قضايا وآراء

تحقيقا لأمننا العربي والإسلامي: نطالب بتحويل التحالف السعودي- الباكستاني إلى ناتو إسلامي

علي القره داغي
"الاتفاقية بين السعودية وباكستان تفتح أبوابا واسعة للتعاون"- واس
"الاتفاقية بين السعودية وباكستان تفتح أبوابا واسعة للتعاون"- واس
لقد فرحت كثيرا بالتحالف العسكري الاستراتيجي الذي تمّ بين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية، حيث جاء عقب الهجوم الإرهابي الصهيوني على سيادة دولة قطر الحبيبة، تلك الدولة التي تحتضن أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، وترتبط باتفاقيات دفاع مشترك مع الولايات المتحدة. ومع ذلك، لم تمنع هذه الاتفاقيات العدوان، ولم تحمِ الأمن.

وجاء هذا التطور أيضا في ظل تهديدات دولة الاحتلال الصهيوني لثماني دول عربية وإسلامية باحتلالها أو باقتطاع أجزاء من أراضيها، بزعم أنها داخلة ضمن حدود ما يسمونه "إسرائيل الكبرى" وأرض الميعاد المزعومة، وفق ما يردده زعماؤهم الإرهابيون.

إن هذه الاتفاقية بين السعودية وباكستان تفتح أبوابا واسعة للتعاون العملي في مجالات التدريب والتطوير العسكري، إضافة إلى جانب بالغ الأهمية وهو الحماية النووية التي تحتكرها إسرائيل وحدها في المنطقة. ومن هنا، فإن جرَّ القدرات النووية الباكستانية إلى المنطقة يوفّر عنصر ردع قويا لأي تهديد نووي محت
أثبتت الضربة الإسرائيلية لسيادة قطر، وعجز الولايات المتحدة أو امتناعها عن منعها، أن أمن العالم العربي والإسلامي -بل وحتى ما كان يُسمّى بالمصالح الاستراتيجية الأمريكية التقليدية في المنطقة- أصبح هشّا وغير مستقر. فالإرادة الصهيونية ومصالحها صارت في مقدمة أولويات واشنطن
مل.

لقد أثبتت الضربة الإسرائيلية لسيادة قطر، وعجز الولايات المتحدة أو امتناعها عن منعها، أن أمن العالم العربي والإسلامي -بل وحتى ما كان يُسمّى بالمصالح الاستراتيجية الأمريكية التقليدية في المنطقة- أصبح هشّا وغير مستقر. فالإرادة الصهيونية ومصالحها صارت في مقدمة أولويات واشنطن، وهو ما أكّده موقفها من حرب الإبادة في غزة، واستخدامها حق النقض "الفيتو" ضد أي مسعى دولي يوقف الحرب. ومنذ عهد ترامب لم يعد الأمر بحاجة إلى مزيد من البراهين أو الأدلة.

وفي هذا السياق، أشارت صحيفة "Financial Times" إلى أن "السعودية وقّعت اتفاقية دفاع متبادل استراتيجية مع باكستان، في إشارة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل بأن المملكة مستعدة لتنويع تحالفاتها الأمنية في إطار سعيها لتعزيز قدراتها الردعية (فايننشال تايمز، 18 أيلول/ سبتمبر 2025).

كما جاء في تقريرها أن هذه الصفقة تعبّر عن توجه المملكة لتنويع شراكاتها الأمنية وسط شكوك متزايدة بشأن الاعتماد على أمريكا. وأضافت أن الاتفاقية تنصّ على أن أي هجوم على أحد الطرفين يُعد هجوما على الطرف الآخر.

وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة "The Guardian" تقريرا بعنوان: "Saudi Arabia and Pakistan sign mutual defence pact as regional tensions escalate"، ذكرت فيه:

"تأتي هذه الروابط الدفاعية المعززة في وقتٍ تتزايد فيه مخاوف دول الخليج من موثوقية الولايات المتحدة كضامن أمني تقليدي لهم، وهي مخاوف ازدادت حدة بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطر (الغارديان، 18 أيلول/ سبتمبر 2025).

نحن المسلمين، بل العالم الحر كله، أمام أكبر تحدٍّ وأعظم امتحان أمام طغيان هؤلاء الصهاينة في غزة وفلسطين عامة، وأمام تهديدهم المباشر للدول الإسلامية التي ترفض الخضوع لهم

ومع مباركتنا لهذا الاتفاق الذي يستهدف تحقيق الدفاع المتبادل والتعاون العسكري الشامل بين البلدين الشقيقين، فإننا نطالب بتوسيع الدائرة لتشمل عددا من الدول الإسلامية، مثل تركيا التي تخطو خطوات واثقة في تطوير الصناعات العسكرية، وقطر بما تملكه من إمكانيات مالية وعلمية متقدمة، وإندونيسيا بما لديها من قدرات عسكرية ولوجستية، إضافة إلى دول أخرى مثل ماليزيا ونيجيريا. وذلك وصولا إلى تحالف إسلامي شامل عسكريا واقتصاديا؛ تحالف يبدأ بالدول المؤمنة بالوحدة، ليُشكّل فعليا "ناتو إسلامي" يحمي سيادة الأمة واستقلالها، ويمنع العدوان، ويوقف جرائم الإبادة بحق غزة، أو على الأقل يمنع تكرارها.

إن العالم اليوم يرى بأمّ عينيه التحدي القانوني والأخلاقي والإنساني الذي تمثّله دولة الاحتلال بقيادة زمرة من الإرهابيين لم يشهد التاريخ مثلهم في الظلم والإبادة والقتل والتجويع والطغيان، حتى فرعون مصر لم يفعل ببني إسرائيل عشر ما فعله نتنياهو ووزراؤه الإرهابيون بأهل غزة.

نحن المسلمين، بل العالم الحر كله، أمام أكبر تحدٍّ وأعظم امتحان أمام طغيان هؤلاء الصهاينة في غزة وفلسطين عامة، وأمام تهديدهم المباشر للدول الإسلامية التي ترفض الخضوع لهم. ومن المعروف أنّ هؤلاء الصهاينة المجرمين لم يكونوا ليتمادوا في جرائمهم لولا الدعم العسكري والسياسي والإعلامي الأمريكي اللامحدود.

وعليه، فإن الولايات المتحدة ودولة الاحتلال تتحملان معا كامل المسؤولية عن هذه الجرائم وعن هذا الطغيان. وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون.

هذا والله أعلم.
التعليقات (0)

خبر عاجل