اتهم الكاتب
الإسرائيلي شلومو شامير، في مقال بصحيفة معاريف الإدارة الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب بالتدخل المباشر والعلني في شؤون دولة
الاحتلال الداخلية إلى حد جعلها
"مستعمرة أمريكية وليست مستقلة".
وقال شامير إن الصراع
الدائر بشأن خطة إعفاء طلاب المدارس الدينية من الخدمة العسكرية يعكس بجلاء حجم
النفوذ الأمريكي داخل إسرائيل، مشيرا إلى أن الحاخام دوف لانداو، قائد التيار
الليتواني المتشدد، لا يحتاج إلى الضغط على الحكومة لتحقيق مطالبه، بل يكفي أن
يتواصل مع ستيف ويتكوف أو جاريد كوشنر كي يبلغا ترامب، ليوجه الأخير على الفور بنيامين
نتنياهو بسن قانون يعفي طلاب المدارس الدينية من التجنيد.
وأضاف شامير أن هذا
"السيناريو" ليس افتراضا مبالغا فيه، مستشهدا بدعوة ترامب السابقة
للرئيس إسحاق هرتسوغ بالعفو عن نتنياهو وإيقاف محاكمته، معتبرا أن تدخل رئيس دولة
أجنبية في العملية القضائية لدولة غربية ديمقراطية هو "وقاحة غير
مسبوقة" و"تعبير عن احتقار النظام القضائي الإسرائيلي".
وتابع أن ذلك لم يكن
الحادثة الوحيدة التي "تفضح تراجع السيادة الإسرائيلية"، مشيرا إلى أن
البيت الأبيض أنشأ فرعا رسميا له في مكتب مخصص في كريات جات، يخضع لحماية جنود
أمريكيين جرى استقدامهم إلى لتأمينه، وهو ما لا يحدث في أي دولة ديمقراطية أخرى في
العالم.
وأكد شامير أن ترامب يظهر
دعما واضحا لإسرائيل، لكنه يدعم إسرائيل التي "تمثل آراءه وأوهامه، والتي
تعمل كامتداد للبيت الأبيض في واشنطن وتتلقى منه التعليمات بشكل مباشر".
ورأى أن مكانة دولة
الاحتلال وصورتها وشرعيتها الدولية تضررت بشكل غير مسبوق منذ بدأ ترامب
"الصداقة الخاصة" مع نتنياهو.
ونقل تصريحا لمسؤول
يهودي كبير في نيويورك قال فيه: "إسرائيل ليست الولاية الحادية والخمسين
للولايات المتحدة. لقد أصبحت إسرائيل مستعمرة أمريكية وهذا بالضبط ما يريده ترامب،
والمدهش أن يحدث ذلك بينما تحكم البلاد حكومة يمينية متطرفة تزعم الدفاع عن
الوطنية."