وجّه الممثل الأعلى السابق للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب
بوريل انتقادات حادّة للاتحاد الأوروبي بسبب تردده في اتخاذ خطوات جدية ضد الاحتلال الإسرائيلي، على خلفية جرائمه المتواصلة في قطاع
غزة، مشددًا على أن المواقف الأوروبية الحالية لا ترتقي إلى حجم الكارثة الإنسانية الجارية.
وفي مقابلة مع موقع "EUobserver"، اعتبر بوريل أن الاقتراح الأخير بتقييد وصول الاحتلال الإسرائيلي إلى برنامج "هورايزون أوروبا" للأبحاث العلمية هو ردّ "هزيل" لا يليق بمؤسسة تزعم الدفاع عن حقوق الإنسان.
وقال ساخراً: "هل هذا كل ما يمكنهم فعله؟ مجرد اقتراح لا يزال قيد النقاش ولم يتم التوافق عليه بعد؟ إنه ببساطة نكتة سمجة".
ورأى بوريل أن
الاتحاد الأوروبي كان ينبغي أن يذهب أبعد من ذلك، مقترحاً تعليق الاتفاقية التجارية مع الاحتلال٬ وهو ما كان سيحرمها من نحو مليار يورو سنوياً.
اظهار أخبار متعلقة
وانتقد ما وصفه بـ"الاتفاقات الشكلية" التي يعقدها الاتحاد مع "إسرائيل" لتسهيل دخول المساعدات إلى غزة، معتبراً أنها "ذرائع ساخرة لتجنّب فرض
عقوبات حقيقية".
وفي تغريدة نشرها عبر منصة "إكس" مساء الجمعة، شدد بوريل على أن "الوقت قد حان ليتوقف الاتحاد الأوروبي عن الشراكة في الجريمة". وأضاف: "فلنعمل حتى لا نكون شركاء في
الإبادة الجماعية في غزة! يجب على مجلس الاتحاد الأوروبي أن يقر مقاطعة إسرائيل فوراً، وإلا فسيكون قد أخلّ بالتزاماته الأخلاقية والقانونية".
وحذّر بوريل من أن مواصلة الصمت والتقاعس الأوروبيين يجعل من بروكسل شريكة في الجرائم ضد الإنسانية، مطالباً بإجراءات فورية وحاسمة بحق قادة الاحتلال الإسرائيلي.
"أكبر تطهير عرقي منذ الحرب العالمية الثانية"
وفي مقال نشره مؤخراً في صحيفة "لوموند" الفرنسية، أشار بوريل إلى أن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ليس مجرد ردّ عسكري، بل تهيئة منظمة لعملية تطهير عرقي هي الأكبر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وفق تعبيره.
وأعرب المسؤول الأوروبي السابق عن أسفه الشديد لفشل محاولاته، خلال فترة عمله في المفوضية الأوروبية، في إقناع الحكومات الأوروبية بفرض عقوبات صارمة على الاحتلال الإسرائيلي، أسوة بما تم تطبيقه ضد روسيا بسبب غزو أوكرانيا.
وأضاف أن الدعم الأوروبي غير المشروط للاحتلال يهدد بتورط أوروبا في جرائم حرب، ويقوّض كل ما تدّعيه من التزام بقيم العدالة الدولية.
تأتي تصريحات بوريل في وقت يستمر فيه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أدى إلى إبادة جماعية ممنهجة بحق المدنيين، أسفرت عن سقوط أكثر من 208 آلاف بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وفق مصادر فلسطينية رسمية.
اظهار أخبار متعلقة
وبالإضافة إلى ذلك، يُسجَّل أكثر من 11 آلاف مفقود تحت الأنقاض، فيما تعاني غزة من مجاعة خانقة تسببت في وفاة عشرات الأطفال، نتيجة الحصار الإسرائيلي المدعوم أمريكياً، وإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات منذ 2 آذار/ مارس الماضي.
ويؤكد خبراء قانون دولي وحقوق إنسان أن ما يجري في القطاع يمثل جريمة إبادة جماعية متكاملة الأركان، تستوجب تحركاً دولياً عاجلاً لمحاسبة المسؤولين عنها، على رأسهم قادة الاحتلال الإسرائيلي.
وفي ظل هذه التطورات، تتصاعد الدعوات داخل الأوساط الحقوقية والسياسية الأوروبية لمراجعة العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، ووقف كل أشكال التعاون معها، إلى حين الامتثال للقانون الدولي ووقف الجرائم في غزة.