ينهي الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب يوم غد الخميس، جولته الآسيوية التي شملت ماليزيا،
اليابان، وكوريا الجنوبية، ومن المرتقب أن يلتقي نظيره الصيني شي جين بينغ، للتوقيع على اتفاقيات اقتصادية، في مدينة بوسان.
ونجح ترامب في تحقيق إنجازات اقتصادية ودبلوماسية كبيرة، شملت توقيع عشرة اتفاقيات تجارية واستراتيجية رئيسية مع ست دول آسيوية، بقيمة إجمالية تتجاوز 1.48 تريليون دولار من الاستثمارات والالتزامات التجارية الموجهة نحو تعزيز الاقتصاد الأمريكي. كما أشرف على توقيع اتفاق سلام تاريخي بين تايلاند وكمبوديا، وحصل على مجموعة من الهدايا الفاخرة والتكريمات الرسمية.
ماليزيا وبوابة السلام والمعادن
وصل ترامب إلى كوالالمبور في ماليزيا لحضور قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، حيث أعلن البيت الأبيض عن ست اتفاقيات تجارية أولية في يوم واحد، بعضها كان مفاجئًا، مع التركيز على تأمين سلاسل التوريد للمعادن الإستراتيجية النادرة.
مع ماليزيا، وقع ترامب اتفاقًا تجاريًا بقيمة 70 مليار دولار من الاستثمارات الماليزية المباشرة في أمريكا، مقابل ضمان وصول حر للمعادن النادرة دون فرض حظر تصدير أو حصص، مع رسوم مخفضة بنسبة 19%، مما يقلل اعتماد
الولايات المتحدة على الصين بنسبة 15% في هذا القطاع الحيوي.
ما مع تايلاند، فقد أبرم ترامب صفقة بقيمة 18.8 مليار دولار تشمل شراء 80 طائرة أمريكية الصنع من شركة بوينغ، إضافة إلى اتفاق للمعادن النادرة مشابه لما تم مع ماليزيا.
ومع كمبوديا، تم الاتفاق على إطار تجاري واسع النطاق بقيمة مليارات الدولارات، يركز على المعادن والوصول المتبادل للأسواق، في حين أتاح الاتفاق مع فيتنام للمصدرين الأمريكيين "وصولًا غير مسبوق" إلى السوق الفيتنامية مع إعفاءات جزئية على السلع الإلكترونية والزراعية، بقيمة متوقعة تصل إلى عشرات المليارات.
من أبرز الأحداث في المحطة الماليزية إشراف ترامب على توقيع "كوالالمبور أكورد"، وهو اتفاق سلام شامل بين تايلاند وكمبوديا ينهي نزاعًا حدوديًا دامياً، بعد تدخل شخصي من الرئيس الأمريكي في تموز/ يوليو الماضي. وشهد الحفل مصافحة تاريخية بين رئيسي وزراء البلدين، وقال ترامب خلال المناسبة: "بدأت إدارتي العمل فورًا لمنع التصعيد... أنجزناه بسرعة فاجأت الجميع". هذا الاتفاق أنقذ ملايين الأرواح المحتملة، ودفع كمبوديا لترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام تقديرًا لدوره في إحلال الاستقرار الإقليمي.
اليابان: عصر ذهبي جديد للتحالف
بعد ماليزيا، توجه ترامب إلى اليابان حيث قام بأول زيارة له إلى قصر أكاساكا منذ عام 2019، والتقى برئيسة الوزراء الجديدة ساناي تاكايشي في أجواء ودية استحضرت العلاقة الشهيرة التي جمعت الرئيس الأمريكي بالراحل شينزو آبي.
خلال اللقاء، أعلن الجانبان عن اتفاقين رئيسيين، الأول يتعلق باتفاق تجاري دفاعي بقيمة 490-550 مليار دولار، ويشمل التزام اليابان باستثمار 550 مليار دولار في الولايات المتحدة نقدًا وقروضًا، مقابل صفقة للمعادن النادرة وتعزيز التحالف الدفاعي بين البلدين.
كما تم خفض الرسوم على السيارات اليابانية إلى 15% لموازنة السوق مع المنافسين الأوروبيين. الاتفاق الثاني يضمن تدفق المعادن النادرة للصناعات الأمريكية العسكرية والتكنولوجية، مما يعزز استقرار سلاسل التوريد الحيوية.
وتميزت الهدايا التي قدمتها اليابان للرئيس الأمريكي بطابع شخصي ورمزي في آن واحد، شملت مضرب غولف يعود للراحل شينزو آبي رئيس وزراء اليابان الأسبق، وآخر موقع من البطل الياباني هيديكي ماتسوياما، إضافة إلى كرة غولف مطلية بالذهب عيار 24 قيراطًا، وقبعتي بيسبول تحملان شعار "Japan is Back"، موازيًا لشعار ترامب الشهير "MAGA".
وعلقت رئيسة الوزراء تاكايشي على الهدية قائلة: "هذه الهدايا تكرم الروح التي جمعت ترامب وآبي في السياسة والغولف".
زيارة كوريا والتاج الملكي
يختتم ترامب جولته من
كوريا الجنوبية التي وصل إليها اليوم، حيث شارك ترامب في قمة APEC في مدينة جيونغجو بمشاركة 21 دولة، وأعلن خلال اللقاء عن التوصل إلى اتفاق تجاري نهائي مع الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي-ميونغ بعد مفاوضات شاقة.
الاتفاق يتضمن خفض الرسوم الجمركية على السيارات من 25% إلى 15% بشكل متبادل، بالإضافة إلى استثمار كوري جنوبي بقيمة 200 مليار دولار نقدًا و150 مليار دولار للتعاون في قطاع بناء السفن، بما يعالج مخاوف شركات مثل هيونداي وكيا ويفتح الأسواق الأمريكية أمام الإلكترونيات الكورية.
كما تضمنت محطة كوريا الجنوبية هدايا رسمية استثنائية، حيث منح الرئيس الكوري الجنوبي ترامب وسام موغونغهوا الكبير، وهو أعلى وسام في البلاد، مزين بورقة غار، لأول مرة يُمنح لرئيس أمريكي، تقديرًا لـ"السلام والازدهار في شبه الجزيرة الكورية".
كما قدم له تاجًا ذهبيًا يمثل نسخة طبق الأصل من تاج ملوك مملكة سيلا الذي يعود إلى 1500 سنة، رمزًا للرابط الإلهي بين السلطة السماوية والأرضية. وشهدت الزيارة غداءً خاصًا تميز بلحم بقر أمريكي وحلوى براوني مزينة بالذهب، مع عزف النشيد الانتخابي للرئيس "Y.M.C.A"، وعلق ترامب قائلاً: "أود أن أرتديه الآن.. شرف كبير... مشهد استعراضي مثالي".
إجمالًا، بلغت الاستثمارات والصفقات المعلنة في الجولة أكثر من 1.48 تريليون دولار، شملت 10 اتفاقيات رئيسية، إضافة إلى اتفاق السلام بين تايلاند وكمبوديا، وتضمنت الهدايا الفاخرة سبع قطع بارزة شملت مضارب غولف، كرات ذهب، قبعات، وسام وتاج.
هذه الجولة المزدحمة بالمفاوضات والاحتفالات وضعت الأساس للقاء المرتقب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ غدا الخميس في كوريا الجنوبية بهدف تهدئة الحرب التجارية، في حين لم يُلتقَ الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بسبب ضيق الوقت.