ملفات وتقارير

تحذيرات من سيطرة "الانتقالي الجنوبي" على ساحل حضرموت.. ماذا يجري هناك؟

صراع في حضرموت بين الفصائل الموالية للإمارات والموالية للسعودية- الأناضول
صراع في حضرموت بين الفصائل الموالية للإمارات والموالية للسعودية- الأناضول
حذر القيادي في حلف قبائل محافظة حضرموت شرق اليمن، صبرين بن مخاشن، من مساعي المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من دولة الإمارات السيطرة على ساحل المحافظة على بحر العرب، مؤكدا أن التكتل القبلي وقواته مستعد لمواجهة تهديدات من هذا النوع.

وقال بن مخاشن في تصريح خاص لـ"عربي21" إن التشكيل الجديد الذي تم الإعلان عنه مؤخرا في مدن ساحل حضرموت  بمسمى "الدعم الأمني" وهو قوة غير نظامية تابعة للمجلس الانتقالي يتألف من عناصر نتنمى لمحافظتي الضالع ولحج، جنوبا، "يشكل تهديدا جديا لحضرموت ومناطق الساحل تحديدا".

وأضاف أن هذا التشكيل الذي وصل قوامه إلى 20 ألف عنصرا، ينتشر في مناطق الضبة حيث ميناء الضبة النفطي في مدينة الشحر وفي ربوة خلف ومطار الريان بمدينة المكلا ( عاصمة المحافظة) وفي معسكر جثمة في منطقة هضبة حضرموت.

وأشار إلى أن الغرض من هذا التشكيل "إحلاله بديلا عن قوات النخبة الحضرمية المشكلة بقرار جمهوري من الرئيس السابق عبدربه منصور هادي بعد تفكيكها كونها قوات نظامية تتبع المنطقة العسكرية الثانية ومقرها مدينة المكلا.

وتابع بأنه يبدو أن قوات النخبة الحضرمية المشكلة من أبناء حضرموت لم تعد تروق للمجلس الانتقالي وداعميه أو يثق فيها، وبالتالي يسعى إلى إحكام قبضته على حضرموت من خلال القوة البديلة المسماه "الدعم الأمني".

اظهار أخبار متعلقة



وأكد القيادي في حلف قبائل حضرموت الذي يتزعمه، عمر بن حبريش العليي، على أن الحلف القبلي لن يسمح بذلك، ولديها الاستعداد لمواجهة أي تهديدات قد يسعى أطرافها من النيل من حضرموت ومن تلك التهديدات محاولة استخدام مؤسسات الدولة الرسمية في استهداف القيادات والرموز الحضرمية الممثلة بقيادة حلف قبائل حضرموت.

وبحسب القيادي بن مخاشن فإن التكتل القبلي لديه قوات منتشرة في كافة مناطق المحافظة شرقا وغربا في الساحل والصحراء، موضحا أنه في حالة استنفار تحسبا لأي تهديدات قد تستهدف معقل الحلف في منطقة هضبة حضرموت.

وقال إن الحلف القبلي شرع أيضا، في تشكيل قوة عسكرية تحت مسمى "قوات حماية حضرموت" في الوقت الذي نسعى إلى إصدار قرار بتشكيلها رسميا من قبل الجانب الرسمي، كما حدق سابقا مع قوات النخبة الحضرمية عام 2016.

وحمل القيادي في حلف حضرموت القبلي "المجلس الرئاسي الحاكم" المسؤولية عن التوتر والتصعيد الجاري في حضرموت وبالتالي انفجاره كونه لم يقوم بالاستجابة لمطالب أبناء المحافظة التي تبناه الحلف القبلي.

اظهار أخبار متعلقة



سيناريوهات ثلاثة
من جانبه، كشف الكاتب والباحث اليمني في القانون العلاقات الدولية، عبد الله الهندي، عن ثلاثة سيناريوهات لمآلات التصعيد الجاري في حضرموت بين حلف قبائل حضرموت، أكبر التكتلات القبلية في المحافظة والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من أبوظبي.

وقال الهندي في حديثه لـ"عربي21" إن السيناريو الأول يتمثل في "التصعيد المسلح" وبالتالي اندلاع مواجهات مباشرة بين قوات الانتقالي المدعومة من الإمارات وقوات حماية حضرموت/المجاميع القبلية.

هذا السيناريو وفقا للهندي "يظل مرجحًا" إذا استمر إدخال قوات جديدة عبر مطار الريان وتصاعد خطاب التهديد.

أما السيناريو الثاني يكمن في "التوازن الحذر" والمتمثل في تدخل وساطات قبلية أو إقليمية (سعودية تحديدًا) لإبقاء الوضع في إطار الاستعراض والتهديد دون الانزلاق لحرب مفتوحة.

فيما يبرز سيناريو "الهيمنة التدريجية"، يقول الكاتب والباحث اليمني في العلاقات الدولية من خلال "نجاح دولة الإمارات  عبر تشكيل "الدعم الأمني" وغيره من الترتيبات في فرض وجودها على الأرض.
لكنه قال إن هذا الأمر "سيبقى محفوفًا بالرفض الشعبي والقبلي"، ما يعني أنه سيكون حضورًا هشًّا وقابلًا للانفجار في أي لحظة.

ولم يستبعد الباحث اليمني أن تتجه الأمور إلى "اللملمة دون الشقاق أو الوصول إلى حالة الصراع" ما دامت الأوضاع إلى الآن في بدايتها، وقال إنه قد يكون هناك تحرك سريع من الأطراف الفاعلة في الملف اليمني وفي مقدمتهم السعودية وكذا عبر التنزيل الفعلي لحزمة الإصلاحات التي قدمتها الحكومة استجابة لمطالب القوى الحضرمية.

اظهار أخبار متعلقة



ويسود محافظة حضرموت الاستراتيجية، صراعا محتدما بين الإمارات والسعودية عبر الفصائل الموالية لهما، حيث تسعى كل دولة للهيمنة الكلية على هذه المحافظة الغنية بالنفط، في الوقت الذي تتحكم فيه أبو ظبي بالعديد من المرافق الحيوية والاستراتيجية، بينها مطار الريان وميناء ضبة النفطي على بحر العرب.

وكان القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي أبو علي الحضرمي، قد قال في وقت سابق من الشهر الجاري، إن حضرموت  تقف اليوم على مفترق طرق مصيري، في ظل وجود من يتربّص بها في الخفاء، ويحاول إشعال الفوضى، وبث الفُرقة، وتمرير مخططات شريرة تستهدف كل ما تحقق من منجزات، وعلى رأسها "النخبة الحضرمية"، ( قوات تشكلت بقرار جمهوري وبدعم سعودي وإماراتي 2016).

وأواخر يوليو الماضي ومطلع أغسطس الجاري، شهدت المحافظة الغنية بالنفط، احتجاجات شعبية واسعة تنديدا بتدهور الأوضاع المعيشية والخدمية، قوبلت  بحملة قمع واسعة من السلطات الأمنية والعسكرية هناك ما أدى إلى سقوط قتيل وعدد من المصابين.
التعليقات (0)