تنتشر شبكة من
المجموعات المسلحة على طول قطاع
غزة من شماله إلى جنوبه، تتحرك بحرية خلف "الخط الأصفر" الذي يمثل نطاق نشاط جيش
الاحتلال بموجب المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.
وتتعزز الأدلة يوما بعد يوم على عمق التعاون بين هذه المجموعات، وبين قوات الاحتلال، التي توفر لها أشكالا مختلفة من الدعم، لا سيما الأسلحة، والغطاء الجوي لتحركاتها داخل مناطق سيطرتها.
ولا تنفي أي من تلك المجموعات أنها تتلقى دعماً من جيش الاحتلال بشكل مباشر، ففي تصريح لزعيم تشكيل مسلح ينشط شرق خانيونس، جنوب قطاع غزة، اعترف شوقي أبو نصيرة خلال مقابلة مع "القناة 14" العبرية، قبل أيام عدة، بأن الحكومة الإسرائيلية أمدته والمجموعات الأخرى بالسلاح والمال والطعام، وأن بينهم تنسيقا كبيرا.
اظهار أخبار متعلقة
ولوحظ أن عناصر المجموعات التي تنشط مع قوات الاحتلال في شرق رفح، وخانيونس، وشمال قطاع غزة، والتي يقودها أصحاب سوابق جنائية وأمنية، يشتركون جميعا في حمل بعض عناصرها
أسلحة خاصة، لم تكن موجودة في غزة قبل حرب الإبادة الجماعية، وهو ما يرجح حصولهم عليها من قبل قوات الاحتلال، بهدف تمييزهم عن غيرهم خلال أنشطتهم ضد معاقل المقاومة.
البندقية الصينية " Type-81"
ومن خلال رصد أجرته "عربي21" للصور والفيديوهات التي ينشرها ما يسمي بـ"الجيش الشعبي" المتعاون مع قوات الاحتلال، سواء في شرق أو شمال قطاع غزة، اتضح أن عناصر داخل صفوفه يحملون أسلحة خاصة صينية الصنع من طراز " Type-81"، وهي بندقية مختلفة على الأسلحة التي تحملها المقاومة في غزة، أو عناصر القوى الأمنية، ويمكن تمييزها بسهولة عن غيرها من الأسلحة الأخرى.
وتتميز بندقية " Type-81" التي بدأ إنتاجها في الصين عام 1983 وتعد السلاح الأساسي لجيشها، بطولها وشكلها الذي يمكّن من تفريقها عن غيرها من الأسلحة، إذ يبلغ طولها 95 سم، بجسم انسيابي ومقدمة سهلة التمييز، ما يجعلها مختلفة عن نسخ أسلحة الكلاشنكوف المتداولة في قطاع غزة، والتي تشترك بإطلاقها نفس الأعيرة النارية من الذخيرة، لكنها تختلف في الشكل بطريقة لافتة.
أنواع الأسلحة الهجومية في غزة
وفي حديث لـ"عربي21" قال خبير أسلحة في غزة، إن أسلحة "الكلاشنكوف" هي الأكثر انتشارا في قطاع غزة، ومعظمها صينية الصنع بنسخ متداولة ومعروفة عند الأجهزة الأمنية والمقاومة والتجار على حد سواء، ويمكن تمييزها بسهولة من طرف من لديهم خبرة متواضعة في هذا المجال.
وأكد أن أسلحة الكلاشنكوف الصينية في غزة متنوعة، لكنها تشبه بعضها بعضا، ويتراوح متوسط طولها حوالي 87 سم، ويميزها الخبراء في المجال أو المهتمين بسهولة، ومنها نسخ "1-56، و66، و386، و26، و313" بفروقات طفيفة عن بعضها البعض.
وشدد الخبير على أن هناك نسخا أخرى منتشرة في القطاع من الكلاشنكوف، منها الروسي، "سهم، دائرة 10، AK-103"، والبولندي "دائرة 11"، وأخرى تشيكية قديمة، وثالثة يوغسلافية (زاستافا- zastava)، ونسخة مجرية، ونسختان عربيتان، إحداها مصرية، والأخرى عراقية 1988، إلى جانب نسخ أخرى نادرة، منها الكرينكوف الروسي، وAR-SF البلغاري، وM- 92 اليوغسلافي.
ولفت إلى وجود أسلحة هجومية أخرى في غزة بيد المقاومة وعناصر الأمن، منها M 16 الأمريكية، FN البلجيكية، والتافور الإسرائيلية (الأخيرة غنمتها المقاومة في عملية طوفان الأقصى) لكنها بأعداد قليلة وغير شائعة.