من صافرة الحكم إلى قفص الاتهام... أكبر قضية مراهنات تضرب الكرة التركية

شهدت كرة القدم التركية واحدة من أكبر أزماتها، بعدما قضت محكمة في إسطنبول بسجن ستة حكام على خلفية تورطهم في فضيحة مراهنات هزت الوسط الرياضي، بينما فتح الاتحاد التركي لكرة القدم تحقيقًا موسعًا شمل أكثر من ألف لاعب من مختلف الدرجات.

وقالت وسائل إعلام تركية إن قرار المحكمة جاء عقب تحقيقات مطولة كشفت عن تورط عدد من الحكام في التلاعب بنتائج المباريات والمشاركة في أنشطة مراهنة محظورة، مشيرة إلى أن رئيس نادي أيوب سبور أوقف أيضًا ضمن القضية، في حين أفرج القضاء عن 11 حكمًا آخرين بكفالة بعد استجوابهم.

تجميد دوريات
رد الاتحاد التركي لكرة القدم بإجراءات عاجلة، فأعلن تعليق منافسات دوري الدرجتين الثالثة والرابعة لمدة أسبوعين، واستدعاء 1024 لاعبًا للمثول أمام لجنة الانضباط، في خطوة تهدف إلى "تطهير اللعبة من الممارسات غير الأخلاقية"، وفق بيان الاتحاد.

اظهار أخبار متعلقة

ويتوزع اللاعبون المشتبه بتورطهم على مختلف الأندية التركية، بينهم 27 لاعبًا من دوري الدرجة الأولى، ومن أبرزهم إرين إلمالي مدافع نادي غلطة سراي الدولي.

تفاصيل صادمة من التحقيقات

وبدأت التحقيقات قبل أسابيع حيث كشفت أرقامًا صادمة إذ تبين أن 152 حكمًا من أصل 571 شاركوا في مراهنات بشكل منتظم، بينما امتلك 371 حكمًا حسابات نشطة على منصات المراهنة الإلكترونية.

ووفق تصريحات رئيس الاتحاد التركي إبراهيم حجي عثمان أوغلو، فإن بعض الحكام قاموا بالمراهنة "آلاف المرات"، أحدهم سجل 18,227 عملية رهان، فيما تجاوز 42 حكمًا حاجز الألف رهان لكل منهم. ووصف أوغلو القضية بأنها “أزمة أخلاقية تضرب قلب كرة القدم التركية”.

اظهار أخبار متعلقة

اعتقالات واسعة في 12 مدينة
وكان مكتب المدعي العام في إسطنبول قد أعلن الجمعة الماضية إصدار أوامر باعتقال 21 شخصًا بينهم 17 حكمًا، ورئيس نادٍ في الدوري الممتاز، إضافة إلى مسؤولين سابقين، ضمن عملية أمنية نُفذت في 12 مدينة تركية.

وحتى الآن، تم توقيف 18 مشتبهًا على الأقل، فيما يواجه أحد الأشخاص اتهامات بنشر معلومات مضللة على وسائل التواصل الاجتماعي حول سير التحقيق.

فضيحة تعيد للأذهان أزمة 2011
تأتي هذه القضية لتعيد إلى الأذهان الفضيحة التي ضربت الكرة التركية عام 2011، حين كشفت السلطات عن تلاعب واسع بنتائج مباريات الدوري، تورط فيه عدد من الأندية الكبرى وعلى رأسها فنربهتشه.