كشفت السلطات
الباكستانية،
الاثنين، عن تنفيذ عملية أمنية واسعة في شمال غربي البلاد أسفرت عن مقتل 22 مسلحًا،
في أحدث التحركات العسكرية لمواجهة التصاعد الملحوظ في نشاط الجماعات
المسلحة داخل
إقليم خيبر بختونخوا خلال الأشهر الأخيرة.
وقالت إدارة العلاقات
العامة في الجيش الباكستاني، في بيان رسمي، إن قوات مشتركة من الجيش والأجهزة الأمنية
نفذت، الأربعاء الماضي، عملية نوعية في منطقة ديرا إسماعيل خان بالإقليم، عقب تلقي
معلومات استخباراتية تفيد بوجود تحركات لمجموعة مسلحة تصفها إسلام آباد بأنها "مدعومة
من الهند" وتستهدف منشآت أمنية وعسكرية.
وأوضح البيان أن العملية،
التي شاركت فيها وحدات قتالية وطائرات استطلاع، انتهت بتحييد 22 من عناصر المجموعة،
مشيرًا إلى ضبط أسلحة وذخائر ومواد تفجيرية كانت بحوزتهم. ولم يذكر الجيش تفاصيل إضافية
عن هوية المسلحين أو التنظيم الذي ينتمون إليه، مكتفيًا بالإشارة إلى أنهم “متورطون
في سلسلة هجمات دموية” شهدتها المنطقة خلال الأسابيع الماضية.
وتأتي هذه العملية
بعد إعلان الجيش، في تقارير سابقة، مقتل 44 مسلحًا منذ 25 تشرين الثاني / نوفمبر، في
إطار حملات تمشيط وملاحقة تجري في المناطق الحدودية المتاخمة لأفغانستان، خصوصًا في
ولايتي خيبر بختونخوا وبلوشستان، حيث تنشط جماعات مسلحة مختلفة تتبنى خطابًا قائمًا
على الدفاع عن حقوق عرقيتي البشتون والبلوش.
ويأتي تكثيف العمليات
العسكرية في شمال غربي البلاد في وقت تتزايد فيه الضغوط الأمنية على الحكومة الباكستانية،
لا سيما مع اتساع نطاق الهجمات التي تستهدف دوريات الجيش ونقاط التفتيش والمقار الإدارية،
حيث تعتبر إسلام آباد أن بعض هذه المجموعات تتلقى دعمًا خارجيًا، بينما ترد تلك الجماعات
بأن عملياتها تأتي ردًا على ما تصفه بـ"التمييز" ضد سكان المناطق القبلية.
ويشهد إقليم خيبر بختونخوا،
المحاذي لسلسلة جبال هندوكوش، نشاطًا متصاعدًا منذ عودة حركة "
طالبان" إلى
السلطة في أفغانستان عام 2021، إذ تقول السلطات الباكستانية إن هذا التحول السياسي
أدى إلى تسلل مجموعات مسلحة عبر الحدود، ما دفعها إلى تعزيز انتشار القوات وإطلاق عمليات
أمنية دورية.
وبحسب الجيش، فإن العمليات
الأخيرة تهدف إلى "تفكيك البنية التحتية للجماعات الإرهابية" ومنعها من تنفيذ
هجمات تستهدف المدنيين والعسكريين، مؤكداً استمرار ما وصفه بـ"النهج الاستباقي"
في مواجهة التهديدات المتصاعدة على الحدود الغربية للبلاد.