صحافة دولية

فنانون عالميون يطالبون بوقف "تطبيع الرعب" في غزة عبر فيلم قصير عن الأطفال الضحايا (شاهد)

نجوم عالميون يوحدون أصواتهم لفضح جرائم الاحتلال ضد أطفال غزة - جيتي
نجوم عالميون يوحدون أصواتهم لفضح جرائم الاحتلال ضد أطفال غزة - جيتي
أطلق عدد من الفنانين والمشاهير العالميين، بينهم الممثل الأسترالي غاي بيرس، والمغنية البريطانية آني لينوكس، والنجمة فانيسا ريدغريف، حملة مؤثرة تدعو إلى إنهاء ما وصفوه بـ"تطبيع الرعب" المتمثل في قتل الأطفال في غزة، من خلال فيلم قصير جديد أنتجته منظمتا "أنقذوا الأطفال"و"تشوز لوف".

يعتمد الفيلم على قصيدة كتبها الشاعر البريطاني مايكل روزن عام 2014 بعنوان "لا تذكروا الأطفال"، والتي جاءت ردا على حظر الحكومة الإسرائيلية آنذاك إعلانًا إذاعيا يذكر أسماء أطفال قضوا في غزة. 
وتُفتتح القصيدة بعبارات صادمة: "لا تذكروا الأطفال. لا تذكروا أسماء الأطفال القتلى. يجب ألا يعرف الناس أسماء الأطفال القتلى."



وقال بيرس لصحيفة الغارديان: "حين قرأت القصيدة لأول مرة، شعرت بصدمة عميقة. أوامر روزن القاسية تنفذ مباشرة إلى أرواحنا وتجبرنا على مواجهة قسوة محو طفل من الوجود، محو اسمه وذكراه وحياته". 

وأضاف: "المشاركة في هذا العمل بالنسبة لي مسألة ضمير، فكل يوم يُقتل أو يُعاق أو يُجوّع أطفال في غزة. لا يمكننا السماح بتحويل هذه المأساة إلى أمر اعتيادي. الصمت هنا يعني التواطؤ".

شارك في الفيلم عدد من الأسماء البارزة الأخرى، من بينهم الممثلون أمبيكا مود، جويلي ريتشاردسون، جولييت ستيفنسون، دينيس غوف، خالد عبد الله، زاوي آشتون، وإنديرا فارما، إضافة إلى الإعلاميتين لورا ويتمور وناديا سوالها، وعارضة الأزياء بوبي دليفين، والطبيب الفلسطيني البريطاني مو مصطفى، والناشط ستيفن كابوس، إلى جانب الشاعر روزن نفسه.

ويترافق المشروع مع دعوات جديدة من المنظمتين البريطانيتين للحكومة في لندن بوقف "تواطئها في المأساة المستمرة بغزة والضفة الغربية"، والمطالبة بوقف فوري لجميع صفقات السلاح مع الاحتلال الإسرائيلي، ومحاسبة المتورطين، واتخاذ خطوات حاسمة لإنهاء الاحتلال.

اظهار أخبار متعلقة


وقال بيرس في رسالته: "لقد شاهد العالم صورا مروعة لأطفال غزة، لكن مرور الوقت يحمل خطرا كبيرا يتمثل في التبلد أو تجاهل الألم، بل وتبريره من قبل الجناة أو حلفائهم. بساطة هذه القصيدة لا تسمح بالهرب من الحقيقة".

أما المخرج والكاتب البريطاني المصور ميسان هاريمان، الذي قاد المشروع، فأكد أن "أطفال غزة عانوا على مدى ما يقارب العامين من سلسلة لا تنتهي من الفظائع، من تدمير منازلهم ومدارسهم ومستشفياتهم، إلى استخدام التجويع كسلاح حرب، بينما يواصل العالم صمته".

وبحسب وزارة الصحة في غزة، فقد استشهد ما لا يقل عن 20 ألف طفل منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، فيما تشير تقديرات مستقلة إلى أن الأعداد قد تكون أعلى بكثير.

من جانبه، قال الشاعر مايكل روزن: "كتبت قصيدتي قبل 11 عاما ردا على محاولة إسكات ذكر أسماء الأطفال الذين قتلوا في غزة. من المأساوي أن تظل القصيدة صالحة اليوم، بل إن الوضع بات أسوأ بكثير. خلف كل رقم هناك اسم لطفل ومستقبل سُرق منه. محو أسمائهم هو محو لإنسانيتهم، وعلينا مقاومة ذلك بكل السبل".

وأكدت منظمة "أنقذوا الأطفال" أنها تعمل في غزة منذ عقود عبر مراكز للرعاية الصحية الأولية وبرامج لمعالجة سوء التغذية، لكنها أوضحت أنها لم تتمكن منذ الثاني من آذار/مارس الماضي من إدخال أي مساعدات خاصة بها إلى القطاع المحاصر.

الفيلم، الذي حظي بتفاعل واسع، يعكس رسالة واضحة: أطفال غزة ليسوا أرقاما، بل أسماء وأحلام وذكريات لا يجوز السماح للعالم بنسيانها.
التعليقات (0)

خبر عاجل