حذر الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين، الخميس، من أن أي خطوة أوروبية لمصادرة الأصول الروسية المجمدة ستعد "سرقة للممتلكات"، مؤكدا أن موسكو تعد حزمة من الإجراءات الانتقامية في حال تنفيذ هذا المسار، الذي قال إنه سيقوض الثقة بالنظام المالي العالمي ويخلخل استقراره.
وأوضح بوتين أن بلاده سترد اقتصاديا على أي مصادرة محتملة، مضيفا أن التداعيات لن تقتصر على العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، بل ستمتد لتطال آليات التمويل الدولية برمتها.
وتزامنت تصريحات بوتين مع ضغوط أوكرانية متجددة على الاتحاد الأوروبي لإقرار قرض ضخم مدعوم بالأصول الروسية المجمدة. وقال مسؤولون أوكرانيون، الخميس، إن كييف ما تزال "بحاجة ماسة" إلى تمويل خارجي واسع النطاق وبشروط ميسرة، رغم حصولها على موافقة أولية من صندوق النقد الدولي على برنامج تمويلي جديد.
وكانت الحكومة الأوكرانية قد توصلت، الأربعاء، إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع صندوق النقد الدولي بشأن برنامج يمتد لأربع سنوات بقيمة 8.2 مليارات دولار، يهدف إلى دعم استقرار الاقتصاد الكلي والمالي في ظل الحرب المستمرة مع
روسيا، على أن يخضع البرنامج لموافقة مجلس إدارة الصندوق بعد استيفاء الشروط المطلوبة.
وفي بيان لها، شددت وزارة المالية الأوكرانية على أن المساعدات المحتملة من صندوق النقد "لا تلغي الحاجة الملحّة لتمويل خارجي واسع وفي الوقت المناسب، وبشروط ميسّرة تشبه المنح".
اظهار أخبار متعلقة
من جانبه، دعا وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها الاتحاد الأوروبي إلى الإسراع في إقرار استخدام الأصول الروسية المجمدة لدعم قروض تصل إلى 140 مليار يورو، قائلا: "من المهم أن نحصل على نتيجة إيجابية بشأن قرض التعويضات، الأمر يتعلق بالاستخدام الفعلي للأصول الروسية المجمدة".
وأضاف أن كييف تسعى أيضا إلى توسيع برنامج شراء الأسلحة الأمريكية باستخدام التمويل الأوروبي.
وعلى صعيد آخر، هاجم بوتين خطة السلام التي طرحتها الولايات المتحدة، قائلا إن "كل بند من بنود الخطة يحتاج إلى جلسة نقاش جدية، ويجب ترجمتها إلى لغة دبلوماسية لأن بعض البنود تبدو سخيفة".
وأوضح أن "لا معنى لتوقيع أي وثائق مع القيادة الأوكرانية الحالية التي ارتكبت خطأ استراتيجيا بخوفها من انتخابات رئاسية".
وكانت النسخة الأولى من المقترح الأمريكي قد تضمنت تنازل كييف عن منطقتي دونيتسك ولوغانسك لروسيا، وهو ما رآه مسؤولون أوكرانيون "استسلاما". وتم تعديل النص لاحقا بعد اعتراضات أوكرانية اعتبرت التخلي عن الأراضي "خطا أحمر".
وردا على تصريحات أوكرانية سابقة، قال بوتين إن "البعض يطالب بمواصلة القتال حتى آخر أوكراني، وروسيا مستعدة لذلك"، مؤكدا أن "القرم ودونباس يجب أن تكونا محور محادثاتنا مع الولايات المتحدة".
وأضاف الرئيس الروسي أنه لا توجد لدى موسكو نية لمهاجمة الاتحاد الأوروبي، مشيرا في الوقت ذاته إلى استعداد بلاده لـ"مناقشة مخاوفها الأمنية". لكنه شدد على أن روسيا وضعت "إجراءات رد اقتصادية" ستفعل فورا إذا مضى الاتحاد الأوروبي في مسار مصادرة الأصول الروسية المجمدة.