طب وصحة

دراسة تكتشف دواء أفضل من الأسبرين للوقاية من النوبات القلبية

حوالي 2.3 مليون شخص يعانون من مرض الشريان التاجي في المملكة المتحدة- CC0
حوالي 2.3 مليون شخص يعانون من مرض الشريان التاجي في المملكة المتحدة- CC0
 ذكرت تقارير طبية، أن الأطباء اكتشفوا  دواء أفضل من الأسبرين في الوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية، في تطور قد يُحدث نقلة نوعية في الإرشادات الصحية العالمية.

وقالت صحيفة "الغارديان" إن ملايين الأشخاص تلقوا لعقود نصائح بتناول جرعة يومية منخفضة من الأسبرين لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إذ يسهم في خفض لزوجة الدم والوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

ونشرت الصحيفة تقريرا لمحرر الشؤون الصحية أندرو غريغوري، أوضح فيه أن دراسة جديدة عُرضت في أكبر مؤتمر عالمي لأمراض القلب كشفت أن عقار كلوبيدوغريل، وهو مميّع دم شائع الاستخدام، أثبت فعالية أكبر من الأسبرين في الوقاية من أمراض القلب، من دون أي مخاطر إضافية.

وأُعلن عن هذا الاكتشاف في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب المنعقد في مدريد، بينما جرى نشر بيانات الدراسة في الوقت نفسه بمجلة "لانسيت" الطبية.

وذكر الفريق الطبي الدولي الذي أجرى الدراسة، ويضم باحثين من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وسويسرا واليابان، أن النتائج بيّنت تفوق عقار كلوبيدوغريل على الأسبرين، متوقعاً أن يمهد ذلك إلى "اعتماد واسع النطاق" للدواء في الممارسات السريرية حول العالم.

وأظهر التحليل الشامل الذي شمل نحو 29 ألف مريض يعانون من مرض الشريان التاجي (CAD) أن عقار كلوبيدوغريل تفوق على الأسبرين في الوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية الخطيرة، من دون أن يرفع خطر النزيف الحاد.

يُعد مرض الشريان التاجي أكثر أمراض القلب انتشاراً، وسبباً رئيسياً للوفاة والعجز في العالم، حيث يصيب أكثر من 300 مليون شخص، بينهم نحو 2.3 مليون في بريطانيا، وينشأ المرض عندما تضيق شرايين القلب بفعل تراكم ترسبات تصلب الشرايين، وهي مواد دهنية تتجمع داخل الجدران، مما يؤدي إلى الشعور بالذبحة الصدرية، وفي حال حدوث انسداد كامل قد يتسبب ذلك في نوبة قلبية.

وتعتبر نتائج هذه الدراسة موضعَ مراجعةٍ للتوصية المعتمدة منذ سنوات باعتماد الأسبرين علاجاً أساسياً للوقاية من الأحداث القلبية والدماغية الخطيرة لدى مئات الملايين من مرضى الشريان التاجي.

يتطلب مرض الشريان التاجي غالباً علاجاً مدى الحياة للوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية والوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية، وقد اعتاد الأطباء تقليدياً وصف الأسبرين لهؤلاء المرضى بشكل دائم.

اظهار أخبار متعلقة



وتبقى الأدلة التي تثبت فوائد الأسبرين وسلامته على المدى الطويل محدودة، في حين كشف التحليل الجديد لسبع تجارب سريرية أن المرضى الذين تناولوا كلوبيدوغريل انخفض لديهم خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية أو الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 14% مقارنة بمن اعتمدوا على الأسبرين.

وكشفت الدراسة أن معدلات النزيف الخطير لدى المرضى كانت متقاربة بين الدوائين، ما بدد المخاوف من أن يتسبب كلوبيدوغريل في مضاعفات نزيف إضافية.

وكتب فريق الدراسة في مجلة لانسيت: "يشير هذا التحليل الشامل للأدلة المتاحة إلى أن العلاج الأحادي طويل الأمد بكلوبيدوغريل، لدى مرضى الشريان التاجي، يوفر حماية فائقة ضد الأحداث القلبية الوعائية والدماغية الرئيسية مقارنة بالأسبرين، دون زيادة خطر النزيف".

وأظهرت النتائج أن التفوق العلاجي لكلوبيدوغريل مقارنة بالأسبرين ظل ثابتاً عبر مجموعات فرعية رئيسية متعددة، بما في ذلك المرضى الذين يُتوقع أن تكون استجابتهم للدواء ضعيفة سريرياً، وهو ما يعزز إمكانية تعميم هذه النتائج على شريحة واسعة من مرضى الشريان التاجي.

اظهار أخبار متعلقة



وتدعم نتائج الدراسة تفضيل كلوبيدوغريل على الأسبرين كعلاج أحادي مضاد للصفيحات المزمن للمرضى الذين يعانون من مرض الشريان التاجي المستقر، كما أن توافر كلوبيدوغريل على نطاق واسع، وتركيبته العامة، وسعره المناسب، يدعمان إمكانية اعتماده على نطاق واسع في الممارسة السريرية.

واستند التحليل إلى بيانات من مجموعات متنوعة من المرضى، بينهم من خضعوا لإجراءات طبية مثل تركيب الدعامات أو أصيبوا بمتلازمة الشريان التاجي الحادة، كما شمل فحص مجموعات فرعية مختلفة لضمان إمكانية تطبيق النتائج على نطاق واسع.

ومن اللافت أن المرضى الذين يُتوقع أن تكون استجابتهم للكلوبيدوغريل ضعيفة بسبب عوامل وراثية أو سريرية، أظهروا استفادة أكبر من استخدامه مقارنة بالأسبرين، ما يشير إلى ضرورة اعتباره العلاج المضاد للصفيحات طويل الأمد الأنسب لمرضى الشريان التاجي.

ونظراً لتوفر كلا الدواءين على نطاق واسع، فإن هذه النتائج مرشحة للتأثير على الإرشادات السريرية عالمياً وتحسين نتائج المرضى، مع الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول فعالية الكلوبيدوغريل من حيث التكلفة، إضافة إلى دراسات سكانية أوسع لدعم أي تغييرات في معايير العلاج.

اظهار أخبار متعلقة



من جانبه، قال البروفيسور برايان ويليامز، كبير المسؤولين العلميين والطبيين في مؤسسة القلب البريطانية: "الأسبرين دواء شائع الاستخدام للمساعدة في الوقاية من تكرار النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

وتشير الدراسة إلى أن كلوبيدوغريل، باعتباره بديلاً للأسبرين، قد يكون أكثر فعالية في الوقاية من تكرار النوبات القلبية أو السكتات الدماغية، والأهم أن هذه الفوائد لا ترتبط بزيادة خطر النزيف الحاد"، متوقعاً أن "تؤثر هذه النتائج على نوعية الأدوية التي يصفها الأطباء لمرضاهم مستقبلاً لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب".
التعليقات (0)

خبر عاجل