أعلن كارلوس مازون، 
رئيس إقليم فالنسيا في
شرق إسبانيا، استقالته من منصبه بعد عام من الكارثة المأساوية التي أودت بحياة 229
شخصا، إثر فيضانات عارمة ضربت المنطقة في خريف عام 2024، وسط انتقادات واسعة
لطريقة تعامله مع الأزمة وغضب شعبي لم يهدأ منذ وقوعها.
وجاءت 
استقالة مازون، المنتمي إلى الحزب
الشعبي المحافظ (PP)، بعد ضغوط
سياسية وشعبية متصاعدة، إذ كشفت التحقيقات أنه أمضى أكثر من ثلاث ساعات في مأدبة
غداء مع إحدى الصحفيات أثناء وقوع الفيضانات، في الوقت الذي كان فيه العشرات من
السكان يلقون حتفهم غرقا في منازلهم وطرقهم وجراجاتهم.
احتجاجات غاضبة تحت شعار "الطين على
أيدينا.. والدم على يديه"
ورغم تمسكه بالمنصب على مدى عام كامل، واجه
مازون مظاهرات حاشدة في فالنسيا ومدن أخرى، رفع المشاركون فيها شعار: "الطين
على أيدينا، والدم على يديه"، في إشارة إلى تحميله المسؤولية السياسية
والأخلاقية عن التقصير في إدارة الكارثة. وأظهر استطلاع للرأي أن 75 في المئة من
سكان الإقليم طالبوا برحيله الفوري.
وقال مازون في مؤتمر صحفي عقده الإثنين:
"لم أعد أستطيع الاستمرار". وأضاف أنه قرر التخلي عن الرئاسة الإقليمية،
دون أن يوضح ما إذا كان سيستقيل أيضا من مقعده في البرلمان المحلي، وهو ما سيحرمه
من الحصانة البرلمانية التي يتمتع بها حاليا. كما لم يُعلن عن هوية من سيخلفه في
المنصب مؤقتا، أو ما إذا كان سيلجأ إلى انتخابات مبكرة.
تقصير إداري وغضب في ذكرى الضحايا
وواجه مازون انتقادات شديدة بسبب تأخر
السلطات في إصدار إنذار الطوارئ للسكان، الذي لم يُرسل إلى هواتفهم حتى الساعة
الثامنة مساءً، بعد أن كانت أغلب الضحايا قد لقوا حتفهم. وبلغ الغضب الشعبي ذروته
خلال المراسم الرسمية لإحياء الذكرى الأولى للكارثة الأسبوع الماضي، حين استُقبل
مازون بصيحات استهجان من الحاضرين الذين وصفوه بـ"الجبان" و"القاتل".
واعترف مازون حينها بوجود "أخطاء في
التعامل مع الأزمة"، لكنه دافع عن نفسه قائلا إنه "لا توجد حكومة في
العالم يمكنها منع أمطار استثنائية بهذه القوة".
تحقيقات قضائية مفتوحة
ويخضع مازون حاليا لتحقيق قضائي بتهمة القتل
غير العمد الناتج عن الإهمال، إلى جانب تحقيق برلماني يسعى إلى تحديد المسؤوليات
الإدارية والسياسية في فاجعة 29 تشرين الأول/ أكتوبر 2024.
ونقلت "الغارديان" البريطانية عن
الصحفية ماريبيل فيلابلانا، التي كانت تتناول الغداء مع مازون أثناء وقوع الكارثة،
قولها إنها لم تكن على علم بخطورة الموقف، موضحة أن "الرئيس تلقى عدة مكالمات
خلال اللقاء لكنه لم يُبدِ قلقا أو يوضح طبيعتها".
ومن المنتظر أن تمثل فيلابلانا أمام القضاء
لتقديم شهادتها في القضية خلال الأيام المقبلة، فيما يواصل أهالي الضحايا المطالبة
بمحاسبة المسؤولين عن الإخفاق في إنقاذ الأرواح وتفعيل نظم الإنذار في الوقت
المناسب.