حول العالم

أكبر قرش أبيض في المحيط الأطلسي يقترب من شواطئ سياحية أمريكية (شاهد)

تتجه نحو منطقة سياحية شهيرة.. رصد أكبر سمكة قرش على الإطلاق في المحيط الأطلسي - أرشيف
تتجه نحو منطقة سياحية شهيرة.. رصد أكبر سمكة قرش على الإطلاق في المحيط الأطلسي - أرشيف
رصدت منظمة "OCEARCH" البحثية المتخصصة في دراسة الكائنات البحرية الضخمة، أكبر سمكة قرش أبيض تم توثيقها على الإطلاق في مياه المحيط الأطلسي، في مشهد نادر أثار اهتمامًا علميًا وسياحيًا واسعًا. 

ويحمل القرش اسم "كونتيندر"، ويبلغ طوله 4.2 أمتار، فيما يُقدر وزنه بحوالي 750 كيلوغرامًا، ويُعتقد أن عمره يصل إلى نحو 30 عامًا.

وبحسب المنظمة، فإن القرش العملاق تم تعقبه للمرة الأولى في كانون الثاني/يناير الماضي قبالة سواحل ولايتي فلوريدا وجورجيا، قبل أن يختفي عن أجهزة التتبع لمدة شهر تقريبًا، ليعاود الظهور مؤخرًا قبالة سواحل ولاية نورث كارولينا، وتحديدًا بالقرب من منطقة "أوتر بانكس"، التي تُعد من أبرز المقاصد السياحية في شرق الولايات المتحدة.

محطة تغذية قبل الهجرة الكبرى
ويرجح الخبراء أن توقف "كونتيندر" في هذه المنطقة يرتبط بمرحلة التغذية الموسمية التي تسبق رحلته السنوية الطويلة نحو الشمال، والتي قد تتجاوز مسافتها 1600 كيلومتر. 

وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة هارلي نيوتن، الخبيرة في منظمة "OCEARCH"، أن فصل الربيع يشهد عادة انتقال أسماك القرش البيضاء من المناطق الدافئة جنوبًا إلى مناطق التغذية الباردة شمالاً، حيث تتوفر الفرائس البحرية بكثرة.

وأضافت نيوتن أن منطقة "أوتر بانكس" تُعتبر من أهم المحطات التي ترتادها أسماك القرش البيضاء لتزويد نفسها بالطاقة قبل انطلاقها في الهجرة، مشيرةً إلى أن حركة "كونتيندر" تندرج ضمن هذا النمط السلوكي الموسمي المعتاد لهذه الكائنات المفترسة.


تتبع لحظي ومعطيات علمية 
ويحمل "كونتيندر" جهاز تتبع متطورًا مثبتًا على زعنفته الظهرية، ما يتيح للعلماء، وكذلك لمحبي الطبيعة وعشاق الحياة البحرية، تتبع تحركاته مباشرة وعلى مدار الساعة، وهو ما يعزز فرص الدراسة الدقيقة لسلوكيات هذا النوع من الكائنات البحرية المهددة.

وتكمن أهمية هذه الدراسات، بحسب منظمة "OCEARCH"، في كونها تساهم في تعزيز جهود الحفاظ على التوازن البيئي في المحيطات، حيث تلعب أسماك القرش البيضاء دورًا محوريًا في ضبط السلاسل الغذائية البحرية، من خلال افتراس الأنواع الأضعف أو المريضة، وبالتالي الحفاظ على صحة الأنظمة البيئية البحرية.

ورغم التقدم في تقنيات الرصد والتتبع، إلا أن أسماك القرش البيضاء لا تزال تواجه جملة من التهديدات الخطيرة، أبرزها الصيد الجائر، والتلوث البحري، وتغيرات المناخ، والتي تؤثر على مواطنها الطبيعية ومصادر غذائها. 

وتُعد هذه التحديات من بين أبرز العوامل التي دفعت المنظمات البيئية والعلمية إلى مضاعفة جهودها لرصد هذه الكائنات وتتبع تحركاتها الموسمية بدقة.

اظهار أخبار متعلقة


الحفاظ على الأنواع
وفيما يشهد الرأي العام أحيانًا موجات من القلق نتيجة اقتراب هذه الكائنات المفترسة من الشواطئ السياحية، يحذر العلماء من الإفراط في التهويل، مؤكدين أن وجود القرش الأبيض في المياه الساحلية لا يعني بالضرورة وجود خطر فوري، لا سيما في ظل غياب حوادث موثقة في هذا السياق مؤخرًا. 

ويشددون على أهمية التعامل مع هذه الكائنات كجزء من النظام البيئي البحري الطبيعي، لا كـ"كائنات وحشية" ينبغي التخلص منها..
التعليقات (0)

خبر عاجل