أصدرت محكمة أمريكية في مانهاتن، الخميس، حكماً بسجن
نادين مينينديز، زوجة
السيناتور السابق عن ولاية نيوجيرسي بوب مينينديز، مدة أربع سنوات ونصف، بعد إدانتها في قضية
فساد دولي ارتبطت بملف رشى شمل سبائك ذهب ومبالغ مالية ضخمة.
وكانت هيئة المحلفين قد أدانت نادين، البالغة من العمر 58 عاماً، في نيسان/ أبريل الماضي بجميع التهم الموجهة إليها، وعددها 15 تهمة، تضمنت الرشوة والاحتيال، وذلك بعد ثبوت قبولها أموالاً ومنافع بمئات الآلاف من الدولارات مقابل قيام زوجها باستغلال منصبه لخدمة رجال أعمال في نيوجيرسي وتسهيل مصالح متصلة بمصر.
وأصدر الحكم القاضي الفيدرالي سيدني ستاين في المحكمة الجزئية بمانهاتن، ليضيف فصلاً جديداً إلى واحدة من أبرز قضايا الفساد السياسي التي هزت الكونغرس الأمريكي في السنوات الأخيرة.
اظهار أخبار متعلقة
سجن بوب مينينديز 11 عاماً
كما طالت القضية كذلك السيناتور السابق بوب مينينديز، الذي ظل يمثل ولاية نيوجيرسي في مجلس الشيوخ قرابة 18 عاماً ونصف العام، وكان يرأس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس حتى سقوطه في القضية.
وفي كانون الثاني/ يناير الماضي، صدر حكم بالسجن 11 عاماً ضد مينينديز، بعد إدانته في محاكمة منفصلة بتلقي رشاوى تضمنت سبائك ذهب وسيارة فارهة وأموالاً نقدية، مقابل تقديم خدمات سياسية لصالح القاهرة والتدخل في ملاحقات قضائية داخلية لصالح رجال أعمال أمريكيين.
وقد اعتبر ممثلو الادعاء أن القضية تجسد "أحد أكثر أشكال الفساد العام وقاحة"، في إشارة إلى ما وصفوه باستغلال مباشر لسلطة عضو مجلس الشيوخ مقابل هدايا شخصية.
اظهار أخبار متعلقة
تفاصيل الاتهامات
وتعود بدايات القضية إلى أيلول/ سبتمبر 2023، عندما وجه الادعاء الفيدرالي في مانهاتن لائحة اتهامات إلى بوب مينينديز وزوجته نادين، تضمنت الرشوة والفساد وتلقي مئات الآلاف من الدولارات مقابل استغلال منصبه السياسي.
وتشير وثائق التحقيق إلى أن مينينديز ساعد في تمرير صفقات عسكرية لصالح القاهرة بلغت قيمتها نحو 2.56 مليار دولار، كما نقل معلومات حساسة من وزارة الخارجية الأمريكية إلى زوجته، التي قامت بتمريرها بدورها إلى رجل أعمال
مصري على صلة بمسؤولين حكوميين.
كما أظهرت الأدلة رسائل نصية أرسلتها نادين إلى مسؤولين مصريين عام 2020، تباهت خلالها بنفوذ زوجها، مؤكدة استعدادها لتلبية أي طلبات بشكل مباشر.
وفي عام 2021، التقى مينينديز أحد كبار مسؤولي المخابرات المصرية في واشنطن، حيث ناقش الطرفان ملفات تتعلق بحقوق الإنسان في مصر، بحسب ما ورد في لائحة الاتهام.
الاستقالة تحت الضغط
وبعد إدانته العام الماضي، وجد مينينديز نفسه تحت ضغط سياسي وإعلامي متزايد، خاصة بعد العثور على سبائك ذهب ومبالغ نقدية كبيرة في منزله. ورغم مقاومته المطالبات بالاستقالة لعدة أشهر، اضطر في النهاية إلى ترك مقعده في مجلس الشيوخ في آب/أغسطس 2024.
مينينديز، الذي يقضي حالياً عقوبته في سجن منخفض الحراسة بولاية بنسلفانيا، بات أول سيناتور في تاريخ الولايات المتحدة تتم إدانته بتهمة العمل كـ"عميل لصالح دولة أجنبية"، وهي سابقة وُصفت بأنها ضربة قوية لصورة المؤسسة التشريعية الأمريكية.
أما نادين، فكانت محاكمتها قد تأجلت سابقاً بسبب خضوعها لعلاج من مرض سرطان الثدي، قبل أن تستكمل إجراءاتها هذا العام وتنتهي بالحكم الصادر اليوم.
بهذا الحكم، تُطوى صفحة أخرى في واحدة من أبرز قضايا الفساد السياسي المرتبطة بتقاطع المال والسياسة الخارجية الأمريكية، وسط تساؤلات واسعة حول أبعادها وانعكاساتها على العلاقات بين واشنطن والقاهرة.