بدأ مئات الآلاف من
الفلسطينيين، الجمعة، بالعودة من جنوب قطاع
غزة إلى شماله عقب
الانسحاب الإسرائيلي التدريجي إلى مواقع التمركز الجديدة داخل القطاع، وذلك وفقا للمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
ورصد مراسل "عربي21" حركة العائدين إلى مدينة غزة، والذين سلكوا شارعي "صلاح الدين" و"الرشيد"، اللذان يربطان شمال القطاع بجنوبه، بعد إعلان
جيش الاحتلال دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في تمام الساعة 12:00 بالتوقيت المحلي ظهر اليوم الجمعة.
ومنذ ساعات، بدأ جيش الاحتلال انسحابه التدريجي داخل القطاع على أن يستكمل خلال 24 ساعة الانسحاب إلى المواقع الجديدة داخل القطاع والمحددة في الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وكشف الانسحاب الأولي من مناطق بمدينة غزة عن حجم دمار هائل خلفه جيش الاحتلال خلال عمليته التي كانت ترمي لاحتلال القطاع تدريجيا بدءا بالمدينة.
وصُدم الفلسطينيون، بحجم الدمار الذي لحق بمنازلهم ومناطقهم السكنية حيث سوت قوات الاحتلال مناطق واسعة وأحياء كاملة بالأرض في مدينة غزة. منها حي الزيتون والصبرة وتل الهوا جنوب غزة، وأحياء الشيخ رضوان، والشاطئ، غربا إضافة إلى مناطق أخرى.
وفجر الجمعة، صادقت حكومة الاحتلال على اتفاق وقف الحرب على قطاع غزة وتبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية، في أعقاب إعلان ترامب توصل دولة الاحتلال وحركة "حماس" إلى اتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، وذلك بعد أربعة أيام من مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.
اظهار أخبار متعلقة
حماس: لا نكبة جديدة
من جهته، قال القيادي في حركة "حماس" عزت الرشق، الجمعة، إن اختيار الفلسطينيين
العودة من وسط وجنوب قطاع غزة إلى شماله فورا ودون تأخير بحد ذاته "فعل مقاوم" دلالته واضحة بأنه لن يكون هناك نكبة جديدة بعد نكبة العام 1948.
وقال: "ليس مشهدا عاديا ذلك العبور الملحمي للشعب الفلسطيني بمختلف أجياله من جنوب قطاع غزة إلى شماله، وعدم قدرتهم على الانتظار ساعات ريثما تنتهي ترتيبات عبورهم بشكل أكثر أمنا".
وأضاف الرشق: "اختار أهل غزة العودة فورا ودون تأخير، وهذا السلوك الجمعي بحد ذاته فعل مقاوم دلالته واضحة كالشمس: لا نكبة بعد نكبة 1948".
ويطلق الفلسطينيون مصطلح "النكبة" على اليوم الذي أُعلن فيه قيام دولة الاحتلال على معظم أراضيهم بتاريخ 15 آيار/ مايو1948 بعد أن ارتكبت العصابات الصهيونية مجازر بحقهم وهجرتهم من ديارهم.
وأضاف الرشق: "إصرار أهل غزة على العودة السريعة إلى أشلاء بيوتهم هو تعبير صارخ على التمسك بالحق في العبور لما أراد الصهاينة منعه، والحق في المشي من أقصى القطاع إلى أقصاه، هو التمسك الفطري بالحق، والزحف الفطري إلى مسقط الرأس".