وتدمير قدرات إيران النووية، كشفت "واشنطن بوست" أن مسؤولين إيرانيين أعربوا في محادثة تم التنصت عليها عن رضاهم من محدودية تأثير القصف الأمريكي للمنشآت النووية.
زيادة الضغط على حزب الله
خلقت حكومة الاحتلال معادلة جديدة في لبنان تستند على سياسة "جز العشب"، أي منع أي محاولة من حزب الله لإعادة بناء القوة، خصوصا جنوب نهر الليطاني.
وفتح الاتفاق المبرم مع لبنان في الـ27 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، شهية حكومة نتنياهو على مزيد من العمليات داخل لبنان، في ظل عدم انجرار حزب الله لأي مواجهة رغم سيل الخروقات الإسرائيلية، وعمليات الاغتيال التي طالت قيادات بارزة فيه خلال فترة التهدئة.
وذهب محللون إلى أن هذا الوضع قد يدفع نتنياهو إلى إطلاق جملة جديدة من العمليات الموسعة تستهدف مواقع حزب الله ومؤسساته المختلفة في العمق اللبناني، في محاولة لتحييد خطره لسنوات عديدة قادمة، استنادا إلى الفرص المتاحة.