قررت هيئة
الإذاعة والتلفزيون
الإيرانية، إقالة مدير الشبكة الأولى ومساعده التنفيذي، وإحالة
ثمانية موظفين آخرين للتحقيق، في واقعة هي الأولى، على خلفية بث برنامج تلفزيوني
تضمّن إساءات لمعتقدات أهل السنة، وتلميحات ساخرة تجاه مسؤولين في
المملكة العربية
السعودية.
واتخذ القرار
الذي بتوجيه مباشر من رئيس الهيئة بيمان جبلي، المقرب من المرشد الأعلى علي
خامنئي، جاء عقب موجة من الغضب داخل البلاد وخارجها، إذ تضمن البرنامج مشاهد من
عمل ساخر قديم، ظهرت فيه شخصية كرتونية قيل إنها تمثل وزير الخارجية السعودي الأمير
فيصل بن فرحان، لكنها حملت ملامح تشبه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهو ما اعتبر
"إهانة غير مبررة".
وأثارت الواقعة
استياء واسعا، خاصة أنها تزامنت مع زيارة وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن
سلمان لطهران، وتسليمه رسالة خطية من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز
إلى المرشد الإيراني، في خطوة وصفت بأنها تحمل بعدا دبلوماسيا مهما في مسار تقارب
العلاقات بين البلدين.
إظهار أخبار متعلقة
في أعقاب
الحادثة، أكد جبلي في تصريحات نقلتها وسائل إعلام رسمية، أن "وحدة الأمة
الإسلامية" أولوية استراتيجية للهيئة، مشددا على أن الإعلام الرسمي الإيراني
"لن يكون أداة للفتنة أو التقسيم الطائفي"، في إشارة إلى حرص المؤسسة
على تجنب التوترات الطائفية في الداخل، خاصة في وقت يحدث فيه تقارب بين السعودية
وإيران، كما تقدر نسبة المواطنين من أهل السنة بنحو 10 إلى 15 بالمئة من السكان.
وفي سياق
متصل، وعلى وقع هذه التطورات الداخلية، عاد ملف إيران النووي إلى الواجهة؛ فقد
صعّد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لهجته، بالتزامن مع التحضير لجولة تفاوض
جديدة بين واشنطن وطهران، برعاية سلطنة عمان. وأكد روبيو أن أي اتفاق مقبل يجب أن
يُنهي تخصيب إيران لليورانيوم، قائلا: "لا يوجد دولة في العالم تُخصّب من
دون أن تمتلك سلاحا نوويّا".
إظهار أخبار متعلقة
وأضاف روبيو:
"نحن نؤيد برنامجا نوويا مدنيا لإيران، لكن شرط وقف التخصيب بالكامل"، وردّ على ذلك مسؤول إيراني بارز، مقرب من الفريق المفاوض، قائلا: "التخلي
الكامل عن التخصيب غير مقبول... هذا مطلب خارج إطار الاتفاق النووي الأصلي".