قدمت إدارة متجر
"
هارودز" الفاخر في العاصمة البريطانية لندن، طلبا رسميا إلى السلطات المحلية
لإزالة التماثيل التي تجسد مالكه السابق، الملياردير المصري الراحل محمد الفايد، من
القاعة المصرية والسلالم المتحركة الشهيرة داخل المتجر، في خطوة وصفت بأنها محاولة
لـ"محو بصمته" بعد تصاعد الاتهامات ضده.
وبحسب شبكة الـ "
السي إن إن" يأتي هذا التحرك بعد أن كشف فيلم وثائقي بثته هيئة الإذاعة البريطانية عام
2024، شهادات أكثر من 20 موظفة سابقة اتهمن الفايد بالاعتداء الجنسي، فيما قالت شرطة
العاصمة لندن، في تصريح للشبكة، إنها تحقق في شكاوى مقدمة من أكثر من 140 ضحية مزعومة.
وتشير بعض الشهادات إلى أن الاعتداءات وقعت في مواقع متعددة، بينها مبنى فاخر يملكه
الفايد في لندن، وفندق "ريتز" في باريس، إضافة إلى "فيلا وندسور"
التاريخية.
ويتضمن الطلب المقدم
إلى مجلس كنسينغتون وتشيلسي خططًا لإعادة تطوير القاعة المصرية والسلالم المكونة من
خمسة طوابق، والتي تضم 16 تمثالا نصفيا ضخما لوجه الفايد على هيئة فرعون، إلى جانب
عناصر مستوحاة من التراث المصري مثل تماثيل الملكة نفرتيتي، والإدارة الحالية أكدت
أن تلك الرموز أصبحت "تذكيرًا بصريًا مؤلمًا" بالجرائم المزعومة.
وقال متحدث باسم
"هارودز" لشبكة "سي إن إن" إنه منذ انتقال الملكية عام 2010 إلى
جهاز قطر للاستثمار، استثمرنا بكثافة لإعادة المتجر إلى إرثه العريق، مع الحفاظ على
مكانته التاريخية، وبعد الاستماع إلى شهادات الناجيات، قررنا تسريع مشروع إعادة تطوير
السلالم المصرية"، مشيرا إلى أن أي تغييرات في مبنى محمي قانونيًا تتطلب موافقات
تخطيطية وهندسية معقدة، ومن المقرر البت في الطلب بحلول 22 تشرين الأول / أكتوبر المقبل.
اظهار أخبار متعلقة
وبالتوازي مع الخطط
الهندسية، أطلقت إدارة المتجر برنامجًا للتعويضات تلقت فيه أكثر من 100 ناجية استشارات
قانونية ومبالغ مالية، بينما تدرس الشركة رفع دعاوى قانونية ضد ورثة الفايد للمساهمة
في تغطية التعويضات، وذكرت الإدارة أنها قدمت طلبا إلى المحكمة العليا لتعيين منفذين
مستقلين لإدارة تركة الفايد بما يسمح للضحايا بالمطالبة بحقوقهم.
الجدير بالذكر أن محمد
الفايد، المولود في الإسكندرية عام 1929، اشترى "هارودز" عام 1985، قبل أن
يبيعه لجهاز قطر للاستثمار عام 2010، وقد عرف باستخدامه عناصر من التراث المصري في
تصميم المتجر، ما جعل القاعة المصرية والسلالم إحدى أبرز معالمه، لكن وفاته في آب
/ أغسطس 2023 عن عمر ناهز 94 عامًا، أعقبتها سلسلة من التحقيقات التي قلبت صورته العامة
رأسًا على عقب.
بهذه الخطوة، يسعى
"هارودز" لإعادة تعريف هويته، وفصل تاريخه المؤسسي عن إرث مالكه السابق،
في وقت تتسع فيه دائرة التحقيقات والاتهامات بحق الفايد، لتتحول التماثيل التي كانت
يومًا رمزًا للفخر الشخصي إلى عبء قانوني وأخلاقي على المتجر العريق.