سياسة دولية

احتجاجات متصاعدة في فرنسا تحت شعار "لنغلق كل شيء" (شاهد)

احتجاجات "لنغلق كل شيء" تشل الحركة وتربك حكومة ماكرون الجديدة- جيتي
احتجاجات "لنغلق كل شيء" تشل الحركة وتربك حكومة ماكرون الجديدة- جيتي
تشهد فرنسا اليوم الأربعاء، موجة احتجاجات على الطرق السريعة نظمتها حركة ترفع شعار "لنغلق كل شيء"، أدت إلى تعطيل حركة المرور واعتقال عشرات المحتجين، فيما نشرت قوات الأمن في أنحاء البلاد لمواجهة التصعيد.

وظهرت الدعوات للاحتجاج عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وسرعان ما قورنت هذه التحركات بحركة "السترات الصفراء" التي اندلعت عام 2018 احتجاجًا على ارتفاع أسعار الوقود، لكنها تطورت إلى حركة أوسع نطاقًا ضد الرئيس إيمانويل ماكرون وخططه للإصلاح الاقتصادي.

وقالت الحركة، التي يقول محللون ومسؤولون إنها نشأت في البداية بين الجماعات اليمينية قبل أن يسيطر عليها اليسار واليسار المتطرف، إن النظام السياسي الفرنسي لم يعد يحقق أهدافه المعلنة وأن البلاد بحاجة إلى إعادة ترتيب ديمقراطي شامل.


خلفية سياسية متوترة
تأتي هذه الاحتجاجات بعد إطاحة البرلمان برئيس الوزراء فرانسوا بايرو قبل يومين في تصويت على الثقة، وعين ماكرون خلفًا له خامس رئيس وزراء له في أقل من عامين، وهو سيباستيان لو كورنو.

وقد أعلنت أحزاب معارضة، بينها "فرنسا الأبية" اليسارية عن نيتها تقديم اقتراح بحجب الثقة عن لو كورنو، في حين أشار حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف إلى استعداده للتعاون مؤقتًا مع الحكومة الجديدة.

قال وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، للصحفيين إن نحو 50 شخصًا يرتدون أقنعة حاولوا بدء حصار في مدينة بوردو، بينما شهدت تولوز تعطيلًا مؤقتًا لحركة المرور نتيجة حريق كابل تم السيطرة عليه سريعًا.
 
وأضاف روتايو أن بعض التحركات وقعت أيضًا في العاصمة باريس، حيث اعتقلت الشرطة 75 شخصًا حتى الآن دون الكشف عن تفاصيل المواقع أو أسباب الاعتقال.

وفي مناطق أخرى، أبلغت شركة فينسي المشغلة للطرق السريعة عن احتجاجات في مرسيليا ومونبلييه ونانت وليون، أدت إلى تعطيل حركة المرور بشكل مؤقت. وأشار روتايو إلى نشر 80 ألف عنصر أمني في جميع أنحاء البلاد، بينهم 6 آلاف في باريس، في وقت توقعت وسائل إعلام محلية مشاركة نحو 100 ألف شخص في هذه الاحتجاجات.

اظهار أخبار متعلقة


أهداف الحركة والدوافع
تعد حركة "لنغلق كل شيء" مبادرة مستقلة عن الأحزاب السياسية والنقابات، ويشرف عليها نحو عشرين شخصًا وفق صحيفة "لو باريزيان". وتهدف إلى شل الحركة العامة في فرنسا احتجاجًا على مشروع ميزانية الحكومة التي اقترحها رئيس الوزراء السابق فرانسوا بايرو، والذي يهدف إلى تقليص النفقات بنحو 43.8 مليار يورو للحد من العجز المالي المتنامي.

وتشمل بنود المشروع المثيرة للجدل إلغاء يومي عطلة رسمية وخفض نفقات الصحة بمقدار 5 مليارات يورو، ما أثار استياء شعبي واسع وأشعل شعورًا بالظلم الاجتماعي لدى فئات من المواطنين الفرنسيين
.
شهدت المدن الفرنسية الكبرى مثل باريس ومرسيليا ومونبلييه ونانت وبوردو وتولوز تحركات احتجاجية متفاوتة الحجم، تراوحت بين قطع الطرق السريعة وحرائق متفرقة، نجحت قوات الأمن في احتوائها بسرعة في بعض الحالات.

وقال روتايو إن السلطات نشرت قوات كبيرة لمنع تفاقم الاحتجاجات وتحويلها إلى أعمال عنف واسعة، مضيفًا أن "هناك مخاطر من تجمعات كبيرة قد تؤدي إلى اضطرابات في مختلف أنحاء البلاد".
التعليقات (0)

خبر عاجل