ملفات وتقارير

بعد خسائره الفادحة في صفقات السلاح.. الاحتلال يروج لنفسه عبر "الشعاع الحديدي"

الضباب والأمطار والغيوم ظروف تقيد عمل منظومة "الشعاع الحديدي" - شركة رفائيل
الضباب والأمطار والغيوم ظروف تقيد عمل منظومة "الشعاع الحديدي" - شركة رفائيل
بعد أن كُشف عنه أول مرة في شباط/فبراير 2014، رغم البدء به عام 2010، أعلنت كل من وزارة الحرب وشركة "رفائيل"، الإسرائيليتان، نجاح التجارب على منظومة "أور إيتان" (الشعاع الحديدي)، التي قالت وزارة الحرب الإسرائيلية إنه من المتوقع أن تدخل الخدمة في سلاح الجو الإسرائيلي نهاية العام الحالي.

Image1_9202519172946864075218.jpg
المنظومة الجديدة ستكون الخامسة إلى جنب أنظمة القبة الحديدية ومقلاع داوود وآرو المضادة للصواريخ التي استُخدمت لاعْتِرَاض آلاف الصواريخ التي أطلقتها حركة حماس وحزب الله اللبناني وإيران والحوثيون في اليمن، حيث يكلف كل اعتراض خزينة إسرائيل المنهكة عشرات ملايين الدولارات يوميا، في حين أن كل صاروخ ينجح في الإفلات من هذه المنظومة قد يحدث دمارا واسعا، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، وهي أعباء اقتصادية قد تُقيد قدرة تل أبيب على خوض حرب طويلة الأمد وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال".

اظهار أخبار متعلقة


أما معهد "إي إن إس إس"، فقد أشار إلى أن 3500 إسرائيلي أصيبوا أثناء حرب الـ12 يوما من الحرب مع إيران، وقتل ثلاثون شخصا على الأقل، كما تم التقدم بـ41 ألف طلب لدى صندوق التعويض التابع لهيئة الضرائب الإسرائيلية.



الإعلان عن المنظومة الليزرية، جاء بالتزامن مع تكبد إسرائيل خسائر فادحة في صفقات السلاح جراء اتساع رقعة العزلة السياسية والاقتصادية ردًا على حرب الإبادة التي تشنها في غزة، حيث بدأت تتوجس المخاوف من خسارتها لما كان يحصنها من العقوبات من خلال صادرات السلاح إلى أوروبا بحسب مجلة إيكونوميست، التي أكدت بأن مبيعات الأسلحة مكّنها من حماية مصالحها لدى دول الاتحاد، ووفر لها أيضا درعا ضد حظر السلاح بسبب حربها على غزة.

وما يثير الشكوك أيضا بشأن توقيت الإعلان عن منظومة "الشعاع الحديدي"، هو عدم انتظار إسرائيل لحين اكمال نشرها، وتتويج ما اعتبرته نصرا عبر توثيق اعتراض صاروخ أو مسيرة إيرانية أو حوثية، خاصة وأن صحيفة نيوزويك أوردت في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، خبر مفاده أن إسرائيل فعّلت للمرة الأولى نظام الدفاع الجوي المعروف باسم "الشعاع الحديدي" لاعتراض الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة، قبل سنتين من الموعد المقرر، فلم لم تستخدم إسرائيل هذه المنظومة خلال حربها مع إيران؟.

الوزارة وجيش الاحتلال، يتوقعان أن يؤدي النظام الدفاعي الجديد، إلى خفض في كلفة الاعتراض، إذ إن إطلاق صاروخ "آرو" يكلّف نحو 3 ملايين دولار، وصاروخ "القبة الحديدية" ما بين 50 و100 ألف دولار، بينما تشغيل الشعاع الحديدي يساوي تقريباً كلفة تشغيل ضوء، وعلى الرغم من أنه يقدم حلا رخيصا وبكميات وفيرة ضد التهديدات، إلا أنه يظل عرضة لصواريخ منخفضة المدى والطائرات دون طيار التي تفلت من رادارها، وفق تقدير خبير الدفاع في معهد واشنطن فرزين نديمي، الذي أكد أن "الشعاع الحديدي سيكون مكملا لنظام القبة الحديدية وسيركز على الدفاع ضد الطائرات دون طيار والقذائف قصيرة المدى".


كما أعلنت وزارة الحرب، أن النظام الليزري "إيرون بيم"، أو "الشعاع الحديدي" أصبح عملياً قابلاً للنشر، وأن سلسلة بطاريات كاملة ستوزع خلال الأشهر المقبلة في مختلف المناطق، وهو تصريح يُعد غريبا في وقت ما زالت فيه دول مثل الولايات المتحدة، إنكلترا، روسيا، الصين، ألمانيا واليابان، تعمل على تطوير أنظمة مشابهة، فيما أفادت مجلة ذا ناشيونال إنترست، إن المواصفات والتفاصيل المتعلقة بهذه المنظومة ما زالت سرية للغاية.
 
آلية عمل "الشعاع الحديدي"
يعتمد النظام – بحسب وزارة الحرب الإسرائيلية- على طاقة ضوء الليزر التي تتحرك أسرع بكثير من أي صاروخ اعتراضي في الترسانة الإسرائيلية، وتتيح هذه السرعة إمكانية تدمير الصواريخ أو الطائرات المسيّرة في مرحلة مبكرة، ويعني ذلك فرصاً متكررة لإصابة الهدف في حال الإخفاق الأولي، كما ويقلّص الحاجة إلى إطلاق صفارات الإنذار أو الدعوة للاختباء في الملاجئ إلا في الحالات التي وصفت بـ"النادرة" التي يخطئ فيها الليزر هدفه.

وعلى صعيد المواصفات، يعد "لايت بيم"، هو الأصغر ويمكن تركيبه على مركبات فردية للقوات البرية بطاقة 10 كيلوواط، فيما يُثبّت الـ"إيرون بيم" على شاحنات كبيرة ولا يصلح أن يكون كوحدة إضافية صغيرة.


ويتراوح مدى النظام الليزري والذي سيتمركز على الأرض، ما بين مئات الأمتار إلى عدة 7 كيلومترات، ويقوم الليزر بتسخين قذيفة الهدف في المناطق المعرضة للخطر، بما في ذلك محركها أو رأسها الحربي، حتى يدمر المقذوف، وعلى عكس الصاروخ الذي ينفجر فور اصطدامه، يتطلب الليزر عدة ثوان من الاتصال بجسم ما لتوليد طاقة كافية لتدميره، ومن المخاوف التي لا تزال تشغل بال المصنعين للشعاع الحديدي أن بعض الصواريخ أو القذائف قد تكون مغلفة بمادة مقاومة للحرارة، ما قد يجعل النظام الجديد عديم الفائدة

 وقال ساشا بروخمان، زميل الأبحاث الزائر في التحليل الدفاعي والعسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن، لشبكة "سي أن أن": الشعاع الحديدي قد يكون مغيرا لقواعد اللعبة بالنسبة لإسرائيل، لكنه سيظل مجرد طبقة أخرى من منظومة الدفاع، حيث شكك في أن يكون فعالًا ضد الصواريخ الباليستية.

ما عيوب "الشعاع الحديدي"
 وحول عيوب أنظمة الليزر، يتحدث عوديد بن دافيد، نائب المدير العام في مجال الاستخبارات في شركة ألبيرت سيستيمز، التي ساهمت في تطوير المنظومة الجديد، قائلا، إن:" أحد العيوب في أنظمة الليزر فائقة القوة، اعتمادها على الظروف الجوية، مثل الغيوم والضباب، ومن الطرق للتغلب على هذا القيد نقل هذه الأنظمة إلى الجو، بحيث تُعترَض الأهداف من خلال منصات جوية، بهذه الطريقة فقط نتغلب على هذا العيب، ونحصل على مرونة عملياتية عالية جداً".


وتتمثل صعوبة عمل نظام الليزر في فصل الشتاء وأوقات سقوط الأمطار وحلول الضباب، وهذا يعني أن الرهان على مثل هذا الحلم لن يحقق لـ"إسرائيل" الأمن والأمان الكاملين في حال حدوث مواجهة عسكرية في ذروة فصل الشتاء على أي من الجبهات، إذ تعبّر الأوساط الإسرائيلية عن خشيتها من ذلك، وتدرك أن مثل هذا النوع من السلاح يبقى محدود الفعالية، ولا يستطيع اعتراض الصواريخ الثقيلة ذات الطراز الجديد.

أستاذ الهندسة والتكنولوجيا وسياسة الأمن القومي في برنامج العلوم والتكنولوجيا والمجتمع في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا بأميركا ثيودور بوستول، قال:" رغم قوة نظام الشعاع الحديدي ، إلا أنه سيكون من الصعب عليه تدمير أشياء مثل صواريخ المدفعية التي تتميز ببنيتها القوية جدا".

وبحسب تقرير نشرته الجزيرة في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، أستند بريستول في توضيحه لأسباب الإخفاق المتوقع في هذه المهمة إلى أن شعاع الليزر في هذا النظام الدفاعي يركز على بقعة صغيرة جدا بالصاروخ المستهدف، ويقوم بتغيير تركيز واتجاه الشعاع اعتمادا على المدى الذي يأتي منه الهدف، وقد يكون التقدير تقريبيا جدا، ويمكن إحداث "بقعة مضيئة" مساحتها ما بين 1 و2 سم على هدف يأتي من مدى 5 كلم، وهذا كاف لإحداث ثقب في غلاف محرك الصاروخ عندما تركيز الشعاع على البقعة لثانية أو ثانيتين، لكن الحفاظ على استقرار الشعاع في مكان واحد أثناء محاولة إضاءة منطقة صغيرة على صاروخ متسارع لعدة ثوانٍ ، يعد إنجازا تقنيا صعبا للغاية، وهو ما يقلل بشكل كبير من قدراته في صد صواريخ المدفعية القصيرة المدى، والتي عادة ما يكون وقت طيرانها بحدود ثانيتين.

ويضيف: "هناك مشكلة أخرى مهمة سيواجهها الشعاع الحديدي، وهي أن الغبار والدخان الموجود في الهواء سيقلل من كثافة وتركيز الليزر، وهذه العوامل ستحد من قدرته على التعامل مع الصواريخ"، ويرى بريستول أيضا أنه لن يكون فعالا مع "الطائرات من دون طيار" رغم أنها هشة وليست بقوة الصواريخ، وتكمن المشكلة في أن الأمر سيستغرق ثانيتين أو أكثر حتى يحدد النظام أنه دمر طائرة من دون طيار، ويستغرق الأمر بعد ذلك ثانية أو ثانيتين للحصول على هدف جديد، وقد لا يبدو هذا وقتا طويلاً للغير المختصين في شؤون الحرب، ولكن إذا كنت تحاول التعامل مع هجوم يتضمن عشرات أو مئات الطائرات من دون طيار، فقد يكون نظام الشعاع الحديدي غير فعال، كما يدعي المروجون له".
الشعاع الحديدي لن يعزز القبة الحديدية
ويتفق الأستاذ المشارك في بحوث العمليات بجامعة بروك الكندية مايكل أرمسترونغ مع ما ذهب إليه بريستول من أن الليزر ليس مثاليا في الاستهداف، ويقول: "تحتاج الأنظمة القائمة عليه إلى التركيز لمدة لا تقل عن بضع ثوانٍ لكل هدف، لتسخينه بما يكفي ولجعله يشتعل أو ينفجر، لذلك يمكن أن يُربكهم إطلاق عدد كبير جدا من الصواريخ في الوقت نفسه (أي دفعة واحدة)، تماما مثل القبة الحديدية، كما أن فعالية الليزر تعتمد أيضا على شفافية الهواء، فالأمطار والسحب تشتت أشعة الليزر وتجعلها غير فعالة

وانطلاقا من هذه الإشكاليات، يعتقد أرمسترونغ أن "المهاجمين الذي يعلمون أن الطرف الآخر يمتلك هذا النظام الدفاعي، يمكنهم إطلاق الصواريخ بكميات كبيرة، كما يمكنهم إطلاقها أثناء الأحوال الجوية السيئة مثل عاصفة ممطرة، أو يمكنهم نشر حواجز من الدخان لمنع أشعة الليزر، ويستطيعون أيضا استخدام بعض التدابير المضادة مثل الأسطح العاكسة التي يتم دهان الصاروخ بها لتحويل نظام الليزر أو إرباكه".

الاحتلال يُعيد تدوير نفسه
تحاول إسرائيل الترويج لصناعاتها العسكرية وإعادة تدوير نفسها في السوق العالمية، لكسر عزلتها التي استدعت رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو لإطلاق تحذير غير مسبوق بشأن مستقبل الاقتصاد الإسرائيلي، ونقلت صحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل" عن نتنياهو قوله، خلال اجتماع عقد في وزارة المالية بالقدس في 15 أيلول/ سبتمبر: "إسرائيل تعيش في حالة من العزلة"، مشدّد على أن الأولوية القصوى ستكون ضمان الجاهزية الدفاعية لإسرائيل، محذّرًا من احتمال فرض قيود على التعاون الدفاعي مع شركاء أجانب.


وألقى نتنياهو باللوم على التحولات الديموغرافية في أوروبا، معتبرًا أن تزايد أعداد المسلمين هناك يدفع عددًا من الساسة الأوروبيين إلى تبني مواقف أكثر تشددًا تجاه إسرائيل، وصولًا إلى فرض قيود على التعاون التجاري معها.

وفي وقت استحوذت السوق الأوروبية وحدها على 54 بالمئة من إجمالي صادرات السلاح الإسرائيلي، مدفوعة أساسا بالمخاوف الأوروبية المتصاعدة من تهديدات الطائرات المسيّرة في أعقاب الحرب في أوكرانيا، إلا أن حاجاي عميت، المتخصص في اقتصاديات الدفاع يقول لصحيفة "ذا ماركر"، أن:" حرب غزة بدأت تُلقي بظلالها على مسار الصفقات الجديدة، وهو ما انعكس في تعليق صفقة تسليح كبرى مع إسبانيا، وبحسب عميت، فإن الصناعات الدفاعية الإسرائيلية تواجه اليوم تحديات سياسية متنامية على الساحة الدولية، من شأنها أن تحد من استمرارية هذا النمو السريع، ويتوقع أن تواجه الشركات الإسرائيلية صعوبات في تأمين المكونات الأساسية لمنتجاتها، إضافة إلى فقدان صفقات وفرص تجارية مهمة، ما يفاقم من عجز الموازنة ويضع الحكومة الإسرائيلية أمام تحديات في تمويل الجيش وتجديد مخزون الأسلحة.

الطرح ذاته تبناه ديان شموئيل إلماس مراسل الشؤون الجيوسياسية في صحيفة "غلوبس"، الذي يعتقد أن الصناعات العسكرية الإسرائيلية تجد نفسها اليوم أمام جدار أوروبي متماسك من القيود والحظر، يهدد مكانتها كمصدر رئيسي للأسلحة والتكنولوجيا الدفاعية في العالم، وإذا استمرت هذه الإجراءات في التوسع، يقول شموئيل فإنها "لن تقتصر على الخسائر الاقتصادية، بل ستنعكس على القدرات العملياتية للجيش الإسرائيلي ذاته، مرجحا إقبال إسرائيل على مرحلة غير مسبوقة من العزلة العسكرية والدفاعية.

اظهار أخبار متعلقة


في هذا السياق، يرى عوديد يارون، مراسل صحيفة "هآرتس" المتخصص في شؤون التكنولوجيا والصناعات العسكرية، أن الصناعات العسكرية، التي تشكل قلب القوة الإسرائيلية، باتت مهددة بخسائر متنامية من شأنها أن تُضعف موقع إسرائيل الدولي على المدى القريب والمتوسط
وضح أن التطورات الأخيرة تكشف أن إسرائيل تقف على مفترق طرق، حيث تتحول من قوة عسكرية تعتمد على تصدير السلاح كرافعة اقتصادية ودبلوماسية، إلى دولة مثقلة بتبعات العزلة الدولية.

أوروبا تفاجئ إسرائيل
وتحت عنوان "أوروبا تفاجئ الجميع: هذا تهديد لأمننا القومي"، تناول أودي عتصيون، محرر الشؤون الاقتصادية في موقع "واللا"، تداعيات إلغاء العقود العسكرية مع إسبانيا، واستبعاد الشركات الإسرائيلية من المعارض الدولية، على مستقبل الصناعات الدفاعية في إسرائيل، وذكر أن الحكومة الإسرائيلية وعدت بضخ استثمارات ضخمة في شركات مثل "رافائيل" و"إلبيت" وصناعات الطيران، لضمان الاستقلال الصناعي، مع الاعتماد على نمو الصادرات للحفاظ على التقدم التكنولوجي والقدرة التنافسية عالميا، لكن، بحسب عتصيون، فإن الواقع الحالي بات يشكل عائقا حقيقيا أمام الصناعات الدفاعية، رغم أن الأسلحة الإسرائيلية أثبتت فاعليتها في المعارك، حيث يتم تطويرها من قبل خبراء ومهندسين عسكريين لهم تجارب ميدانية مباشرة

من يمتلك الشعاع الحديدي أيضا؟
جربت حكومات أخرى أنواعًا مختلفة من أنظمة الليزر، واختبرت البحرية الأمريكية أسلحة ليزر عالية الطاقة يمكنها تدمير الطائرات في منتصف الرحلة وعرضت بريطانيا مؤخرًا سلاحًا يعمل بالطاقة الليزرية يمكن استخدامه ضد التهديدات الجوية، كما قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن الصين وروسيا تعملان على تطوير نظام يمكنه استهداف الأقمار الصناعية، ومن غير الواضح ما إذا كانت إيران قد طورت نظام دفاع ليزر خاص بها، وفي 2022، قالت إيران إنها قادرة على تصنيع أسلحة الليزر للدفاع عن المناطق الحساسة، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية.

ومع ذلك، يشتبه في أن إيران تمتلك سلاح الليزر "الصياد الصامت" الصيني الصنع، حسبما قال الخبراء، مضيفين أن الليزر ليس بنفس قوة تلك المصممة للشعاع الحديدي، إلا أن أي من تلك الدول لم تعرض حتى اللحظة لقطات عملياتية توثق نجاح هكذا منظومات
التعليقات (0)