حول العالم

قلاع اسكتلندا تتحول إلى ملاذ للأثرياء الأمريكيين بعد عودة ترامب

المشترون الأمريكيون بدأوا يتنافسون بشراسة على شراء القلاع الأسكتلندية - جيتي
المشترون الأمريكيون بدأوا يتنافسون بشراسة على شراء القلاع الأسكتلندية - جيتي
مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بدأت تداعيات سياسية واجتماعية تتشكل داخل المجتمع الأمريكي، خاصة بين صفوف الأثرياء الذين باتوا يبحثون عن ملاذات آمنة بعيدًا عن أجواء التوتر والانقسام.

وبرزت اسكتلندا كوجهة مفضلة لهؤلاء، حيث تحولت قلاعها التاريخية إلى منازل ومقرات إقامة فاخرة تشهد إقبالًا غير مسبوقًا من الأثرياء الأميركيين.

تقارير عقارية بريطانية، أبرزها من وكالة "Savills"، أكدت أن عددًا كبيرًا من المشترين الأمريكيين بدأوا يتنافسون بشراسة على شراء القلاع الأسكتلندية، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها إلى مستويات قياسية. ففي إحدى الصفقات، تقدم ثلاثة أميركيين بعروض لشراء قلعة تاريخية، تجاوزت جميعها السعر الأساسي المعروض.

وقال رئيس قسم العقارات السكنية في Savills، كاميرون إيور، إن الموقع الإلكتروني للوكالة شهد "طفرة هائلة" في استفسارات من أميركيين فور فوز ترامب بالانتخابات.

اظهار أخبار متعلقة


الأمر لم يقتصر على الشراء فقط، بل تجاوز إلى تقديم أكثر من 1900 أميركي طلبات للحصول على الجنسية البريطانية خلال الربع الأول من عام 2025، وفقًا لبيانات رسمية، وهو أعلى رقم يتم تسجيله منذ 2004. وتشير تقارير لـCNN إلى وجود "موجة هجرة" فعلية بين صفوف النخبة الأمريكية، إذ قال أحدهم: "نحن نهرب من الفوضى... أمريكا التي عرفناها تختفي".

القلاع الأسكتلندية لم تكن خيارا عشوائيا؛ فهذه المباني التاريخية تحمل في طياتها قرونًا من التراث، وتجمع بين الطابع العتيق ووسائل الراحة الحديثة، من قلعة "إيرشال" في فايف التي زارتها ماري ملكة الأسكتلنديين وتحافظ على تحصيناتها الأصلية، إلى برج "بيرويندي" الحديث الذي بُني بأسلوب تاريخي عام 1998، بعض هذه القلاع تحوّل إلى فنادق أو مواقع لإقامة حفلات الزفاف، فيما بقي عدد كبير منها كمساكن خاصة.

الاهتمام العالمي بالقلاع الأسكتلندية ازداد أيضا بسبب المسلسل الشهير "الخونة" الذي صُوّر في قلعة أردروس، ما ساهم في زيادة الطلب العالمي عليها. وفي هذا السياق، قالت الممثلة الأميركية كريستينا هيندريكس إنها شعرت بـ"الانبهار" عند زيارتها لإحدى القلاع، مؤكدة أنها تفكر جديًا في اقتناء واحدة منها.

اظهار أخبار متعلقة


لكن رغم الإقبال المتزايد، يؤكد الخبراء أن امتلاك قلعة في اسكتلندا يتطلب ثروة ضخمة، ليس فقط للشراء ولكن أيضًا للصيانة المستمرة، في ظل ارتفاع تكاليف الترميم والتدفئة والحماية. ومع ذلك، يبدو أن عشاق الهدوء والتاريخ مستعدون لدفع الثمن للهروب من مستقبل سياسي غامض يلوح في الأفق الأميركي.
التعليقات (0)