أكد المرشح لمنصب عمدة مدينة
نيويورك، زهران
ممداني، عن تعرضه لردود فعل عنيفة بعد مواجهته مع توم هولمان، مسؤول الحدود في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب.
وجاءت هذه المواجهة بعد اعتقال الناشط
الفلسطيني محمود خليل، حيث وجه ممداني انتقادات حادة لهولمان قائلاً: "كم عدد سكان نيويورك الذين ستعتقلهم؟ كم عدد سكان نيويورك الذين ستعتقلهم دون تهمة؟ هل تؤمن بالتعديل الأول من الدستور؟ هل تؤمن بالتعديل الأول من الدستور يا توم هولمان؟".
إلا أن هذه المواجهة جلبت لممداني شهرة جديدة جعلته هدفًا لهجمات عنيفة وبذيئة.
فقد تلقى رسائل صوتية مليئة بالكراهية، كان أحدها يقول: "اذهب إلى الجحيم أيها الإرهابي. في الواقع، ستغسل قدمي الأوروبية، أيها القذر. أنت أيها المسلم اللعين، أتمنى أن يُطلق عليك مقيم غير شرعي رصاصة في رأسك. اخرج من بلدي".
وأوضح ممداني أن هذه الرسائل كانت مجرد عينة صغيرة من سيل الرسائل التي تدفقت إلى مكتبه في الأيام التي تلت المواجهة، مؤكدًا أنه ليس خائفًا من هذه التهديدات.
وقال: "شاركتُ هذه الرسائل لأُظهر ما يحدث عندما تُروج إدارة ترامب لنفسها على أساس وعود بخفض تكاليف المعيشة وأسعار أرخص، وهي رسالة لاقت صدى لدى سكان نيويورك في شارع فوردهام وجادة هيلسايد. لكنها أظهرت بدلًا من ذلك عجزها التام وعدم اهتمامها بتحقيق هذه الوعود، واتجهت بدلًا من ذلك إلى الشيء الوحيد الذي يمكنها فعله، وهو ممارسة القسوة ضد من تعتبرهم أعداءً".
إدارة ترامب تحتجز ناشطين
وقامت إدارة ترامب باحتجاز الطالب الفلسطيني محمود خليل، الذي كان يشغل منصبًا قياديًا في التظاهرات المؤيدة لفلسطين داخل حرم جامعة كولومبيا في نيويورك.
واتهمته الإدارة بتأييد حركة حماس، وتعهدت بترحيله. وفي سياق متصل، احتجزت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية الباحث الهندي بدر خان سوري، الحاصل على تأشيرة دراسة في الولايات المتحدة، والذي كان يعمل كباحث ما بعد الدكتوراه في جامعة جورج تاون.
وقد وجهت المتحدثة باسم الوزارة، تريشيا ماكلولي، اتهامات لسوري بأنه "كان ينشر دعاية لحركة حماس ويروج لمعاداة السامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي".
وجاءت هذه الإجراءات في إطار حملة أوسع تشنها الإدارة الأمريكية ضد ما تعتبره أنشطة تدعم القضية الفلسطينية.
من هو زهران ممداني؟
وُلد زهران كوامي ممداني وترعرع في كمبالا بأوغندا، قبل أن ينتقل مع عائلته إلى مدينة نيويورك في سن السابعة. تخرج من نظام المدارس العامة في نيويورك، حيث التحق بمدرسة "برونكس للعلوم" الثانوية المرموقة، ثم حصل على درجة البكالوريوس في الدراسات الأفريقية من كلية "بودوين".
وفي عام 2018، حصل على الجنسية الأمريكية، ليكون لاحقًا أول رجل من أصل جنوب آسيوي يُنتخب في الجمعية العامة لولاية نيويورك، وأول أوغندي وثالث مسلم فقط ينضم إلى هذا المجلس التشريعي.
قبل تمثيل الدائرة الانتخابية الـ36، التي تشمل أحياء أستوريا وديتمارز-ستينواي وأستوريا هايتس، عمل ممداني كمستشار للإسكان لمنع حبس الرهن، حيث ساعد مالكي المنازل من ذوي الدخل المحدود في كوينز على تجنب الإخلاء والبقاء في منازلهم.
كانت هذه التجربة هي التي دفعته للترشح للمنصب، حيث أدرك أن أزمة الإسكان ليست أمرًا طبيعيًا، بل نتيجة لسياسات مؤيدة للشركات استمرت لعقود. ومع ذلك، يؤمن ممداني بأنه يمكن تغيير هذه السياسات، وهو متحمس للمساهمة في هذا التغيير.
إلى جانب خبرته المهنية، كان للعمل التنظيمي دور كبير في نشاط ممداني السياسي. ففي الكلية، شارك في تأسيس أول فصل لطلاب من أجل العدالة لفلسطين، ونظم مع منظمات تقدمية أخرى لتحقيق أهداف مثل توسيع تغطية الرعاية الصحية.