سياسة عربية

مصادر مصرية: تحسن في العلاقات مع تل أبيب رغم تعثر تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة

القاهرة تراهن على التهدئة لتوسيع نفوذها السياسي في ملف غزة- جيتي
القاهرة تراهن على التهدئة لتوسيع نفوذها السياسي في ملف غزة- جيتي
قالت مصادر مصرية مطلعة لجريدة "الأخبار" اللبنانية إن "العلاقات بين القاهرة وتل أبيب تتجه نحو مزيد من التحسن"، رغم استمرار العراقيل الإسرائيلية أمام تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأوضحت المصادر أن هذا التقارب مدفوع بجملة من المتغيرات، أبرزها عودة قنوات التواصل الدبلوماسي المعلنة، والتي يُتوقع أن تدخل حيز التفعيل خلال الأسبوع المقبل.

وأضافت أن مصر ربطت إعادة انخراطها الدبلوماسي مع الاحتلال بـ"استمرار الالتزام باتفاق إنهاء الحرب وعدم العودة إلى القتال"، إلى جانب إعادة فتح معبر رفح خلال الأيام المقبلة، مع ترجيحات بأن يُستأنف العمل به مبدئيا يوم الأحد المقبل.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئاسة المصرية كانت قد أبدت، خلال قمة شرم الشيخ الأخيرة، استعدادها للتواصل مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو والانخراط في مراحل متقدمة من الخطة الأميركية الخاصة بمفاوضات أوسع تتصل بـ"حل الدولتين".

ووفقًا للمصادر، فإن القاهرة قد تعتمد قريبًا سفيرًا لتل أبيب لديها في حال استمرار التهدئة، على أن يُرجأ مشاركته في اللقاءات الرسمية التي يعقدها الرئيس المصري مع الدبلوماسيين الأجانب إلى إشعار آخر.

إلا أن مسؤولين مصريين استبعدوا، في تصريحاتهم للصحيفة، حدوث تطور فعلي في هذا المسار قبل الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، معتبرين أن الحكومة الحالية في إسرائيل "غير قادرة على اتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بحل الدولتين الذي تتبناه القاهرة".

وربط المسؤولون أي تقدم أيضًا بـ"استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة وعدم عرقلتها، ومواصلة عمليات الانسحاب الإسرائيلي التدريجي".

وأوضحوا أن الانسحاب المصري من الشريط الحدودي سيتزامن مع بدء انسحاب القوات الإسرائيلية من محور فيلادلفيا، وصولًا إلى الانسحاب الكامل من قطاع غزة.

اظهار أخبار متعلقة



ورغم الحرب، لفتت المصادر إلى أن المسارات الاقتصادية بين مصر وإسرائيل "لم تتأثر بشكل كبير"، إلا أن شراكات اقتصادية كانت مقررة مع شركات خاصة مملوكة لجهات سيادية مصرية أُجّلت لأسباب سياسية، مؤكدة أنه "سيُعاد تفعيلها في حال استمرار التهدئة، ضمن خطة لإعادة الأوضاع في غزة إلى ما كانت عليه قبل سيطرة حركة حماس على القطاع".

كما كشفت المصادر أن القاهرة تجري اتصالات مع أطراف إسرائيلية معارضة للحكومة الحالية، لكنها أوضحت أن الاستطلاعات في تل أبيب لا تُظهر أن لهذه القوى تأثيرًا ملموسًا على المشهد السياسي المقبل.

ومع ذلك، ترى مصر أهمية استمرار هذا التواصل وتوظيفه بالتنسيق مع تركيا وقطر، معتبرة أنه قد يفتح المجال أمام "مسارات أكثر استقرارا" في حال وصول حكومة إسرائيلية معتدلة إلى السلطة.

وختمت المصادر بالإشارة إلى أن القاهرة لا تستبعد أن يسعى نتنياهو نفسه، إذا تمكن من تشكيل ائتلاف جديد يمدد بقاءه في رئاسة الحكومة، إلى إطلاق مسار تفاوضي جديد ينسجم جزئيًا مع الطروحات المصرية بشأن التسوية السياسية المقبلة.
التعليقات (0)

خبر عاجل