نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا للصحفية نسرين مالك تناولت فيه تجربة كامالا
هاريس الانتخابية وكتابها الجديد بعنوان "107 أيام"، حيث اعتبرت أن هذه المذكرات تكشف
غرور الحزب الديمقراطي وضعفه في تقديم رؤية سياسية حقيقية.
وقالت مالك إنها حين تابعت حملة هاريس العام الماضي رأت بوضوح كيف جرى "إعادة تأهيلها" فجأة لتصبح عملاقا سياسيا، رغم أن الروايات الموثوقة، حتى من الداعمين لها سابقا، كانت تصفها بأنها لم ترتق إلى مستوى إثبات جدارتها كزعيمة مستقبلية للحزب.
وأوضحت أن حملتها اتسمت بالاستعراض والجو المسرحي أكثر من التركيز على الجوهر، مع انفصال مقصود عن صورة الرئيس جو بايدن الذي تراجع نفوذه وشعبيته. وبيّنت أن كتابها "107 أيام"، الذي يروي رحلة فوزها بالرئاسة، يُظهر أن هاريس ومن حولها، بمن فيهم المؤسسات الإعلامية الموالية، تأثروا بروايتهم الخاصة إلى حد كبير.
وأشارت مالك إلى أن الكتاب يبدو ساخراً، أقرب إلى "عليك أن تضحك وإلا ستبكي"، لأنه يُظهر هاريس سياسية تفتقر للوعي الذاتي وتميل إلى تقدير الذات بشكل مبالغ فيه. وأكدت أن غياب أجندة واضحة أو قيم مميزة لديها جعلها تبدو غامضة ومترددة، مستشهدة بإجابتها خلال الحملة حين سُئلت عما يمكن أن تفعله بشكل مختلف عن بايدن فقالت: "لا شيء يخطر ببالي".
اظهار أخبار متعلقة
ولفتت المقالة إلى أن هاريس لم تُبدِ اختلافا جوهريا في ملفات حساسة مثل غزة أو السياسة الاقتصادية، سوى صياغة خطاب أكثر توازناً في التعاطف، مع الاكتفاء باتهام أجندة ترامب الاقتصادية بأنها "مُصممة لأصحاب ناطحات السحاب".
وأضافت أن هاريس تعاملت مع حملتها بوصفها استعراضا للمشاهير أكثر من كونها برنامجاً سياسياً، معتبرة أن الحشود والهتافات لم تكن انعكاسا لطاقة انتخابية حقيقية، بل نتيجة طبيعية لرغبتها وفريقها في حشد الأضواء، وهو ما جعلها أسيرة "فقاعة" منفصلة عن الناخبين الغاضبين الذين ابتعدوا عن
الديمقراطيين.
وتابعت مالك أن الكتاب يُظهر أيضاً علاقتها بجو بايدن كشخصية مشتتة لأنظارها، فهي من ناحية تصف نفسها بالوفية له، لكنها لا تخفي استياءها من مواقفه وسلوكه، مشيرة إلى أنه هددها بشكل غير مباشر قبل مناظرتها مع ترامب إذا تحدثت عنه بسوء.
اظهار أخبار متعلقة
ورأت أن الأخطر هو ما تكشفه المذكرات عن المؤسسة الديمقراطية ككل، إذ أن الحزب في الأيام الـ107 لانتخابات هاريس لم يتمكن من صياغة رؤية جديدة للشعب الأمريكي، واكتفى بالاستمرارية وتوبيخ المعارضين بوصفهم ممكّنين لترامب.
وختمت مالك مقالها في "الغارديان" بالقول إن المشكلة لم تكن ضيق الوقت كما يزعم البعض، بل إن كامالا هاريس، حتى بعد هذه التجربة، ما زالت سياسية تبالغ في تبرئة نفسها وتفشل في مواجهة إخفاقاتها بصدق، وهو ما يجعلها، بحسب تعبيرها، في عمر متقدم "وما زالت لا تعرف نفسها".