أجرى وزير الخارجية التركي هاكان
فيدان، الخميس، زيارة رسمية إلى العاصمة السورية دمشق، التقى خلالها بالرئيس السوري أحمد
الشرع، في أحدث خطوات التقارب المتسارع بين أنقرة ودمشق، عقب الإطاحة بنظام بشار الأسد قبل ثمانية أشهر.
وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، ناقش فيدان والشرع التطورات الإقليمية والدولية، وسبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين في مختلف المجالات، بما يشمل الأمن، الاقتصاد، وإعادة الإعمار.
ملفات ساخنة على طاولة البحث
ووفقًا لمصادر دبلوماسية تركية، تناول اللقاء تقييم التقدم المحرز في العلاقات الثنائية منذ بدء مرحلة ما بعد الأسد، إلى جانب بحث سبل تنسيق الجهود المشتركة لإعادة إعمار
سوريا، وتنشيط اقتصادها الذي دمرته سنوات الحرب.
كما بحث الطرفان مخاوف
تركيا الأمنية في شمال شرق سوريا، لا سيما المتعلقة بنشاط تنظيمات تصنفها أنقرة "إرهابية"، وفي مقدمتها تنظيم الدولة والوحدات الكردية المسلحة، وأكد الجانبان أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامتها الإقليمية في هذه المرحلة الدقيقة.
وفي السياق ذاته، ناقش فيدان والشرع انتهاكات الاحتلال في سوريا، خاصةً ما يتعلق بـ"التهديدات المتكررة التي تقوض أمن واستقرار المنطقة"، في إشارة إلى الغارات والعمليات المتواصلة على الأراضي السورية.
اظهار أخبار متعلقة
وتأتي هذه الزيارة في سياق سلسلة من الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين على أعلى المستويات. ويذكر أن أول زيارة لفيدان إلى دمشق كانت في 22 كانون الأول/ديسمبر 2024، تلتها زيارة أخرى في 13 آذار/مارس الماضي٬ رافقه خلالها كل من وزير الدفاع يشار غولر، ورئيس الاستخبارات إبراهيم قالن.
كما شهدت الأشهر الماضية زيارات متعددة للرئيس أحمد الشرع ووزير خارجيته أسعد الشيباني إلى تركيا، شاركوا خلالها في مباحثات تركزت على ملفات الأمن، السياسة، الاقتصاد، والوضع الإنساني.
وأكدت أنقرة، خلال هذه اللقاءات، استعدادها الكامل لتقديم الدعم لسوريا في جميع القطاعات، بما في ذلك إعادة الإعمار، والجهود السياسية الرامية لتحقيق حل شامل ومستدام للأزمة السورية، ضمن مسار يحترم وحدة سوريا وسيادتها.