سياسة عربية

الشرع في مكالمة مع الحجاج: "أنتم رسل سوريا.. ادعوا للبلد المريضة" (شاهد)

الاتصال جاء أثناء إقامة الحجاج السوريين في الأراضي المقدسة - الرئاسة السورية
الاتصال جاء أثناء إقامة الحجاج السوريين في الأراضي المقدسة - الرئاسة السورية
أجرى الرئيس السوري أحمد الشرع مساء الإثنين اتصال فيديو مع عدد من الحجاج السوريين المتواجدين في مكة المكرمة لأداء مناسك الحج، في خطوة لاقت اهتمامًا واسعًا عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.

وخلال الاتصال، الذي جرى أثناء إقامة الحجاج السوريين في الأراضي المقدسة، عبر الشرع عن مشاعر الود والتضامن قائلاً: "نحن وإخواننا في السعودية شعب واحد في بلدين"، مشيدًا بحفاوة الاستقبال السعودي للحجاج السوريين هذا العام، ومؤكدًا على أهمية هذه اللحظة الروحية في تعزيز القيم المشتركة بين الشعوب.

تأتي هذه الخطوة في ظل تحسن العلاقات بين سوريا والسعودية، حيث شهدت الفترة الأخيرة تقاربًا دبلوماسيًا، وتبادلًا للزيارات الرسمية، ما يعكس رغبة البلدين في تعزيز التعاون المشترك.

ويُعد تسهيل أداء الحجاج السوريين لمناسك الحج في السعودية مؤشرًا إيجابيًا على هذا التحسن، ويعكس حرص الجانبين على تجاوز الخلافات السابقة، والعمل نحو مستقبل أفضل.



وأضاف الشرع مخاطبًا الحجاج: "استثمروا هذه اللحظات الجميلة في العبادة والدعاء، فأنتم الآن رسل سوريا في أرض طاهرة، نريد أن نسمع منكم كل خير، والسعوديون ما قصروا معنا أبدًا"، وخص الرئيس السوري دعواته بالنازحين والمشردين السوريين، قائلًا: "ادعوا أن يعودوا سالمين، وادعوا لسوريا المريضة".

اظهار أخبار متعلقة


وجاء رد فعل الحجاج بتأثرٍ واضح، حيث وجّه عدد منهم كلمات شكر للرئيس، وعبر أحدهم عن شعوره بتغير نظرة الآخرين للإنسان السوري، قائلاً: "زرنا السعودية أكثر من مرة، والآن نشعر أن قيمة الإنسان السوري ارتفعت.. كنا منعزلين، واليوم اختلف الحال".

يأتي هذا الاتصال في وقت تسعى فيه القيادة السورية الجديدة إلى إعادة بناء العلاقات الإقليمية والدولية، حيث تحمل هذه المبادرة بُعدًا رمزيًا في إطار "القوة الناعمة" وتوظيف اللحظات الدينية في إعادة صياغة الخطاب السياسي، خاصةً في ظل التوترات السابقة بين دمشق والرياض، والتي بدأت تخف تدريجيًا منذ 2023، مع إعادة العلاقات الدبلوماسية وعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.

ويسعى الرئيس الشرع لترسيخ صورة جديدة لسوريا، قائمة على الانفتاح والتسامح، مع التركيز على المعاني الروحية التي توحد الشعوب في اللحظات الكبرى مثل الحج، كما ينسجم هذا التوجّه مع مساعي دمشق لتعزيز دورها في الملفات الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأزمة اللبنانية.
التعليقات (0)