سياسة عربية

ترامب يعتبر إسقاط المساعدات جوا على غزة "غير واقعي" ومنظمات تعده "امتهانا للكرامة"

منظمات تعتبر إسقاط المساعدات على غزة وسيلة سياسة رمزية ساخرة وغير فعالة- الأناضول
منظمات تعتبر إسقاط المساعدات على غزة وسيلة سياسة رمزية ساخرة وغير فعالة- الأناضول
صرح مسؤول أمريكي ومصادر أخرى لوكالة رويترز , بأن الرئيس دونالد ترامب وإدارته لا يعتبرون إسقاط المساعدات الإنسانية جوًا على غزة حلاً جادًا.

وأوضح المسؤولين أن ذلك يعود إلى لكون عمليات الإسقاط الجوي لا تفي باحتياجات حوالي مليوني فلسطيني في القطاع , حيث درست الإدارة هذا الاحتمال ووجدته غير واقعي على الإطلاق.

يأتي هذا في وقت نفذ فيه حلفاء للولايات المتحدة عمليات إسقاط جوي للمساعدات في القطاع، بينما انتقدت منظمات إغاثة إنسانية هذه الخطوات واعتبرتها رمزية لا تغني عن فتح طرق برية لإدخال كميات كافية من المواد الغذائية.

البيت الأبيض رحب بما وصفها "الحلول المبتكرة" لتخفيف الأزمة الإنسانية ، في حين عبّر الرئيس الأميركي عن دعمه لمؤسسة غزة الإنسانية التي تعمل على توزيع المساعدات , رغم جملة الشبهات التي تحوم حول هذه المؤسسة المدعومة من إسرائيل ، التي باتت توصف بأنها "فخ" لإيقاع أكبر عدد من القتلى في صفوف الفلسطينيين خلال محاولتهم استلام المواد الغذائية.

اظهار أخبار متعلقة


بدوره , قال الممثل الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في ألمانيا والنمسا وليشتنشتاين، مارتن فريك، إن:" الإسقاط الجوي للمساعدات في غزة , أشبه في هذا الوضع بضمادات على جروح مفتوحة , فهو مكلّف ومحفوف بالمخاطر ويصعب السيطرة عليه".

"واحد من بين كل ثلاثة أشخاص لم يأكل شيئا منذ أيام"
وأكد الممثل الإقليمي للبرنامج قائلا: "في المناطق الإنسانية المكتظة، يصعب توزيع إمدادات الإغاثة الجوية بشكل منظم، فخطر الإصابة مرتفع، وتكاليف النقل أعلى بـ 34 مرة من تكاليف النقل البري ، كما إن الأزمة الإنسانية في غزة بلغت بُعدا جديدا من الهول , حيث واحد من بين كل ثلاثة أشخاص لم يأكل شيئا منذ أيام، ونصف مليون شخص على وشك الموت جوعا , أكثرهم من الأطفال بفعل سوء التغذية".

وحسب فريك، أصبحت مستودعات برنامج الأغذية العالمي في قطاع غزة فارغة بعد أسابيع من الحصار، موضحا أن شاحنات البرنامج تعلق عند نقاط التفتيش لساعات طويلة بسبب بطء منح التصاريح، أو تضطر لسلك طرق خطيرة.

اظهار أخبار متعلقة


وفي السياق , اعتبرت منظمة "أنقذوا الأطفال" إسقاط المساعدات جوا بالأمر الخطير , ولا يلبي احتياجات شعب يقصف ويجوع أمام أعين الجميع.

"إسقاط المساعدات يلبي 0.4 في المائة فقط من الحاجة"
من جهته, عد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان , التدخل الدولي عبر إسقاط المساعدات جوًا على قطاع غزة تهرب من الواجب الأخلاقي والإنساني وتواطؤ مع التجويع الإسرائيلي.

وأوضح المرصد الأورومتوسطي، أنه في الفترة ما بين 26 تموز / يوليو و10 آب / أغسطس 2025 أي (16 يومًا) تم إسقاط نحو 1218 طردًا جويًا من المساعدات على غزة , فيما يحتاج القطاع إلى نحو 600 شاحنة يوميًا لتلبية الاحتياجات الأساسية ووقف حالة المجاعة وبدء عملية التعافي، موضحاً أن عدد الطرود التي تم إسقاطها تشكل ما نسبته 0.4 في المائة فقط من إجمالي الاحتياج خلال تلك الفترة.

"إسقاط المساعدات جوا لا يحفظ الكرامة"
إلى هذا, اعتبرت المفوضية الأوروبية , إسقاط المساعدات الإنسانية جوا إلى قطاع غزة ليس حلا للأزمة الإنسانية المتفاقمة ، ولا يمنح متلقيها الكرامة الكافية.

ويأتي هذا الموقف في وقت أكد فيه مدير الإغاثة الطبية في غزة، محمد أبو عفش، أن طريقة إسقاط المساعدات لم تنقذ حياة أحد، بل تسببت في وفيات وإصابات، وفشلت في الحد من خطر المجاعة، كما أسهمت في زيادة حالات النهب وانتشار اللصوص.

وأشار أبو عفش إلى أن ما يدخل القطاع من مساعدات غير كافٍ لتغطية احتياجات السكان، وأن جزءا كبيرا منها لا يصل للمواطنين بعد تعرضه للنهب.

واتهمت "وزارة الداخلية" والأمن الوطني بقطاع غزة، إسرائيل برعاية مجموعات اللصوص وتشكيل غطاء لهم لنهب شاحنات المساعدات الإنسانية المحدودة التي تصل إلى القطاع وبيعها في الأسواق بأسعار باهظة، ضمن سياسة "هندسة التجويع".

اظهار أخبار متعلقة


ومنذ 2 آذار / مارس الماضي، تغلق دولة الاحتلال جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة، رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده، والسماح بدخول كميات محدودة لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين الفلسطينيين.

وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و722 شهيدا و154 ألفا و525 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء ، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 235 شخصا، بينهم 106 أطفال.
التعليقات (0)

خبر عاجل