أطلق المتحدث باسم الاتحاد الدولي لجمعيات
الصليب الأحمر والهلال الأحمر تومازو ديلا لونغا، نداء عاجلا لحماية المدنيين العالقين في مدينة
الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي
السودان، وحذر من انقطاع الاتصال الكامل بالمدينة الخاضعة لسيطرة قوات "الدعم السريع".
وقال ديلا لونغا، إن الأوضاع في السودان عامة وفي الفاشر خصوصا "كارثية"، إذ لا تتوافر أي حماية للسكان المدنيين أو للعاملين في المجال الإنساني، بحسب ما نقلت عنه وكالة "الأناضول".
وأضاف: "من الصعب للغاية الحصول على معلومات من داخل الفاشر، والتواصل مع فرقنا هناك يكاد يكون مستحيلا، نعلم أن بعض الأشخاص يسيرون أياما للوصول إلى مخيم طويلة، لكن أكثر ما يخيفنا هو أن هناك مدنيين ما زالوا عالقين في الداخل، ولا نعرف مصيرهم بدقة".
وأوضح أن الوضع في ولاية شمال كردفان أيضا "شديد الصعوبة"، مشيرا إلى مقتل 5 متطوعين من الصليب الأحمر في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فيما لا يزال اثنان في عداد المفقودين، مشيرا إلى أن الحصول على تفاصيل عما يجري داخل الفاشر بات "شبه مستحيل".
وفي 26 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، استولت "قوات الدعم السريع" على الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، وارتكبت مجازر بحق مدنيين بحسب منظمات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
وقال المتحدث: "بعض الصور المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي تثير قلقنا العميق، لأنها تظهر مشاهد لا ينبغي أن تحدث أبدا، يجب ألا ننسى أن حماية المدنيين واجبة في كل الظروف، سواء اختاروا البقاء أو الرحيل".
ولفت إلى أن الاحتياجات الإنسانية في السودان "هائلة"، مشددا على أن السكان يعيشون في "ظروف قاسية للغاية دون غذاء كاف أو مياه نظيفة أو خدمات طبية أساسية، مع غياب شبه تام للوصول الإنساني الآمن".
وأظهرت مقاطع مصوّرة انتشرت مؤخرا قيام عناصر منسوبين إلى "قوات الدعم السريع" بتهجير المدنيين قسرا وقتل وتعذيب عدد كبير من السكان العزل، في مشاهد تعكس عمق المأساة الإنسانية التي يعيشها الإقليم منذ أشهر.
وفي 29 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أقر قائد "قوات الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي" بحدوث "تجاوزات" من قواته في الفاشر، مدعياً تشكيل لجان تحقيق.
وقال ديلا لونغا إن ما يحدث في الفاشر خلال الساعات والأيام الأخيرة "يعكس الاتجاه الخطير الذي تسير نحوه الحرب في السودان" بعد نحو ثلاث سنوات من اندلاعها بين الجيش و"قوات الدعم السريع".
وأضاف: "السكان هناك لا يحترمون، والوصول الإنساني غير مضمون، والعاملون في الإغاثة لا يحظون بأي حماية".
وأوضح أن العالم بأسره "يتحدث الآن عما يجري في الفاشر، لكن ما عاشه السودانيون خلال العامين الماضيين كان فظيعًا بما يكفي"، داعيا إلى عدم نسيان السودان.
وتابع القول: "السودان بوضوح أزمة منسية، ننشر تقارير ونتحدث عنها، لكننا بحاجة إلى فعل أكثر من الكلام.. يجب ألا نخذل الشعب السوداني، علينا أن نوقف القتل، وأن نضمن وصول المساعدات الإنسانية، وأن نحمي المدنيين والعاملين في المجال الإنساني".
ويذكر أن السودان يشهد منذ 15 نيسان/ أبريل 2023 صراعًا دمويا بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع"، أسفر عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص وشرد نحو 13 مليونا.
وتُعد مدينة الفاشر، كبرى مدن إقليم دارفور، من أكثر المناطق تضررا، حيث سيطرت قوات الدعم السريع عليها في أكتوبر الماضي بعد معارك عنيفة.