صحافة دولية

WP: هجوم "إسرائيل" على قيادة حماس في قطر "خطأ تكتيكي" يكشف ضيق خيارات نتنياهو

مسؤول قطري يؤكد وجود تعهد أمريكي إسرائيلي مسبق بعدم استهداف قادة حماس في الدوحة- الأناضول
مسؤول قطري يؤكد وجود تعهد أمريكي إسرائيلي مسبق بعدم استهداف قادة حماس في الدوحة- الأناضول
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا لديفيد إغناطيوس قال فيه، إن هجوم حكومة بنيامين نتنياهو ضد قطر ضيق من خيارات إسرائيل، وتساءل عن الطريق الآن لوقف الحرب؟.

وقال إن الضربة الإسرائيلية على القيادة السياسية لحماس في العاصمة القطرية، بهدف فرض إنهاء حرب غزة، تبدو خطأً تكتيكيا إسرائيليا نادرا، فلم يسفر الهجوم عن مقتل كبار قادة حماس، لكنه حطم إحدى القنوات القليلة لوقف الصراع.
 
وكشف الهجوم الثلاثاء أن امتدادات حرب غزة وكابوسها الذي لا مهرب منه، عندما سقطت الصواريخ الإسرائيلية، على فيلا بالعاصمة القطرية الدوحة، حيث كانت قيادة حماس مجتمعة لمناقشة "العرض النهائي" للسلام من الرئيس دونالد ترامب، والذي نقله إليهم مسؤول قطري رفيع المستوى يوم الاثنين، ووفقا لمتحدث قطري فقد جاء اتصال من البيت الأبيض للتحذير من الهجوم وسط دوي انفجارات، وفقا لمتحدث قطري.

وكان رد فعل المسؤولين القطريين هو الشعور بالصدمة والإحباط، وبدا أن الضربة ستدمر على الأرجح دور قطر كوسيط في الصراع، مزيلة بذلك القناة الأكثر موثوقية لنقل الرسائل إلى قادة حماس في غزة.

 ويقول إغناطيوس إن مصادر قطرية أخبرته أن "إسرائيل" والولايات المتحدة وعدتا الشهر الماضي بعدم استهداف مسؤولي حماس على أراضي قطر، لكن هذا الوعد ثبت أنه فارغ، وقد أصبحت قطر الآن ضحية لهجوم من "إسرائيل" وإيران في الحرب الإقليمية المتوترة التي بدأت في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

اظهار أخبار متعلقة


ويظهر الهجوم الإسرائيلي الخطير أن الرئيس نتنياهو يشن هجوما شاملا لإجبار حماس على الاستسلام في حرب غزة، كما يبدو أنه الآن مصمما، بل ويائسا على الأرجح، على تدمير حماس لدرجة أنه يخرق الأعراف والقيود السابقة، ويقول إغناطيوس، إذا كنت تبحث عن صورة أدبية مشابهة، فتذكر تلك اللحظة في رواية "موبي ديك" عندما "دمر الكابتن أهاب رباعيته وشرع في مطاردته للحوت الأبيض".

وقال الكاتب إن الرد الأمريكي كان لاذعا من السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، التي قالت إن "القصف الأحادي الجانب لدولة تعمل بجد وشجاعة للتوسط في السلام لا يخدم الأهداف الإسرائيلية أو الأمريكية"، وأصدر قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا إدانات أشد.

وفي يوم الأحد، حذر ترامب من أن الأحداث في غزة وصلت إلى ذروتها، ونشر على مواقع التواصل الاجتماعي أنه اقترح صفقة نهائية تتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين، وكتب على موقع "تروث سوشيال": "لقد قبل الإسرائيليون شروطي، وحان الوقت لحماس أن تقبلها أيضًا"، وأضاف: "لقد حذرت حماس من عواقب عدم القبول، هذا تحذيري الأخير، ولن يكون هناك تحذير آخر!".

ويشمل اقتراح ترامب حسب وصف مسؤول إسرائيلي على الخطوات التالية: في اليوم الأول، ستفرج حماس عن جميع الأسرى البالغ عددهم 48، 20 منهم أحياء و28 جثة، وستنسحب إسرائيل من غزة بالكامل وتبدأ في إطلاق سراح حوالي 1,000 فلسطينيا، وفي اليوم الثاني، سيتولى ترامب شخصيا مسؤولية المفاوضات المتعلقة بالانتقال السياسي وإعادة الإعمار في غزة.

ووصف مصدر عربي تسلسل الأحداث، فقد التقى رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بممثلي حماس يوم الاثنين لعرض مقترح أرسله ترامب مع ستيف ويتكوف الأسبوع الماضي في باريس، وقرر ممثلو حماس، وربما كان من بينهم بعض الذين وصلوا لتوهم من تركيا، الاجتماع مجددا يوم الثلاثاء لمناقشة المقترح، أما إسرائيل، التي يفترض أنها كانت على علم باجتماع المجموعة في الدوحة، فقد اختارت الهجوم.

 وأكدت حماس أن الغارة لم تقتل خليل الحية وبقية القيادات البارزة، ولكنها قتلت ابنه وعددا من المرافقين وضابط أمن قطري، ويعلق الكاتب أن الخطأ مثير للدهشة من طيران إسرائيلي قتل قيادات حماس في غزة وقادة حزب الله في لبنان وقادة إيرانيين.

وبالنسبة لقطر، يعد الهجوم نتيجة مرة لمحاولات حثيثة لمساعدة إدارة ترامب في التوسط في اتفاقيات السلام، ليس فقط في غزة، بل أيضا في النزاعات بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأرمينيا وأذربيجان. كما ساعد القطريون في تحرير رهائن أمريكيين في فنزويلا وروسيا، وفقا لمسؤولين قطريين وأمريكيين.

وخشيت قطر من هجوم بعد أن حذر إيال زامير، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، في 31 آب/ أغسطس من أن "معظم قادة حماس المتبقين هم في الخارج، وسنصل إليهم أيضا"، وسعت قطر للحصول على ضمانات من جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) والبيت الأبيض بأن مثل هذا الهجوم لن يحدث على الأراضي القطرية، وقد قدمت التعهدات، وكان هجوم الثلاثاء "مفاجأة تامة"، حسب مسؤول قطري.

اظهار أخبار متعلقة


بالنسبة لنتنياهو وترامب، السؤال هو: ماذا بعد؟ كلاهما يطالب باستسلام حماس، لكن كيف سيتفاوضون عليه مع انقطاع القناة القطرية، واحتمال عرقلة المسار المصري الموازي؟، وبتقويض الخيارات الدبلوماسية لإنهاء الصراع، ضيقت إسرائيل طريقها للمضي قدما، قد يكون خيارها الوحيد الآن هو إعادة احتلال معظم غزة عسكريا، وهو أمر يقول المسؤولون الإسرائيليون إنهم يرغبون بشدة في تجنبه.

ويواصل نتنياهو مسيرته نحو تحقيق رؤيته للنصر الكامل في غزة. لكن خاطر بأفعال يوم الثلاثاء، بتدمير أحد المسارات القليلة المؤدية إلى تسوية تفاوضية لهذا الصراع المدمر والمرهق.
التعليقات (0)

خبر عاجل