استعاد الجيش
السوداني، الاثنين، السيطرة على منطقة أم سيالة شمالي ولاية شمال
كردفان، عقب معارك عنيفة مع "قوات
الدعم السريع"، في أحدث جولات القتال المستمر بين الطرفين منذ أكثر من عام ونصف.
وقال شهود عيان ومصادر محلية للأناضول إن قوات الجيش دخلت المنطقة صباح الاثنين بعد اشتباكات ضارية، فيما نشر جنود سودانيون مقاطع مصورة على منصات التواصل الاجتماعي توثق لحظة دخولهم المنطقة وإحكام السيطرة عليها. وحتى الساعة 9:00 بتوقيت غرينتش، لم يصدر تعليق رسمي من الجيش أو "الدعم السريع" بشأن التطورات.
وخلال الأشهر الماضية، تبادل الطرفان السيطرة على أم سيالة، الواقعة على بعد نحو 200 كيلومتر شمالي مدينة الأبيض، وكانت آخر مرة سقطت فيها المنطقة بيد "الدعم السريع" في 31 تموز/يوليو الماضي.
وتأتي تلك التطورات بعد يومين فقط من إعلان الجيش استعادة كازقيل و أم دم حاج أحمد في شمال كردفان، إثر مواجهات مماثلة مع "الدعم السريع".
"معاناة لا توصف" في طويلة
في موازاة التصعيد العسكري، حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر من الوضع المأساوي للنازحين القادمين من مدينة
الفاشر باتجاه منطقة طويلة بولاية شمال دارفور.
وقال فليتشر في تدوينة على منصة "إكس" إن "معاناة لا توصف في طويلة، وأكثر من نصف الناجين الفارين هم من الأطفال"، مضيفا أن إحدى الناجيات أخبرته بأنها دخلت المخيم تحمل طفل صديقتها "الذي كان جائعا بعد نجاتهما من الهجوم".
وتابع: "النازحون يسألون العالم إذا ما كانت المساعدة قادمة؟!".
ونشر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا" لاحقا تدوينة على فيسبوك أكد فيها أن النازحات اللاتي التقى بهن فليتشر "هربن من الفاشر قبل أسابيع قليلة فقط"، مشيرا إلى أن النازحين "يحملون قصصا مرعبة عن العنف الوحشي"، ومضيفاً: "العالم لم يحمهم… ويجب أن نفعل أفضل".
وكانت "الدعم السريع" قد سيطرت على الفاشر في 26 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وسط اتهامات بارتكاب مجازر بحق المدنيين وفق منظمات محلية ودولية.
واعترف قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) في 29 الشهر ذاته بوجود "تجاوزات" من قواته، مدعيا تشكيل لجان تحقيق.
ويزور فليتشر إقليم دارفور منذ الأربعاء الماضي، حيث شملت جولته الجنينة وزالنجي، قبل توجهه إلى بورتسودان ولقاء رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان.
اظهار أخبار متعلقة
أكثر من 13 مليون نازح
وقالت منظمة الهجرة الدولية قبل أيام إن عدد النازحين من مدينة الفاشر والمناطق المحيطة تجاوز 99 ألف شخص منذ 26 تشرين الأول/أكتوبر الماضي. كما أعلنت الأربعاء نزوح أكثر من 39 ألف شخص من بارا وشيكان والرهد وأم روابة وأم دم حاج أحمد في شمال كردفان بسبب المعارك المتصاعدة.
ويواجه السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث أدت الحرب بين الجيش و"قوات الدعم السريع" منذ نيسان/أبريل 2023 إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص داخل البلاد وخارجها.
وتشهد ولايات كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب) اشتباكات متواصلة منذ أيام، تسببت في موجات نزوح جديدة، فيما تسيطر "الدعم السريع" حاليا على جميع ولايات دارفور الخمس باستثناء أجزاء شمالية من ولاية شمال دارفور التي لا تزال بيد الجيش. ويحتفظ الجيش بالسيطرة على معظم ولايات السودان الـ13 الأخرى، بما فيها العاصمة الخرطوم.