رياضة عربية

كواليس أزمة منتخب مصر داخل وخارج ملاعب كأس العرب.. كيف انهار الفراعنة؟

المنصات الاجتماعية انفجرت بانتقادات واسعة وغضب جماهيري كبير - حساب اللجنة المنظنة
تسبب مشهد خروج منتخب مصر من كأس العرب قطر 2025 بصدمة كاملة للشارع الرياضي ليس فقط بسبب النتائج الضعيفة، بل لأن الوداع جاء من دون أي انتصار، وفي مجموعة كان يعتقد أنها في المتناول.

وانتهى مشوار الفراعنة عند الدور الأول بعد ثلاثة مباريات تركت وراءها موجة من الجدل والغضب، وأعادت تسليط الضوء على مشكلات عميقة تلاحق كرة القدم المصرية منذ سنوات.

نتائج لا ترضي وتعثر مبكر

لم يدخل المنتخب المصري البطولة بثوب المرشح للقب، لكنه كان على الأقل مرشحا لتجاوز المجموعة، كونه يضم عناصر سبق أن شاركت دوليا مع المنتخب الأول، لكن البداية جاءت مخيبة بتعادل أمام الكويت ثم تعادل مماثل أمام الإمارات، قبل أن ينهار الفريق أمام الأردن بثلاثية نظيفة في مباراة حاسمة كان الفوز فيها كافيا للعبور.

وبدا الأردن – الذي لعب بصفٍ ثان بعد ضمان التأهل –أكثر تنظيما وفعالية، واكتفى بتسجيل ثلاثة أهداف من ثلاث فرص تقريبا، بينما أهدر المصريون أكثر من سبع هجمات محققة بلا أي لمسة إنهاء.



وكانت النتيجة في النهاية احتلال منتخب مصر المركز الثالث بنقطتين فقط، ثم إقصاء مبكر أثار موجة انتقادات جارفة.

غضب جماهيري وإعلامي

مع صافرة النهاية، انفجرت المنصات الاجتماعية بانتقادات واسعة، وغضب جماهيري كبير واصفا الخروج بالفضيحة المصرية على الأراضي القطرية، أما من ناحية الإعلام وصف الإعلامي أحمد شوبير اليوم بأنه "حزين للكرة المصرية"، بينما هاجم إبراهيم عبد الجواد الأداء قائلا: "دي فضيحة يا جماعة.. لا شكل ولا تكتيك ولا هجمة عدلة"، واكتفي خالد الغندور بعبارة قصيرة: "مافيش أسوأ من كده"، في إشارة إلى حجم السخط الذي صاحب الخروج.



طولان: منتخب ولد يتيما

في المؤتمر الصحفي، أظهر حلمي طولان قدرا كبيرا من الاستياء، مؤكدًا أن المنتخب دخل البطولة "دون أي دعم"، لدرجة أنه وصف الفريق بأنه "ولد يتيما"، وأشار إلى أن المنتخب بدأ الإعداد بسبعة لاعبين فقط، بينما رفضت رابطة الأندية تأجيل الدوري، وهو ما حرم المنتخب من لاعبي بيراميدز الذين كانوا ضمن حساباته.

وقال طولان إن شخصا واحدا مسؤول عن "إهانة المنتخب"، في إشارة واضحة إلى خلافات إدارية لم تحل، مؤكدا في الوقت نفسه أنه يتحمل المسؤولية كاملة لكنه لن ينكر الظروف التي مر بها الفريق.

هوية غائبة.. وأخطاء بالجملة
داخل الملعب، ظهرت أزمة المنتخب بشكل أكثر وضوحا، فالأداء افتقد الهوية التكتيكية، والفرص ضاعت من دون مهاجم حاسم، وارتكب الدفاع أخطاء مؤثرة في كل مباراة تقريبًا.


ورغم امتلاك الفريق لاعبين من الأهلي والزمالك، إلا أن التشكيل اعتمد على أسماء بعيدة عن الجاهزية البدنية، وأخرى تجاوزت الثلاثين عامًا ولم تُظهر أي تأثير على مستوى البطولة.



الأرقام كانت صادمة:

لم يفز المنتخب في أي مباراة

لم يحافظ على نظافة شباكه

لم يسجل أولا في أي لقاء، وسجل هدفين فقط، واستقبل خمسة


أزمة أعمق من مجرد خروج

وراء هذا السقوط، ظهرت عدة ملفات شائكة منها ما أثير عن خلاف بين مدرب المنتخب الأول حسام حسن وطولان بعد الانتقاد والخلاف لم يكن مع طولان فقط بل شمل الجهاز المعاون وعلى رأسه عصام الحضري مدرب حراس المرمى وأحمد حسن مدير المنتخب.

وتضمنت المشاكل اختيارات فنية مثيرة للجدل اتهم خلالها المدير الفني أنه يجامل بعض اللاعبين الذين تم استبعادهم من قبل الجهاز الفني للمنتخب الأول، كمحمد النني وأكرم توفيق وعمرو السولية، وكذلك بعض اللاعبين البعيدين عن التمثيل الدولي، بالإضافة إلى المشاكل الإدارة وعدم توقف الدوري في الوقت الذي أوقفت فيه معظم الدول المشاركة مسابقاتها المحلية، وأزمات مع لاعبين مثل محمد شريف وأحمد عاطف.