أجرى وزير الدفاع
اليمني، فريق ركن، محسن الداعري، زيارات إلى مناطق عسكرية ومعسكرات تابعة للجيش في محافظتي
حجة وصعدة، الحدوديتين مع
السعودية شمالي البلاد، وسط استنفار جماعة "أنصار الله"
الحوثي وتحشيد عسكري لقواتها في ثلاث محافظات حدودية مع المملكة.
وعلى مدى الأيام الماضية، زار وزير الدفاع اليمني مقر قيادة المنطقة العسكرية الخامسة في مدينة ميدي الساحلية على البحر الأحمر والتي تتبع إداريا محافظة حجة، شمال غربي البلاد، قبل أن ينتقل بعدها إلى محاور القتال في محافظة
صعدة على الحدود الجنوبية مع السعودية.
وانطلاقا من الأراضي السعودية الجنوبية، زار الداعري محاور القتال لقوات الجيش اليمني المنتشرة على طول الحدود المشتركة مع محافظة صعدة، حيث معقل زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، شمالي البلاد.
وقد التقى وزير الدفاع اليمني بقادة محور البقع ( شرق صعدة) ومحور مران (غرب) ومحور الرزامات (شمال شرق) ومحور علب ( شمال المحافظة)، والأخير كان مسرحا لأعنف المعارك مع الحوثيين في يوليو/ تموز الماضي.
اظهار أخبار متعلقة
الرهان على قواتنا
وقد اطلع الوزير الداعري وفقا للإعلام العسكري التابع للوزارة على مدى جاهزية الوحدات القتالية في تلك المحاور، مؤكدا أن الشعب اليمني يراهن على قواته المسلحة للتخلص من براثن المذهبية والمناطقية والإمامة ( في إشارة منه إلى جماعة الحوثي التي تصفها الحكومة أنها امتداد لنظام آل حميدالدين الذي أطاحت به ثورة 26 سبتمبر 1962).
وشدد وزير الدفاع على "رفع مستوى اليقظة والاستمرار في عمليات التدريب لتعزيز كفاءة القوات لتنفيذ أي مهام موكلة بأعلى درجات الكفاءة".
ترتيبات عسكرية
وحول أهمية الزيارة ودلالاتها، أفاد مصدر مطلع أن زيارة الداعري للقوات المنتشرة انطلاقا من جنوب السعودية وصولا إلى تخوم محافظة صعدة، جاءت في سياق ترتيبات دمج الألوية والوحدات العسكرية ضمن قوام وزارة الدفاع.
وقال المصدر في تصريح لـ"عربي21" طلب عدم كشف اسمه، إن الزيارة تأتي أيضا، بعد دمج كافة الألوية التابعة لـ"محوري كتاف والبقع" في محور واحد يحمل الاسم ذاته، والواقع شرق صعدة، وذلك بدعم سعودي كبير لهذا الإجراء.
وأشار إلى أن قوات الجيش المنتشرة على طول الحدود بين صعدة اليمنية ونجران وجيزان السعوديتين، بات قوة ضاربة، لاسيما بعدما تم دمجها إداريا لوزارة الدفاع ورئاسة أركان الجيش اليمني، موضحا أن هذه القوات التي تقدر بما يزيد عن 20 ألف جندي، قادرة على "شن عملية عسكرية هجومية تستهدف ثلاث محافظات حدودية مع المملكة والسيطرة عليها"، حسب المصدر.
وهذه المحافظات هي " صعدة والجوف وحجة"، شمال وشمال غرب البلاد.
وتشرف القوات السعودية على عدد من المحاور العسكرية المنتشرة في الجزء الحدودي اليمني المحاذية لحدود الظهران ونجران وجيزان، وهي "محور مران" (غرب وجنوب صعدة) ومحور "علب" (شمال غرب صعدة) و"محور البقع كتاف" ( شرق وشمال صعدة)، إضافة إلى محور الرزامات ( شمال المحافظة ذاتها).
وبحسب المصدر فإن "كل محور من هذه المحاور تم تعزيزه بوحدات طائرات غير مأهولة (طيران مسير) على مستوى كل لواء فيها".
ومحافظة صعدة، هي المعقل الرئيس للحوثيين، وتتألف من 12 مديرية، تسع منها تقع على الحدود مع نجران وجازان وعسير، جنوب المملكة.
فيما تبلغ المساحة المشتعلة على طول الشريط الحدودي بين البلدين نحو 400 كيلومتر، تمتد من صعدة مرورا بمحافظة الجوف وحجة شمال وشمال غرب البلاد.
تحركات مرصودة
وقد أثارت الزيارة ردود أفعال مضادة من قبل جماعة الحوثي، حيث سارعت للتحذير من التحركات الحكومية في جبهات القتال المختلفة.
وذكرت وسائل إعلام في الجماعة، أن اجتماعا موسعا عقده قائد المنطقة العسكرية السادسة التابعة للجماعة، ومحافظي صعدة والجوف وعمران، وعدد من قادة محاور المنطقة، ومسؤولي الأمن والاستخبارات والتعبئة في المحافظات الثلاث، للوقوف على الجهوزية العسكرية في المنطقة والأداء الأمني والاستخباراتي والخدمي في المحافظات الثلاث.
وقال جميل زرعه، قائد المنطقة السادسة التابعة للحوثيين، إنه تم رصد تحركات عسكرية وأمنية لما اسماه "العدو ومرتزقته" (السعودية والقوات الحكومية) في بعض الجبهات.
وأضاف المسؤول العسكري في الحوثيين أن مخططات العدو مكشوفة ولا يمكن له العودة بالبلاد إلى مربع الفساد ونهب الثروات وانتهاك سيادة الوطن.
وأشار إلى أن مالم يتمكنوا من تحقيقه في السابق لن يتمكنوا من تحقيقه حاليا.
وأواخر تموز/ يوليو الماضي، قتل 10 جنود يمنيين، في هجوم شنه مقاتلون حوثيون على مواقع عسكرية للجيش اليمني في منطقة علب بمديرية باقم، في هجوم يعد الأعنف منذ نحو 5 سنوات.
وكانت قوات الجيش الحكومي قد سيطرت على منطقة علب، التي تتبع إداريا مديرية باقم، شمالي صعدة، المعقل الرئيس للحوثيين، في عام 2016، حيث يقع في نطاقها منفذ حدودي (يحمل الاسم نفسه)، وهو أقرب النقاط الحدودية اليمنية مع محافظة الظهران التابعة لعسير السعودية.
وجبهة "علب" هي ثاني جبهة تم فتحها في معقل الحوثيين عام 2016، حيث تقع على بعد نحو 90 كيلومترا عن مركز محافظة صعدة.