تحدث اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية الأسبق، عن كواليس عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاط شاليط، لافتاً إلى أن وفداً أمنياً محترفاً أدار ملف "شاليط" لـ 5 سنوات.
وقال الدويري خلال استضافته ببرنامج "الجلسة سرية" الذي يقدمه الإعلامي سمير عمر، على شاشة "القاهرة الإخبارية": قال الدويري: منذ بداية انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من غزة في أيلول/ سبتمبر 2005، كانت حماس متواجدة على الأرض وتعمل بشكل صحيح، وكانوا يعدون أنفسهم للمرحلة القادمة، وكانت حماس قادرة على إخفاء شاليط طوال 5 سنوات و4 أشهر وأسبوع، وهي قدرة فائقة".
وأضاف: "إسرائيل بذلت كل جهودها لمحاولة معرفة أين يختبئ شاليط، فالشاباك يعمل في الداخل والموساد في الخارج، وخطفوا أفرادًا في الداخل عن طريق مستعربين وخطفوا شخصيات فلسطينية من بعض الدول الأوروبية، للحصول على معلومات بشأن مكان شاليط، وفشلت إسرائيل فشلاً ذريعًا في معرفة مكان شاليط وحتى الآن في معرفة وجود الرهائن"..
وتابع الدويري: "الإسرائيليون حاولوا معي أكثر من مرة وألحوا أن أطمئنهم على صحة شاليط وأن أذهب إليه، ولكن موقفنا كان الرفض التام، حرصاً على أنهم قد يتابعون تحركاتنا بشكل ما أثناء الذهاب إليه".
ولفت إلى أن الفريق المصري كان يعمل في وضع صعب للغاية، وتحركاتنا كانت حذرة والوضع الأمني متوتر وإسرائيل تقصف يوميًا بلا هوادة، وكانت هناك محاولات وساطة كثيرة عملت معنا للإفراج عن شاليط، وحاول الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر، والتقى بقادة حماس، وكذلك وساطة نرويجية وسويسرية وفرنسية وقطرية وبريطانية وتركية، وكلها فشلت ولم تنجح على الإطلاق فيما عدا الوساطة الألمانية.".
وأضاف: "تم خطف شاليط بعد تنسيق يوم 25 حزيران/يونيو 2006 بين الفصائل الفلسطينية الثلاث، وهي حماس وجيش الإسلام ورجال المقاومة الشعبية، وتحركوا من أحد الأنفاق ووصلوا حتى كرم أبو سالم ودخلوا على موقع إسرائيلي وهاجموه وقتلوا جنديين إسرائيليين ودمروا دبابة وأصابوا 4 جنود آخرين وأسروا
جلعاد شاليط الذي كان مصابًا، ثم أخفوه. وأعلنوا في البداية أنها عملية هجوم على موقع عسكري، ثم تم الإعلان عن أن جلعاد شاليط في حوزة الفصائل الفلسطينية، وأسموا هذه العملية باسم الوهم المتبدد".
اظهار أخبار متعلقة
واستكمل: "بعد 4 أيام من الخطف اتصل بنا أحد قيادات حماس السياسية وما زال على قيد الحياة وطلب مقابلتنا، وكان الكلام صراحة أن شاليط لديهم في الجناح العسكري لحركة حماس، وطرحوا حينها أنهم مستعدون للإفراج عنه مقابل أسرى بضمانة مصرية".
وقال الدويري: "أرسلت هذا الأمر إلى القاهرة، حيث أن طلب الوساطة جاء بمبادرة من حركة حماس، قبل أن تبلغنا قيادة الجهاز ببدء إجراء المفاوضات لِنَرى مطالب حماس ونفكر في كيفية عمل اتصالات مع الجانب الإسرائيلي، ومن خلال الطرفين نصل إلى حلول.".