سياسة عربية

كيف انتهت حروب الاحتلال الأربع الكبرى على قطاع غزة؟

عدوان 2008 امتاز بقصف غزة بسلاح الفسفور الأبيض المحرم دوليا- جيتي
عدوان 2008 امتاز بقصف غزة بسلاح الفسفور الأبيض المحرم دوليا- جيتي
شهد قطاع غزة خلال الأعوام الماضية عددا من الحروب والمواجهات العسكرية، التي شكلت محطات مفصلية في مسار الصراع للتخلص من الاحتلال، لكن كان لكل حرب منها نهاية مختلفة.

الفلسطينية فمنذ عام 2008 وحتى 2021 خاضت فصائل المقاومة الفلسطينية أربع معارك كبرى حملت أسماء مختلفة مثل معركة الفرقان، حجارة السجيل، العصف المأكول، وسيف القدس.

وكانت مدد هذه الحروب قصيرة، مقارنة بالإبادة الجماعية التي ارتكبها الاحتلال في قطاع غزة، بعد عملية طوفان الأقصى عام 2023.

وفيما يلي عرض لأبرز هذه الحروب تسلسلا زمنيا لهذه الحروب وكيفية انتهائها وتوقف إطلاق النار فيها.

معركة الفرقان 2008 – 2009

في 27 كانون الأول 2008 شن الاحتلال عدوانا مباغتا وواسعا على قطاع غزة تحت اسم عملية الرصاص المصبوب، وردت فصائل المقاومة الفلسطينية بعملية مضادة أطلق عليها معركة الفرقان.

أعلن الاحتلال أن هدفه من الهجوم هو إنهاء حكم حركة حماس وتفكيك قدرات المقاومة ومنع إطلاق الصواريخ، إضافة إلى البحث عن الأسير جلعاد شاليط.

استمر العدوان 23 يوما وانتهى في 18 كانون الثاني/يناير 2009 بعد أن استخدم جيش الاحتلال أسلحة محرمة دوليا مثل الفسفور الأبيض واليورانيوم المنضب، وألقي أكثر من ألف طن من المتفجرات على القطاع. من جهتها أطلقت المقاومة نحو 750 صاروخا وصلت بعضها لأول مرة إلى أسدود وبئر السبع.

خلفت الحرب 1430 شهيدا فلسطينيا بينهم أكثر من 400 طفل و240 امرأة و134 من أفراد الشرطة، إضافة إلى أكثر من 5400 جريح وتدمير أكثر من 10000 منزل. أما الاحتلال فاعترف بمقتل 13 شخصا وإصابة نحو 300 آخرين.

اظهار أخبار متعلقة



في 17 كانون الثاني/يناير 2009 أعلن رئيس حكومة الاحتلال حينها إيهود أولمرت أن المجلس الوزاري صوت على وقف إطلاق النار من طرف واحد.

وفي اليوم التالي أعلنت فصائل المقاومة موافقتها على التهدئة بشرط انسحاب قوات الاحتلال خلال أسبوع وفتح المعابر لدخول المساعدات، وفي 19 من الشهر ذاته بدأت قوات الاحتلال انسحابا تدريجيا من القطاع.

حرب حجارة السجيل 2012

في 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 بدأ الاحتلال عملية أطلق عليها عامود السحاب باغتيال أحمد الجعبري القائد العام لكتائب القسام، وهو ما دفع القسام للرد بعد ساعات قليلة بقصف تل أبيب للمرة الأولى في تاريخ المقاومة الفلسطينية، لتبدأ مواجهة قاسية امتدت لثمانية أيام.

وسعى الاحتلال خلال العدوان إلى تدمير منصات الصواريخ التابعة للمقاومة، إلا أن الأخيرة تمكنت من إطلاق أكثر من 1500 صاروخ وصل بعضها إلى تل أبيب والقدس لأول مرة، كما استهدفت طائرات وسفنا حربية.

أسفرت المواجهة عن استشهاد نحو 180 فلسطينيا بينهم 42 طفلا و11 امرأة، إضافة إلى أكثر من 1300 جريح. وفي المقابل قتل 20 من قوات الاحتلال وأصيب 625 آخرون معظمهم بحالات هلع، فيما تجاوزت الخسائر الاقتصادية مليار دولار.

وانتهت الحرب في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 بوساطة مصرية، بعد مفاوضات غير مباشرة بين المقاومة والاحتلال، وأعلن وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو إلى جانب نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون عن وقف لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ عند الساعة التاسعة مساء ذلك اليوم.

الاتفاق تضمن وقف الصواريخ الفلسطينية مقابل وقف غارات الاحتلال، إضافة إلى تعهدات بفتح المعابر وتسهيل حركة البضائع والأفراد، وبعد أيام أبلغت مصر قيادة حماس أن الاحتلال وافق على توسيع مساحة الصيد البحري من ثلاثة أميال إلى ستة.

حرب العصف المأكول 2014

اندلعت الحرب الثالثة في 7 تموز/يوليو 2014 على وقع جرائم تصاعدت للاحتلال في الضفة الغربية والقدس المحتلة والأراضي المحتلة عام 1948، ومن أبرزها عملية حرق الطفل محمد أبو خضير في القدس، فضلا عن عملية أسر نفذها مقاتلون من كتائب القسام في الضفة الغربية ضد 3 مستوطنين.

ونفذ جيش الاحتلال أكثر من 60000 غارة جوية خلال العدوان معلنا أن هدفه تدمير شبكة أنفاق المقاومة. في المقابل أطلقت كتائب القسام أكثر من 8000 صاروخ وصلت إلى تل أبيب والقدس وحيفا، وتسببت في وقف الرحلات الجوية بمطار تل أبيب.

كما أعلنت القسام أسر الجندي شاؤول آرون خلال معركة الشجاعية، بعد توغل الاحتلال بريا، وأرسلت طائرات مسيرة لاختراق أجواء فلسطين المحتلة.

وخلفت الحرب 2322 شهيدا فلسطينيا وأكثر من 11000 جريح، فيما اعترف الاحتلال بمقتل 68 جنديا و4 مستوطنين وإصابة 2522 شخصا. توقف العدوان في 12 تشرين الأول/أكتوبر 2014 بوساطة مصرية بعد مفاوضات مع المقاومة وإدانة دولية واسعة للعدوان، الذي أقدم في هذا العدوان على ارتكاب مجازر واسعة.

وبعد الحرب استضافت القاهرة مؤتمرا لإعادة إعمار غزة بمشاركة خمسين دولة ومنظمة، حيث تعهد المشاركون بتقديم 5.4 مليارات دولار خصص نصفها لإعمار القطاع الذي لحقت به أضرار جسيمة.

معركة سيف القدس 2021

في أيار 2021 اندلعت معركة سيف القدس على خلفية اعتداءات الاحتلال في حي الشيخ جراح واقتحام المسجد الأقصى، وحملة الاعتقالات لمئات المعتكفين بالأقصى والقمع الوحشي بحقهم، حيث ردت المقاومة بإطلاق أكثر من 4000 صاروخ وصل مداها إلى 250 كيلومترا واستهدفت لأول مرة القدس المحتلة، ومطار رامون جنوب فلسطين المحتلة.

اظهار أخبار متعلقة



وأسفرت المواجهة عن استشهاد نحو 250 فلسطينيا وإصابة أكثر من 5000 آخرين، فيما قتل 12 من قوات الاحتلال وأصيب 330. شن الاحتلال غارات عنيفة استهدفت أبراجا سكنية ودمرت نحو 100 كيلومتر من الأنفاق.

انتهت المعركة بعد 11 يوما بوقف متبادل ومتزامن لإطلاق النار، دخل حيز التنفيذ فجر 21 أيار/مايو 2021 بوساطة مصرية ودولية ومفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس والاحتلال.
التعليقات (0)

خبر عاجل