صحافة دولية

هل تتجه دول عربية إلى شراكات عسكرية واقتصادية ضمن نظام إقليمي جديد؟

كدت المجلة أن الشرق الأوسط لا يزال يحتفظ بمكانته المحورية في السياسة الخارجية الأمريكية- جيتي
كدت المجلة أن الشرق الأوسط لا يزال يحتفظ بمكانته المحورية في السياسة الخارجية الأمريكية- جيتي
تشهد منطقة الشرق الأوسط العديد من التحوّلات في ظل انفتاح الدول العربية على شراكات عسكرية واقتصادية جديدة مع قوى مجاورة، وسط الفشل المستمر في إنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، المستمرة منذ نحو عامين.

وجاء في تقرير لمجلة "ناشيونال إنترست" وترجمته "عربي21"، أن المبادرات المتعددة التي قدّمتها واشنطن لإنهاء الحرب المستمرة في غزة فشلت إلى حد الآن، مشيرا إلى أن واقع المنطقة قد يتغير مع شروع دول الشرق الأوسط في إعادة النظر في سياساتها الخارجية واتخاذ خطوات أكثر فاعلية.

تغير الأولويات الأمريكية
وأكدت المجلة أن الشرق الأوسط لا يزال يحتفظ بمكانته المحورية في السياسة الخارجية الأمريكية، لكن استراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة تحوّلت من محاربة الإرهاب ومكافحة التمرد إلى مواجهة خصومها الكبار مثل روسيا والصين.

وأضافت أنه مع تغيّر الأولويات الأمريكية، يسعى شركاء واشنطن وحلفاؤها في المنطقة إلى سد أي فراغات أمنية محتملة، لكن حرب غزّة أظهرت أن قوى إقليمية مثل السعودية ما زالت تواجه صعوبات في إدارة الأزمات بمفردها.

اظهار أخبار متعلقة


ولم يكن الأمر مرتبطًا فقط بعدم اعتراف الرياض بـ"إسرائيل"، إذ إن الإمارات والبحرين، رغم تطبيع العلاقات، لم تتمكنا من إنهاء الحرب في غزة، كما لم تحقق جهود الوساطة المصرية بالتعاون مع قطر أي نجاح يُذكر.

حرب إقليمية
أشارت المجلة إلى أن هجوم حركة حماس على "إسرائيل" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 أشعل حربًا إقليمية مدمرة، حيث شنّت الميليشيات المدعومة من إيران في لبنان والعراق واليمن هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة ضد "إسرائيل".

كما خاضت إيران و"إسرائيل" مواجهتين في 2024، ثم حربا استمرت 12 يومًا في حزيران/ يونيو 2025.
وحسب المجلة، مُنيت طهران بخسائر متتالية، فيما تلقى حلفاؤها، وعلى رأسهم حزب الله، ضربات قاسية وفقدوا قيادات بارزة. وفي سوريا انهار نظام الأسد، الحليف الرئيس لإيران وروسيا، في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024.

تحوّلات لافتة
واعتبرت المجلة أن التطورات في سوريا تعكس حجم التحولات التي تشهدها المنطقة، فرغم التحديات الداخلية التي يواجهها الشرع، فإن نجاحه في إنهاء عزلة سوريا وإعادتها إلى الساحة الدبلوماسية يعكس تعطش دول المنطقة إلى التغيير.

وتابعت أن هذه التحولات لم تقتصر على سوريا، بل شملت أيضًا لبنان الذي اختار قيادة جديدة، فيما خطت مصر خطوات لافتة، أبرزها إجراء مناورات بحرية مع تركيا في إطار إصلاح علاقات متوترة امتدت لعقدين، كما وقّعت السعودية معاهدة دفاع جديدة مع باكستان.

ووفقا للمجلة، فقد برز اتجاه مماثل داخل مجلس التعاون الخليجي، حيث عبّرت دول الخليج عقب الغارة الإسرائيلية على اجتماع لحركة حماس في قطر، عن رغبتها في تعزيز التعاون الدفاعي، وسط مخاوف من أن اعتمادها على المظلّة الأمنية الأمريكية لم يوفّر لها الحماية الكافية رغم استثماراتها الضخمة في أنظمة الدفاع الأمريكية.

مرحلة جديدة
وأشارت المجلة إلى أن الاتجاه الإقليمي نحو الانفتاح يعكس رغبة القادة العرب في تعزيز الروابط الدفاعية وتوسيع شراكاتهم العسكرية والاقتصادية مع دول جديدة، بينها تركيا التي تستثمر بكثافة في سوريا، وباكستان التي تمتلك جيشًا قويًا وترسانة نووية.

اظهار أخبار متعلقة


كما قد يمتد التعاون ليشمل دولًا ضمن تكتلات اقتصادية غير غربية مثل "بريكس" ومنظمة شنغهاي للتعاون بقيادة الصين.

ولفتت المجلة إلى أن هذا التوجه يتزامن مع الاستثمار في "الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا" الممتد من الهند إلى القارة الأوروبية، فضلًا عن احتمال إعادة إحياء سكة حديد الحجاز التاريخية التي تربط السعودية بتركيا لتشكّل ممرًا اقتصاديًا شمال-جنوب.

وختمت أن جميع المؤشرات تدل على دخول المنطقة مرحلة جديدة أكثر تكاملًا بعد عقود من الفوضى والحروب الأهلية و"الإرهاب".
التعليقات (0)

خبر عاجل