في الوقت الذي تتخذ
فيه ألمانيا سياسة منحازة للاحتلال الاسرائيلي، انطلاقا من عقدة الذنب التاريخية، فإن
قواها اليسارية تشهد أجواء متوترة تجاه
الاحتلال، وإظهار عدم اهتمام بأنصاره في ألمانيا،
بل قررت تأجيجها.
وذكر الكاتب في
صحيفة
يديعوت أحرونوت، زئيف أفراهامي أن "
حزب اليسار المتطرف في ألمانيا (لينكه) من
أبرز قصص السياسة العالمية في العامين الماضيين، فبعد فشله في الحصول على نسبة الخمسة
بالمئة اللازمة لدخول البرلمان في الانتخابات الفيدرالية لعام 2021، انفصلت زعيمة الحزب،
سارة فوغانكناخت، عنه، مُشكّلةً حزبا جديدا ذا توجهات أكثر ميلاً لروسيا، ومعارضاً
للهجرة، ومؤيداً للخروج من الاتحاد الأوروبي".
وأضاف في مقال ترجمته
"عربي21" أن "جزءً من النجاح الكبير الذي حققه حزب اليسار في ألمانيا،
خاصة الشباب والناخبين المسلمين، يعود لكونه الحزب الرائد في الاحتجاجات ضد الاحتلال
الإسرائيلي، وحربه على غزة، وصوّت على تبني تعريف يميز بين انتقاده ومعاداة السامية،
وعكس شبابه المتأثرون بالاحتجاجات العنيفة والمعادية للسامية في جميع أنحاء ألمانيا،
ودعت للقضاء على الاحتلال، وقتل اليهود، وترويعهم في الجامعات، وجميع مناحي الحياة
الأخرى، ووصفوها بأنها "دولة عنصرية استعمارية ترتكب إبادة جماعية".
اظهار أخبار متعلقة
وأشار أنه "في
أسوأ الحالات، قلّل أعضاء الحزب من شأن عملية طوفان الأقصي في السابع من تشرين الأول / أكتوبر، وأصبحت الكوفيات
والأعلام والأوشحة والدبابيس الفلسطينية جزءًا لا يتجزأ من شعاراته، وفي تشرين الأول / أكتوبر
2024، غادر خمسة أعضاء في البرلمان في برلين الحزب بعد خلافات حول مواقفه من مكافحة
معاداة السامية وحق الاحتلال في الدفاع عن النفس".
وأكد أن "الأمر
لم يتوقف عند هذا الحد، ففي مؤتمر شباب الحزب في نوفمبر 2024، تعرض أعضاء الحزب الذين
أبدوا موقفاً إيجابياً تجاه الاحتلال، أو حتى من لم يتخذوا موقفاً متشدداً بما فيه
الكفاية، لتهديدات علنية، وإهانات واعتداءات جسدية".
ونقل عن يان فان آكن،
أحد قادة الحزب، تصريحاته بعد وقف إطلاق النار، قائلا إن "الاحتلال لم يعد قادرا
على الاعتماد تلقائيًا على الدعم الألماني بسبب تغير الرأي العام في بلاده، مطالبا
إياها بفرض حظر على شحنات الأسلحة إلى دولة الاحتلال، وفرض عقوبات اقتصادية وتجارية
عليها، وتحصيل ثمن باهظ منها".
وأكد أن "هذه
التصريحات جاءت بعد نحو أسبوعين من نشر أولى منظومات "آرو" الإسرائيلية الصنع
في قاعدة جوية ألمانية شرقي البلاد، فيما أعلنت ألمانيا عن شراء المزيد من منظومات
"آرو" من إسرائيل بقيمة 3.1 مليار يورو، لدعم دفاعاتها الجوية".