نشر موقع "
فلسطين
كرونيكل" تقريرًا يسلط الضوء على دوافع
إسرائيل للضغط على واشنطن من أجل
التدخل عسكريا في
فنزويلا لتغيير
النظام، حتى لو كان ذلك يعني تعريض حياة الجنود
الأمريكيين للخطر.
وقال الموقع في تقريره الذي
ترجمته "
عربي21"، إن مراكز أبحاث موالية لإسرائيل في واشنطن، مثل مؤسسة
الدفاع عن الديمقراطيات، تواصل نشر مقالات تظهر حماسا شديدا لفكرة السيطرة على
النفط الفنزويلي.
وأوضح الموقع أن إصرار
المعلقين والكتاب الموالين لتل أبيب على تدخل الجيش الأمريكي في فنزويلا، لا ينبع
فقط من ارتباط المعارضة الفنزويلية بأجندة إقليمية تخدم مصالح إسرائيل، بل بأن مثل
هذه الخطوة تدعم طموحات تل أبيب في توسيع نفوذها خارج الشرق الأوسط.
أوجه تشابه
يضيف الموقع أن عدة أوجه
تشابه بدأت تظهر بين الدعاية التي يروج لها ترامب حاليا ضد فنزويلا، وفترة التحضير
لحرب العراق عام 2003، لكن ما يتجاهله الكثيرون أن أبرز نقطة تشابه هي دور إسرائيل.
وكان نتنياهو مؤيدا بارزا
للغزو الأمريكي للعراق رغم أن إسرائيل لم تشارك فيه عسكريًا، غير أنها ضغطت وشجعت
على الغزو عبر المراكز الفكرية الموالية لها في واشنطن.
اظهار أخبار متعلقة
وحسب الموقع، فإن أوجه
الشبه مع فترة التمهيد لحرب العراق واضحة تماما، حيث يتطلع المعلقون المحافظون
المؤيدون لترامب بشغف إلى إمكانية الحصول على النفط الفنزويلي، مثلما حدث في
العراق.
ويرى الموقع أن وصف النظام
الفنزويلي بأنه نظام إرهابي يمهد الأرضية الملائمة للغزو على غرار ما حصل مع
النظام العراقي، فقد أدى الاتهام الباطل لفنزويلا بأنها مسؤولة بطريقة أو بأخرى عن
أزمة الفنتانيل في الولايات المتحدة إلى وصف حكومة الرئيس نيكولاس
مادورو بأنها
نظام راعٍ لـ"إرهاب المخدرات".
العلاقة مع حزب الله وحماس
قال الموقع إن مسؤولي إدارة
ترامب يبررون مساعي إسقاط نظام مادورو بتحالفه مع حزب الله وحماس، بل يذهب بعض
المعلقين والكتاب الموالين لإسرائيل إلى حد اتهام حزب الله وحماس بالاستعداد لشن
هجمات على الأراضي الأمريكية.
ويرى الموقع أن هذه
الاتهامات غير منطقية ولا تستند إلى أي أدلة ملموسة، مضيفا أن حزب الله وحماس ليسا
من أعداء الولايات المتحدة، بل من أعداء إسرائيل، مما يجعل التركيز على هذه القضية
مثيرًا للريبة.
وقالت زعيمة المعارضة
الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو مؤخرًا في أوسلو، عندما طُلب التعليق على مسألة
التدخل الأمريكي في فنزويلا، إن البلاد "قد تم غزوها بالفعل".
وأضافت: "لدينا عملاء
إيرانيون. لدينا منظمات إرهابية مثل حزب الله وحماس تعمل بحرية".
كما نشرت الولايات المتحدة
مؤخرًا لقطات لعملية استيلاء غير قانونية على ناقلة نفط فنزويلية، مبررة هذه
الخطوة بأن الناقلة كانت تُستخدم لنقل النفط الإيراني.
اظهار أخبار متعلقة
ويضيف الموقع أن الرئيس
الأمريكي دونالد ترامب، الذي سُلبت منه جائزة نوبل للسلام على يد زعيمة المعارضة
الفنزويلية المؤيدة للحرب والداعمة لجهود الإطاحة بمادورو، يحاول التباهي بأنه
وسيط سلام ومعارض لحروب تغيير الأنظمة، لكنه شنّ بين آذار/ مارس وأيار/ مايو حربًا
فاشلة على اليمن، أعقبها بضربة مباشرة ضد إيران في حزيران/ يونيو، وكلاهما خدمة
للمصالح الإسرائيلية.
اتهامات دون أدلة
يوضح الموقع أن مراكز
الأبحاث الموالية لتل أبيب في الولايات المتحدة، مثل مؤسسة الدفاع عن
الديمقراطيات، تنشر مقالات تدعو للسيطرة على النفط الفنزويلي وضمان أن يقطع أي
نظام جديد في كراكاس علاقاته مع أعداء إسرائيل.
وقال سعيد قاسمي نجاد، خبير
الشؤون الإيرانية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات لشؤون، في مقال نشره مؤخرا، إن
أي نظام جديد موالٍ لواشنطن سيطرد وكلاء إيران ويجعل الحدود الجنوبية أكثر أمنًا.
وقد زعم "المجلس
الأطلسي" أن حزب الله حوّل فنزويلا إلى مركز للجريمة المنظمة والإرهاب
الدولي. في تقرير نُشر بتاريخ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2020 بعنوان "العلاقة
بين مادورو وحزب الله: كيف تدعم الشبكات المدعومة من إيران النظام
الفنزويلي"، استخدم المجلس مصطلح "الإرهاب المرتبط بالمخدرات".
وقد حمّل "المجلس
الأطلسي" أعداء إسرائيل مسؤولية تكوين تلك الشبكة، زاعمًا أنهم أنشأوا
"مؤامرة إرهاب مخدرات" بمشاركة منشقين عن القوات المسلحة الثورية
الكولومبية، وعصابات مخدرات من المكسيك وإيران وسوريا وحزب الله اللبناني.
اظهار أخبار متعلقة
ويرى الموقع أن هذا التركيز
المفرط على وجود مؤامرة دون أي أدلة، وتوجيه أصابع الاتهام إلى قائمة من أعداء
إسرائيل، أُضيف إليها مؤخرًا حركة حماس، ليس أمرًا عفويًا، كما أنه ليس من قبيل
الصدفة إعلان المعارضة الفنزويلية ولاءها لإسرائيل.
اتفاقيات إسحاق
يؤكد الموقع أن من بين
العوامل الأخرى التي تدفع إسرائيل إلى السعي لإسقاط النظام الفنزويلي بروز ما
يُعرف بـ"اتفاقيات إسحاق"، وهي مبادرة أعلنها الرئيس الأرجنتيني خافيير
ميلي الشهر الماضي.
وبعد فشل الإدارة الأمريكية
في استقطاب المزيد من الدول العربية والإسلامية إلى ما يُسمى بـ"اتفاقيات
أبراهام"، وجّهت الحكومة الإسرائيلية أنظارها نحو أمريكا اللاتينية، وتأتي
"اتفاقيات إسحاق" في إطار مساعي إسرائيل لتوسيع نفوذها في نصف الكرة
الغربي، وفقا للموقع.
وأوضح الموقع أن الحركات
والحكومات اليسارية في أمريكا اللاتينية وقفت تاريخيًا إلى جانب القضية الفلسطينية
من منطلق مقاومة الإمبريالية العالمية، وهو إرث ما زال قائمًا حتى اليوم.
ويرى الموقع أن سقوط
فنزويلا قد يتبعه سقوط حكومات يسارية أخرى مثل كوبا ونيكاراغوا، بينما تبقى
البرازيل تحت قيادة لولا دا سيلفا محصّنة نسبيًا.
وحسب الموقع، تحتاج تل أبيب
من أجل نجاح "اتفاقيات إسحاق" إلى أحزاب ممولة أمريكيًا تفوز
بالانتخابات، وإلى أن تنفذ واشنطن عمليات لتغيير أنظمة في المنطقة.
واختتم الموقع بأن إسرائيل
ليست المحرّك الوحيد لأجندة واشنطن في فنزويلا، لكنها طرف أساسي سيجني مكاسب
مباشرة من إسقاط حكومة نيكولاس مادورو.