كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"
العبرية، مساء الاثنين، أنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين
نتنياهو أقنع الرئيس الأمريكي
دونالد
ترامب، بمنحه أسبوعا إضافيا لعقد صفقة مع حركة حماس، تتضمن تبادلا للأسرى
ووقفا لإطلاق النار في قطاع
غزة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمريكية لم
تسمها، أبلغت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، أنّ "نتنياهو نجح في إقناع
ترامب بمنحه أسبوعا إضافيا لإتمام
الصفقة".
وأوضحت المصادر ذاتها أن الفترة الزمنية
الإضافية تهدف إلى تقريب الصفقة من "نهاية الدورة البرلمانية الصيفية"
للكنيست في 27 تموز/ يوليو الجاري، دون إيضاحات.
وزادت أن "الرئيس ترامب سئم من
الحرب في غزة، لكن نتنياهو تمكن من كسب بعض الوقت الإضافي".
وبدعم أمريكي يشن الاحتلال منذ 7
أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير
والتهجير القسري، متجاهلاً النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية
بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 197 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
اظهار أخبار متعلقة
وحسب المصادر "من غير الواضح ما
الذي قدمه نتنياهو لترامب مقابل ذلك"، ورأت أن "الدليل على ذلك (منح نتنياهو
أسبوعا إضافيا) هو أن المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف لم يصل بعد إلى الدوحة
لإتمام الصفقة".
ومنذ 6 تموز/ يوليو الجاري، تُجرى في
العاصمة القطرية مفاوضات غير مباشرة بين حماس وتل أبيب، في محاولة جديدة لإبرام
اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.
والاثنين، أعرب ترامب مجددا، خلال مؤتمر
صحفي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته عن تفاؤله بشأن
التوصل إلى صفقة.
وقال ترامب إن وزير الخارجية الأمريكي
ماركو روبيو "وجميع المعنيين يعملون بجد كبير بشأن قطاع غزة. نحقق تقدما
جيدا، وأعتقد أنه سيكون هناك قريبا ما يمكن الحديث عنه".
في هذه الأثناء، ادعى رون ديرمر وزير
الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رئيس فريق التفاوض، عبر بيان الاثنين، أن
"الجميع في إسرائيل يريد إنهاء الحرب".
واستدرك: "لكننا نريد ضمان تدمير القدرات العسكرية لحماس، وتوقفها عن السيطرة على غزة، وإعادة جميع المختطفين".
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
اظهار أخبار متعلقة
وبشأن سير مفاوضات الدوحة، نقل موقع
"والا" العبري عن مصادر إسرائيلية مطلعة لم يسمها إنه تم "استئناف
المحادثات غير المباشرة مع حماس، عقب تفاهم معين تم التوصل إليه خلال الأيام
الأخيرة".
وأضافت المصادر أن "مناقشات مكثفة
بين الأطراف بدأت من جديد اليوم"، مدعية أنّ "نتنياهو وجّه فريق التفاوض
للتصرف بمرونة فيما يخص مسألة انسحاب الجيش الإسرائيلي، وعرض الفريق اليوم خرائط
محدثة لانسحاب محتمل، والمفاوضات عادت لتُدار بشكل مكثف".
وكانت حماس رفضت مقترحا إسرائيلياً
بالإبقاء على جيش الاحتلال ضمن منطقة عازلة بعرض من 2 إلى 3 كيلومترات في رفح
(جنوب)، ومن 1 إلى 2 كيلومتر في باقي المناطق الحدودية مع القطاع، وفق القناة
"12" العبرية.
وعلى مدار نحو 20 شهرا، انعقدت جولات من
مفاوضات غير مباشرة بين تل أبيب وحماس، لوقف الحرب وتبادل أسرى، بوساطة مصر وقطر،
ودعم من الولايات المتحدة.
وخلال هذه الفترة، تم التوصل إلى
اتفاقين جزئيين لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار، الأول في تشرين الثاني/ نوفمبر
2023، والثاني في كانون الثاني/ يناير 2025.
وتهرب نتنياهو، المطلوب للعدالة
الدولية، من استكمال الاتفاق الأخير، واستأنف الإبادة على غزة في 18 آذار/ مارس
الماضي.
وتؤكد المعارضة الإسرائيلية أن نتنياهو
يرغب بصفقات جزئية تضمن استمرار الحرب، لتحقيق مصالحه السياسية، ولا سيما استمراره
بالسلطة، استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته.